أكد الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، أن من أهم أسباب استجابة الدعاء الإخلاص لله سبحانه، قال تعالى:” فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ”، مشيرًا إلى أن الدعاء هو مخ العبادة.جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها في ملتقى الفكر الإسلامي الذي تنظمه وزارة الأوقاف يوميا بمسجد الحسين، بحضور الدكتور خالد الجندي عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، بحضور عدد من قيادات الوزارة ، وبعض الأئمة , وجمع غفير من الجمهور، وعدد من طلبة العلم الوافدين من دول أفريقية وآسيوية. كما شدد طايع على ضرورة أن يهتم الإنسان بعمله وماله الذي يقتات به؛ لأن الله عز وجل لا يستجيب لعبد مأكله حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، كما في حديث سيدنا سعد بن أبي وقاص (رضي الله عنه) عندما طلب من النبي (صلى الله عليه وسلم) أن يكون مستجاب الدعوة ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): ” يَا سَعْدُ أَطِبْ مَطْعَمَكَ تَكُنْ مُسْتَجَابَ الدَّعْوَةِ ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، إِنَّ الْعَبْدَ لَيَقْذِفُ اللُّقْمَةَ الْحَرَامَ فِي جَوْفِهِ مَا يُتَقَبَّلُ مِنْهُ عَمَلَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ، وَأَيُّمَا عَبْدٍ نَبَتَ لَحْمُهُ مِنَ السُّحْتِ وَالرِّبَا فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ.وقال الدعاء الذي يخرج من قلب سليم بما أثر عن النبي (صلى الله عليه وسلم) هو الأقرب إلى الإجابة والقبول ، قال تعالى : ” إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ” ، وأن شهر رمضان فرصة طيبة لسلامة القلب ونقاء الصدر.وأكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية أن الدعاء يكون بعد العمل والأخذ بالأسباب، فالإنسان الذي لا يعمل ولا ينتج لن يكون مستجاب الدعوة ، وقد قال رجل للنبي (صلى الله عليه وسلم) : ”يا رسول الله أترك ناقتي وأتوكل أو أعقلها وأتوكل؟ قال: بل اعقلها وتوكل” .وأكد الجندي على أن التعدي على المال العام ، وأكل الحرام ، وأكل أموال الناس بالباطل خاصة اليتامى منهم من أسباب عدم استجابة الدعاء، قال تعالى: ” إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا”.وأشار إلى أن من جملة أسباب عدم إجابة الدعاء أن لا يؤدي الرجل مؤخر الصداق لزوجته؛ لافتا إلى أن الإخلاص وإتقان العمل من لوازم الإيمان، كما قال النبي (صلى الله عليه وسلم) :” إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلا أَنْ يُتْقِنَهُ ” ، وأن الإهمال والكسل إضعاف للدول وضياع للحضارات.
مشاركة :