شهر رمضان تطمئن فيه القلوب وترتقي النفوس

  • 5/15/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

قد نجد البعض يعتقد أن ذكر الله تعالى يقتصر على القول اللفظي، بأن يقول لا إله إلا الله، سبحان الله، واستغفر الله وأتوب إليه، والحمد لله رب العالمين، وما إلى ذلك من الأذكار القولية، ويغفلون أن ذكر الله تعالى له أبعاد ثلاثة، وهي القولية والقلبية والعملية أو السلوكية، فلو عمل الفرد بإحداها وترك العمل بالبعدين الآخرين، لن يصل إلى الإطمئنان النفسي والمعنوي الكامل، ما لم يكون معززا بالذكر القلبي، الذي له الدور الأبرز في التأثير الإيجابي على واقع الإنسان العملي السلوكي.يقال إن المسلمين الذين يهتمون بالذكر اللفظي ويتجاهلون ذكر الله تعالى في الجانبين، القلبي والعملي، تراهم تختلف أقوالهم عن أعمالهم وسلوكياتهم، ومن الممكن نجدهم يعتدون على حقوق الآخرين من الناس، لأنهم لم يذكروا الله تعالى ذكرا حقيقيا، قبل الإقدام على أي فعل يتنافى كليا أو جزئيا مع الأخلاقيات السوية، فلو ذكروا الله جلت عظمته، لما ارتكبوا أي خطأ على أقرانهم من الناس، ولو أسكنوا الله تعالى في داخلهم لكان له تأثير واضح وجلي على سلوكياتهم. فنحن في شهر رمضان المبارك، شهر الذكر الحكيم، وشهر التوبة والمغفرة والرضوان، الشهر الذي أكرمه الله تعالى، بنزول القرآن الكريم، وبليلة القدر العظيمة، وجعلها خيرا من ألف شهر، فيها عبادة واعية، وانقطاع كامل لله جل جلاله، ودعاء وابتهال وذكر لله، وأعمال خيرة كثيرة، فلنجعل هذه النعمة الكبيرة التي وهبها الله تعالى لنا جميعا في شهره المعظم، سبيلا لتصحيح علاقتنا مع خالقنا ومرتجانا، وجعله جلت قدرته حاضرا في قلوبنا ونفوسنا ومشاعرنا وأفكارنا وثقافتنا، وفي كل جنبات حياتنا، فلو استغلنا هذه الأيام والليالي العظمية التي إن فاتت لا نضمن أن نعود إليها مرة ثانية، فالفرص كما يقولون تمر مر السحاب، إن لم تستغل وتستثمر استثمارا واعيا، لن يكون لها أي أثر إيجابي على سلوكياتنا وأخلاقياتنا وإنسانيتنا، فالذين يتعاملون مع هذا الشهر الجليل بمعرفة واعية، تراهم في تعاملاتهم ومعاملاتهم وأخلاقياتهم وإنسانياتهم راقين، بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان سامية، لأنهم جعلوا الله تعالى في كل شئونهم الحياتية والعبادية والاجتماعية والإنسانية والتجارية والوظيفية والمهنية.لو عاهد كل مسلم في رمضان المبارك الله تعالى بأن يلتزم بتعاليم رسول الله محمد بن عبدالله (ص) طوال السنة، لما وجدنا إنسانا يئن من ظلم أخيه الإنسان له، ولا رأينا فقيرا لا يجد قوته اليومي، ولما تفشى الفساد الأخلاقي والإداري والمالي في مجتمعاتنا، ولما رأينا الجرائم البشعة ترتكب بين وقت وآخر في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، التي كانت من المفترض أن تكون خير أمة أخرجت للناس. نأمل أن نلتفت لأنفسنا في هذا الشهر المكرم، شهر الخيرات والبركات الإلهية، لنرتقي بها ونسمو بأخلاقنا وإنسانيتنا ووجداننا ومشاعرنا إلى مستويات عالية، لنتقرب من خلالها إلى بارىء النسمات وخالق الكائنات والمنعم على العباد، ونبتعد عن القلق والإكتئاب وكل الأزمات النفسية والمعنوية. ] سلمان عبدالله

مشاركة :