تظاهر آلاف الطلاب في الجزائر العاصمة ومدن جامعية أخرى اليوم الثلثاء للمطالبة برحيل "اللصوص" و"الخونة" المرتبطين بنظام الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة، بحسب مراسل وكالة "فرنس برس". وفي وسط العاصمة، تجمع عدة آلاف من الطلاب في ساحة البريد المركزي، المبنى الذي أصبح نقطة تجمع للتظاهرات في العاصمة. ثم تمكن الطلاب من تخطي الطوق الأمني لرجال الشرطة من دون عنف، من أجل الوصول إلى مقر المجلس الشعبي الوطني، الغرفة السفلى للبرلمان. وردّد الطلاب المتظاهرون شعار"كليتو لبلاد يالسراقين" (أكلتم البلاد أيها اللصوص) بصوت واحد وهم متجهون نحو المجلس في مسيرتهم الثانية منذ بداية شهر رمضان، وكما فعلوا كل يوم ثلثاء منذ بداية الحركة الاحتجاجية غير المسبوقة ضد النظام في 22 شباط (فبراير). ولم يمنع الصيام والحرارة المرتفعة في الاسبوع الثاني من شهر رمضان، الطلاب من التعبئة بأعداد كبيرة، في العاصمة حيث تفرقوا بهدوء. واكتفت الشرطة بمنع الطلاب من قطع الطريق وتعطيل حركة السير مع صدامات محدودة. وارتدى أغلب الطلاب العلم الجزائري وهم يردّدون "دولة مدنية لا عسكرية" في وقت أصبح قائد الأركان الفريق أحمد قايد صالح الرجل القوي في الدولة منذ رحيل بوتفليقة الذي عينه قبل 15 سنة. ولم تهدأ الاحتجاجات بعد استقالة بوتفليقة وإنما أصبح المتظاهرون يطالبون برحيل "كل النظام" الذي خلّفه وراءه كما يرفضون تنظيم الانتخابات في 4 تموز (يوليو) كما هو مقرر لاختيار الرئيس المقبل للجزائر بعد نهاية فترة الرئيس الانتقالي الحالي عبد القادر بن صالح المرفوض شعبياً. وتوجه الطلاب من مبنى البرلمان نحو المحكمة التي تبعد نحو 300 متر مردّدين شعار "أين هي العدالة؟" بينما شهدت البلاد حملة توقيفات، مثيرة للجدل، ضد رجال أعمال وشقيق الرئيس السابق ومستشاره وكذلك مسؤولة حزب سياسي وجنرال متقاعد انتقدوا رئيس أركان الجيش. ويخشى المراقبون أن يكون هدف هذه الاعتقالات تقديم "رؤوس" للحركة الاحتجاجية مع القيام في الوقت ذاته بعملية "تطهير" في السلطة في إطار صراع داخل الحكم.
مشاركة :