قُتل ضابط سوداني وخمسة متظاهرين في إطلاق نار وقع في وقت متقدم أمس الإثنين في ساحة الاعتصام في الخرطوم بُعيد إعلان قادة الاحتجاجات والمجلس العسكري الحاكم التوصّل إلى اتفاق على تشكيل "مجلس سيادي". وأعلنت "لجنة أطباء السودان المركزية" المرتبطة بحركة الاحتجاج في بيان فجر اليوم الثلثاء: "بكل الحزن وبالغ الأسى ننقل لكم خبر استشهاد الشهيد السادس لهذا اليوم". وأحصت اللجنة في عداد هؤلاء القتلى ضابطاً برتبة رائد كان المجلس العسكري أعلن في وقت سابق مساء الإثنين مقتله في الخرطوم برصاص "جهات تتربص بالثورة" لم يسمّها. وكانت اللجنة أعلنت في بيان أول أن من أطلق النار هي "ميليشيات النظام الساقط في محاولاتها لفضّ اعتصام الشعب السوداني الباذخ". وفي مؤتمر صحافي عقده فجر اليوم الثلثاء في مقر القيادة العامة للجيش قال المجلس العسكري: "لاحظنا وجود مندسّين مسلّحين بين المتظاهرين، ولجنة تقصّي الحقائق ستثبت ذلك". ونفى المجلس إطلاق "رصاصة واحدة ضد الشعب السوداني". وكان الناطق باسم المجلس شمس الدين كباشي قال في بيان مساء أمس الإثنين إن من أطلق النار هي "مجموعات دخلت إلى منطقة الاعتصام وعدد من المواقع الأخرى وقامت بدعوات مبرمجة لتصعيد الأحداث من إطلاق للنيران والتفلتات الأمنية الأخرى في منطقة الاعتصام وخارجها والتحرّش والاحتكاك مع المواطنين والقوات النظامية التي تقوم بواجب التأمين والحماية للمعتصمين". وأضاف البيان أن "هذه الأحداث أدت إلى استشهاد ضابط يتبع للقوات المسلحة (...) وإصابة ثلاثة أفراد آخرين، إلى جانب عدد كبير من الجرحى والمصابين من المعتصمين". ولم يكشف المجلس في بيانه عن هويّة مطلقي النار، مكتفياً بالقول إنّ ما جرى تقف خلفه "جهات تتربّص بالثورة أزعجتها النتائج التي تم التوصل إليها وتعمل على إجهاض أي اتفاق يتم الوصول إليه وإدخال البلاد في نفق مظلم". وكان المجلس العسكري وقوى إعلان الحرية والتغيير أعلنت في وقت سابق أمس الإثنين التوصل إلى اّفاق على تشكيل "مجلس سيادة" جديد يحل محل المجلس العسكري الحاكم، على أن يتم الاتفاق اليوم الثلاثاء على نسب المشاركة بين العسكريين والمدنيين والمدة الزمنية الانتقالية. إلى ذلك، أعلن المجلس العسكري أنه يعتقل واحداً فقط من أشقاء الرئيس المخلوع عمر البشير الخمسة، وليس اثنين كما كان أعلن سابقاً، مشيراً إلى أن الشقيق الثاني نجح في الفرار إلى تركيا. وقال كبّاشي للصحافيين: "كنا أعلنا في 17 نيسان (أبريل) الماضي اعتقال شقيقي الرئيس السابق عبد الله والعبّاس (...)، لكن المعلومة لم تكن دقيقة: ذاك اليوم تم القبض على عبد الله فقط". وأضاف: "في اليوم التالي ظهر العباس في منطقة حدودية لدولة مجاورة"، مشيراً إلى أن السلطات السودانية طلبت من هذه الدولة، التي لم يسمها، تسليمها شقيق البشير لكنها رفضت ذلك. وتابع "بعد ذلك جاءت الأخبار أنه في تركيا". وكان مكتب المدعي العام السوداني أعلن أمس الاثنين توجيه اتهام إلى البشير بقتل متظاهرين خلال الاحتجاجات التي اندلعت ضد نظامه وأدت إلى الإطاحة به في 11 نيسان الماضي. وأوضح المكتب أنّ التهم صدرت في سياق التحقيق في مقتل الطبيب بابكر عبد الحميد في منطقة بري بشرق العاصمة الخرطوم.
مشاركة :