الدروس المستفادة من قادة الشركات «1من 2»

  • 5/15/2019
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

الأهداف غير المنطقية للإدارة، تترتب عليها أفعال غير أخلاقية. يعد "الاقتداء بالقادة" من أوائل الدروس التي نتعلمها، فنحن نتطلع إلى القياديين كمصدر إلهام ليرشدونا على الطريق الصحيح. ولكن عندما تكون تطلعات القادة غير واقعية، ماذا يحدث للأشخاص التابعين لهم؟ وهل يتحمل القادة المسؤولية عندما يتصرف الموظفون في أسفل السلم الوظيفي بشكل غير أخلاقي في سبيل تحقيق أهداف الشركة؟ لمعرفة ذلك، قمت أخيرا بدراسة ثلاث شركات يعجز قادتها عن قيادة مؤسساتهم على طريق النجاح ضمن الأطر القانونية، الشركات الثلاث هي: فولكسفاجن، ويلز فارجو، وأوبر. يدرك أغلب مندوبي المبيعات الضغوط المترتبة على تحقيقهم للرقم المطلوب منهم في نهاية كل شهر. ولكن أولئك الذين لا يتم توظيفهم للقيام بمهمة المبيعات ليفاجأوا بعدها بنسبة معينة عليهم تحقيقها غيرت قواعد اللعبة. مثل الصرافين في بنك ويلز فارجوعقب اندماجه مع بنك نورويست في 1998. كانت وظيفة الصراف قبل الاندماج خدمية بحتة، تركز على العملاء وليس المستهلكين. إلى أن بدأ ريتشارد كوفاسيفيتش، الرئيس التنفيذي لبنك ويلز فارجو التعامل مع فروع البنك على أنها متاجر. هذا التحول في ثقافة البنك، واستخدام مصطلحات مثل "متجر، مستهلك، منتج" دفع الموظفين للنظر إلى العملاء الحاليين كعملاء محتملين لزيادة المبيعات. وطلب من الصرافين تبني نهج Go for Gr-eight- الذين يتعين عليهم بموجبه إشراك كل عميل بثماني خدمات مختلفة يقدمها البنك. طلب من المديرين إعطاء تقارير للمشرفين عن النسب التي يحققونها كل ساعتين. وشعر الصرافون بالضغط جراء مديريهم. تحتم على موظفي البنك في ظل تلك الظروف فعل أي شيء مقابل تحقيق المبيعات المطلوبة منهم، بما في ذلك إضافة خدمات بنكية أو حسابات لعملائهم الحاليين دون علمهم. تمنع اللوائح الداخلية للبنك السلوكيات غير القانونية. ولكن استخدام الرقم السري للعميل لفتح حساب جديد تحت اسمه كان من السلوكيات الشائعة في البنك. وعندما تم الإبلاغ عن التجاوزات لم يتم اتخاذ أية إجراءات رادعة ضد الأشخاص المسيئين. فلا توجد في البنك بنود تنص على عواقب مثل تلك الأفعال. أدت الضغوط التي مارستها الإدارة إلى فتح أكثر من 3.5 مليون حساب مزيف، وتعرضت و«يلز فارجو» إلى مخالفات وصلت قيمتها إلى 185 مليون دولار. في إطار الوصول إلى مبيعات تقدر بعشرة ملايين سيارة بحلول 2018، حددت «فولكسفاجن» موعدا نهائيا لعمل سيارات صديقة للبيئة تحت شعار "انبعاثات أقل" وكان من المستحيل الوصول إلى ذلك بحسب التاريخ الذي حددته الشركة لإنجازه. عرف مارتن فنتركون الرئيس التنفيذي لفولكسفاجن بسياسته الصارمة مع التنفيذيين، الأمر الذي دفعهم بدورهم إلى وضع ضغوط على فرق الإنتاج. ولضمان الانتهاء بحسب الموعد المحدد، تحايل المهندسون على اختبارات انبعاثات عوادم السيارات، لتتجاوز نسبتها 40 ضعفا لنسبة التلوث المسموح بها في الولايات المتحدة. لم يكن فنتركون الوحيد، فقد سبق أن قام فيرديناند بييه، الرئيس التنفيذي الأسبق "ورئيس الشركة" بتغييرات جوهرية في التصميم مرغما مهندسيه على إنجازها بمهلة ضئيلة كي لا يتعرضوا للطرد في حال عدم التزامهم بالمهلة المحددة. تلك كانت الثقافة المؤسسية السائدة في الشركة، التي تتمحور حول إنجاز أعلى التوقعات بأي ثمن. نفت كل من «فولكسفاجن» و«ويلز فارجو» عند اتهامهما بانتهاكات أخلاقية واسعة النطاق، ضلوع الإدارة في أي من تلك المخالفات. ولم تبديا أي رغبة في إعادة النظر في مدى تأثير الضغوط التي تمارسها الشركة في تصرفات الموظفين.

مشاركة :