نحن ولله الحمد نعيش في وطن كريم معطاء، يحنو على أبنائه ويحتضنهم ويحرص على حمايتهم، والاهتمام بتطويرهم وتأهيلهم، وتوفير حياة كريمة لهم، فالوطن هو الملاذ الذي يلجأ اليه المواطن -بعد الله- وإن حدث أن كانت هناك بعض الأخطاء فتبقى تلك الأخطاء معدودة، وفي كثير من الأحيان فردية، وفي إطار ضيق ويسعى المسؤولون إلى تصحيحها وعدم تكرارها. بالأمس أعلن أحد أبناء الوطن عن عودته لوطنه بعد أن هجره لأكثر من 20 عاماً، لقناعته -في تلك الفترة- ببعض الآراء التي قد تكون مخالفة لنهج هذا الوطن، وكتب في حسابه في تويتر بأنه بعد 20 سنة من الغربة يجد نفسه عائداً للرياض. غادر هذا المواطن قبل عشرين عاماً لوجود قناعات معينة لديه ببعض القضايا الوطنية، فالتقطته أيدي السوء ممن كان يُؤيِّد تلك القناعات في ذلك الوقت، الذي كان مشحوناً بالعديد من القضايا المحلية والسياسية، فبادر بتسليط سهام النقد الحاد على وطنه، واتخاذ موقف المعارض لبعض القرارات والقضايا، ومع كل تلك المواقف السلبية من طرفه، فإن الدولة لم تعامله بالمثل، بل قامت في أكتوبر الماضي بنقل والده -الذي كان مريضاً- بطائرة خاصة لعلاجه، ومتابعة حالة والده حتى توفاه الله. ها هو المواطن يعود اليوم إلى وطنه وأهله وأحبابه، يعود ليضع رأسه في حضن والدته التي غاب عنها 20 عاماً، يعود إلى وطن الأمن والأمان، ليطوف بالكعبة ويزور مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، وليجد الترحيب والاستقبال والدعوات بالهداية والصلاح. مرحباً بكل أبناء الوطن العائدين إليه، واعترافهم بكل شجاعة عن أخطائهم السابقة، ودعوة صادقة لكل من ما زال في الخارج يخشى من العودة بأن الباب مفتوح وأن الوطن عزيز وأهله كرام، وشكراً لقيادة هذا الوطن لترحيبها بأبنائها العائدين، والحرص على احتضانهم، وفتح الباب لهم ليعودوا ويكونوا لبنات صالحة في مسيرة التنمية. Ibrahim.badawood@gmail.com
مشاركة :