الأسلحة الحديثة وهي تفخيخ المركبات لم يتوصل العقل البشري.. بعد إلى وسيلة تقلل من خسائرها. عندما كان الأمريكيون يبحثون عن أسلحة الدمار الشامل في كوريا وأفغانستان والعراق وإيران، أظنهم نسوا هذا النوع من الدمار.. وإمكاناته التدميرية وفعاليته في البشر. وحتى الآن لا أعرف لماذا لم يتوصل مخترعو العالم إلى وسيلة أو أخرى لابتداع مضادات لأعمال القتل بالسيارات المفخخة. سبحان الله! ضج العالم وكلف نفسه في محاربة أسلحة دمار شامل لا وجود لها، وكذا محاربة "دودة القطن" وسوسة النخل" و "النمل الأبيض" ولم يُكلف نفسه بالتفكير بسيارة تنفجر وتقتل كل من في الحارة. على أن المرحلة التي شهدت سيطرة الجماعات المتطرفة على مناطق عدة من بعض العواصم وتحويلها إلى مصدر للقتل الجماعي بالمفخخات، كانت حقبة سوداء صنّفت في الوجدان الإنساني بأنها من أصعب المراحل وأخطرها، لارتباطها بأسباب الذعر والقلق التي انتابت جميع المواطنين في كل المناطق، خوفاً على مصائرهم ومصائر أولادهم وأحبتهم من أن يلاقوا الموت الذي بات موزعاً على كل الطرق من دون استثناء، نتيجة "كثرة" السيارات المفخخة الآتية وتوزعها على الطرق في طرق المدارس، باعتبار أن تلك القوى قررت أن تمارس "هواياتها" في إزهاق المزيد من الأرواح وحصد العدد الأكبر من الأبرياء والمارة. تثار أحزاني عندما أسمع وأرى تفخيخ السيارات وجعلها تنفجر قرب أماكن عبادة. في العراق طائفة مسلمة ضد أخرى، وكذا الحال في أفغانستان.. وأخيراً في لبنان. ابتكارات وأدوات لم يكن العالم يعرف عنها في الحروب، ولم نكن نتوقع أن نراها في أفلام المغامرات. أسلحة الدمار الشامل، كالأسلحة الجرثومية، وأسلحة غاز الأعصاب، والأسلحة الكيميائية، أوجدوا لها قناعاً معيناً يلبسه السكان.. فيقلّل من الخسائر، وصار ذلك القناع يباع في الأسواق.. وله وكالات، وموزعون حصريون، وأسعار جملة.. ومفرد، وصيانة..! يُثاب المرء إذا أطعم أو سقى حيواناً جائعاً أو ظامئاً. أفلا يتوقع المسلم الوزر إذا تفحّمت جثث مسلمين داخل سيارة بسبب «كوع ريحه» أو الوصلة المرفقية التي يصار إلى تعبئتها بالمتفجّر.. يؤسفني أن أقرأ أن الوصلة أو ال.. كوع اختراع أن ينتسب صانعوه إلى الإسلام. لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net
مشاركة :