ليلى الأحمد تعدد الروائيون في متسع الوطن العربي، وعلى اتساع هذا النطاق تعددت الأساليب والمستويات، حتى أصبح هناك الروائي المتميز الذي بإمكانه نقلنا من خلال أسلوبه المممتع إلى عالمه المكتوب في قلب السطور التي يكتبها لنتعايش مع القصة -الرواية- وكأننا أصحاب تلك الأحداث، وهناك أيضاً الروائي صاحب المستوى المتوسط والآخر العادي، فضلا عن نسبة واضحة من هؤلاء يمكن وصف أساليبهم بالمتدنية. وفي الحقبة الأخيرة تعدد الروائيون بشكل أكبر وبعدد أكثر بمختلف الجنسيات من الوطن العربي، وهذا الأمر بحد ذاته أمر يعد من المؤشرات التي تؤكد أننا في زمنٍ يهتم بالكتابة ومختلف أساليبها.. لكن السؤال هل نحن نهتم بالكتابة شكلاً ومضموناً؟! الحقيقة أن ما أنتجته دور النشر العربية منها والمحلية مؤخراً من الروايات الحديثة اتسم بالضعف في بنية الأحداث والسرد وكذلك الأسلوب!! والأمر يعود إلى مستوى الكاتب أولاً ومن ثم مستوى ثقافته والبيئة المحيطة به سواء الثقافية أو الاجتماعية.. الغالبية العظمى في الآوانة الأخيرة أصبحوا يكتبون بأسلوب واحد، لذا افتقدنا عنصر التشويق أثناء القراءة وكيفية السرد والحبكة في الأحداث. أنا الآن كقارئة لا أنتقد الشخص ذاته أو الروائي، وليس هو الآن محور حديثي، إنما أتحدثُ عن الأسلوب ومستوى الثقافة والفكر.. فما صدر مؤخراً ينم عن ضعف واضح في ثقافة الروائي وضعف المستوى الفكري، وبالتالي ضعف القيمة الأدبية في منتجه الكتابي.. أين المتعة التي نجدها في روايات أحلام مستغانمي؟ وأين الغموض الذي يدفعنا للبحث عن إجابات للأسئلة كروايات واسيني الأعرج؟ وأين الروعة في الصياغة وفي تجلي الفكرة والمعاني والسرد لدى العملاقة غادة السمان.. عذراً هذه الأسماء التي تشع نوراً في تاريخ الرواية العربية، لم أذكرها للمقارنة مع الروائيين الذين أصدروا إنتاجهم الأدبي حديثاً، ولكن مجرد وجهة نظر بمقدور القارئ تقبلها أو نقدها.. إن ما أريد إيصاله من خلال حديثي هنا هو أن دور النشر عامل رئيس ومهم في التقدم أو التأخر سواء لحاضر أو مستقبل الرواية العربية.. لذا نأمل من الجيل المقبل كتابة روايات تتسم بالقوة من جميع النواحي والجوانب الأدبية والثقافية.
مشاركة :