بعد 20 عاماً.. انقضاء الدعوى بوفاة الأب المدمن

  • 5/16/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قدمت امرأة عربية شكوى أمام محكمة أبوظبي المدنية للمطالبة بإلزام طليقها بدفع 3 ملايين درهم تعويضاً عن الأضرار المادية والمعنوية التي لحقت بها جراء إساءة استعمال حق التقاضي ضدها، وقدمت صوراً من البلاغات التي قدمتها وتم حفظها، إضافة إلى صور الأحكام التي تمت تبرئتها منها، وبينما كاد القاضي ينطق بقرار تأجيل الجلسة لعدم حضور المدعى عليه، دخلت شقيقته وطلبت الإذن من القاضي بالكلام، حيث قدمت ورقة إلى القاضي وهي تقول: مات شقيقي، وأكملت: لم يعد هناك داعٍ لأي نزاع، حيث فارق المدعى عليه الحياة قبل أن تقول العدالة كلمتها. وحكمت المحكمة بانقضاء الدعوى لوفاة المدعى عليه. وتعود تفاصيل القضية إلى ما يزيد من 20 عاماً، عندما تزوجت الشاكية من مواطن، اعتقدت أنه سيسعدها ووقفت في وجه أهلها لأنهم كانوا يرفضون زواجها به واختارت الغربة عنهم، مع رجل يحبها وفي بلد يحلم الجميع بالعيش فيه. وكانت السنوات السبع الأولى كفيلة بانطفاء الحلم، لأنها اكتشفت أن زوجها كان يتعاطى المخدرات والخمر ولا يعرف معنى أن يكون المرء زوجاً وأباً صاحب أسرة ومسؤولاً، وذكرت الشاكية أن طليقها استغل غربتها، وبدأ في طغيانه وتجبره في التعامل معها، مشيرة إلى أن ما لاقته من عذاب مع كل حكم جنائي يصدر ضده في قضايا مخدرات وشرب خمر إضافة إلى قضايا الشيكات والديون. وأضافت أنه في كل مرة كان يسجن فيها طليقها، بسبب تعاطي الخمور والمخدرات، كانت تزداد إصراراً على الفرار بأطفالها الثلاثة، من هذه البيئة المسمومة بمختلف أنواع الانحرافات، قائلة: أي مستقبل ينتظرهم مع زوج يتنقل من سجن لآخر. وتابعت، حصلت على الطلاق للضرر بعد أن تنازلت عن جميع حقوقي المادية من مؤخر صداق ونفقة، مضيفة أن طليقها لم يقدم نفقات لأبنائه لكونه في السجن. بل إنه طردها من المسكن مع أطفالها دون أن يفكر بمصيرهم ولو للحظة واحدة، ورغم ذلك تحدت الأم الظروف وعملت في مشروع بسيط بمساعدة إحدى الجهات لتكمل مشوارها مع صغارها. وقالت الأم إن سنوات كفاحها لم تذهب سدى، بل كان الحصاد وفيراً، فابنتها الكبرى طالبة متفوقة في إحدى أهم الجامعات بالدولة، والثانية تدرس بالخارج بعد أن حصلت على منحة دراسية كونها من الأوائل على الثانوية العامة، وأما ولدها الصغير فهو في المرحلة الثانوية. وصدر ضد طليقها، حكم بالسجن لمدة 4 سنوات في قضية مخدرات، ثم حكم في قضية شيك إضافة إلى إدانته في قضية انتحال صفة موظف عام والاستيلاء على مال الغير وبالتالي تم فصله من عمله بعد أن أصبحت هذه الأحكام نهائية كونها تخل بالشرف. وبالرغم من نجاح الأم في تربية الأبناء ورفع مسؤوليتهم عن كاهل الأب، إلا أنه لم يتركها في حالها، فقد تقدم بعشرات البلاغات والقضايا ضدها محاولاً في ذلك الحصول على حضانة الأطفال وإسقاط حضانتها عنهم، مضيفة أنه في آخر قضية رفعها تضمنت إلزام ابنتيه بالإنفاق عليه رغم أنهما طالبتان في الجامعة ومصدر رزقهما هو تفوقهما الذي تحصلان من خلاله على المنح والحوافز. وتذكرت الأم بكاء ابنتها الكبرى وهي تقول، «والله لو أعرف أنك لن تنفق المال على المخدرات لحرمت نفسي وأعطيتك.. أبي لم تترك لنا حتى فرصة البر بك».

مشاركة :