20 عاماً مضت وهي متعايشة مع المرض تحاول أن تقهره بإرادتها بعد أن أصيبت به رغماً عنها، فمرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) الذي لم يتوصل الطب لعلاج له حتى الآن أصيبت به بعد أن أصيب زوجها بالمرض أولاً، لتكتشف ذلك بالصدفة. «أم علي» في الأربعين من عمرها عاشت حياتها مع زوجها ولم تكن هناك مشاكل أسرية بينهما كما ذكرت عدا أنه مدمن مخدرات وقد كان ذلك بعد أن أنجبت منه ابنتها وابنها الأكبر. وفيما يحتفل العالم اليوم (1 ديسمبر/ كانون الأول 2015) باليوم العالمي للإيدز، قال المدير التنفيذي لجمعية أصدقاء مرضى الإدمان عباس جعفر: «إن إدمان المخدرات وخصوصاً عن طريق الحقن من أبرز الأسباب المؤدية إلى انتشار الإيدز في البحرين وذلك بسبب استخدام المدمنين لحقن ملوثة التي تنشر المرض بينهم بصورة كبيرة». وأضاف في حديث إلى «الوسط»: «السبب في انتشار مرض الإيدز بين المدمنين يعود إلى عدم تفعيل برنامج رفع الضرر، والذي هو موجود إلا أنه غير مُطبَّق على أرض الواقع».عاماً مضت وهي متعايشة مع «الإيدز»أم علي تحدَّت وصمة العار بعد انتقال المرض لها من زوجها المتعافي من الإدمان 20 عاماً مضت وهي متعايشة مع المرض تحاول أن تقهره بإرادتها بعد أن أصيبت به رغماً عنها، فمرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) الذي لم يتوصل الطب لعلاج له حتى الآن أصيبت به بعد أن أصيب زوجها بالمرض أولاً، لتكتشف ذلك بالصدفة. أم علي في الأربعين من عمرها عاشت حياتها مع زوجها ولم تكن هناك مشاكل أسرية بينهما كما ذكرت عدا أنه مدمن مخدرات وقد كان ذلك بعد أن أنجبت منه ابنتها وابنها الأكبر، روت أم علي تفاصيل إصابتها بفيروس الإيدز قائلة: «إن زوجي كان مدمن مخدرات وبالتحديد على الحقن، إلا أنه في العام 1995 حاول أن يتعالج إلا أنه بعد الفحوصات تبين أنه مصاب بالإيدز، طلب الطلاق في ذلك الوقت خوفاً على صحتي، إلا أنني قمت بإجراء التحاليل مباشرة والتي استغرقت في ذلك الوقت ستة أشهر، وكان التحليل إيجابياً والذي أثبت أني حاملة فيروس نقص المناعة المكتسبة». وأضافت قائلة: «رفضت الطلاق منه على رغم إصرار عائلتي على ذلك وكان إصراري على البقاء معه أكبر فكنت أخشى على عائلتي وأطفالي، ومنذ ذلك العام حتى الآن يُعَدُّ زوجي مدمناً متعافياً، إلا أنه حامل إلى مرض الإيدز، ونحن متعايشون مع المرض». وتابعت «في تلك الفترة حاولت أن أعرف عن المرض أكثر، وخصوصاً أنه لم تكن هناك توعية بشأن المرض بعد فترة أنجبت طفلين آخرين، إلا أنه لحسن الحظ كانا سليمين، على رغم أن هناك خطورة من انتقال المرض إليهم خلال فترة الحمل». وأضافت «بعد إنجابي ابني الأصغر بدأت أبحث أكثر فأكثر عن المرض، حتى بدأت أزور عدة دول كالقاهرة وتونس وذلك بحثاً عن التوعية، وفي ذلك الوقت كانت عائلتي قد انقطعت علاقتها معي وذلك بسبب خوفهم من انتقال المرض لهم، كانت الأيام تمر بطيئة فلا أحد بجانبي غير زوجي والذي كان يسعى جاهداً بحثاً عن الحصول عن معلومات عن المرض، عند توجهي إلى مصر في رحلة البحث عن المعلومات كنت أعتقد بأني الوحيدة التي أعاني إلا أنه من هناك التقيت بالعديد من المرضى، ومن هنا كانت بداية التغلب على المرض والتعايش معه». وقالت أم علي: «بعد زيارتي لمصر وتونس والأردن كنت في كل زيارة أقوم بوضع بعض الملصقات التثقيفية بالمرض على منزل والدتي وإخوتي دون أن يعلموا بأنه أنا من أقوم بذلك وذلك بهدف توعيتهم بأن المرض لا ينتقل بالسهولة التي كانوا يتوقعونها فالمرض لا ينتقل بالمصافحة أو القبلات أو بشرب الماء من نفس الكأس، بعد مدة اكتشفت عائلتي بأني من أقوم بذلك، ومن هنا تصالحت مع عائلتي التي تقبلتني وتقبلت إصابتي بالمرض». وأوضحت أم علي أن وصمة العار في المجتمع مازالت موجودة، إلا أنها ليست كما في السابق، مبينة بأن في السابق كان كوب الشاي الذي تشرب منه في منزل والدتها يختلف عن باقي الأكواب، إلا أن ذلك تغير فأصبحت تشرب معهم من نفس الأكواب. ولفتت أم علي إلى أنه على رغم أن ابنتها وابنها الأكبر على علم بإصابتها وإصابة والدهما بمرض الإيدز إلا أنهم تقبلوا ذلك، مشيرة إلى أن إصابتهما مازالت غير مكشوفة إلى البعض وذلك بسبب عدم تقبل البعض وعدم تعايشهم مع مريض الإيدز وظنهم بأنه قد ينتقل لهم بمجرد مصافحة اليد خلال المناسبات. وأكدت أم علي وهي عضو في تجمع منى روزا للنساء المصابات بالإيدز أن وصمة العار مازالت تلاحق النساء المصابات بالمرض خصوصاً والرجال عموماً وذلك بسبب عدم تقبل المجتمع والخوف الدائم من العدوى، مشيرة إلى أن بعض المصابات بالمرض في البحرين يتواصلن معها لفترة بسيطة إلا أنه سرعان ما يعاودن تغيير أرقام التواصل معهن وذلك خوفاً من الفضيحة التي قد تلحق بإحداهن. وأوضحت أم علي أن من البحرين هناك أربع نساء على تواصل مع بعضهن البعض في الوقت الذي يفضل الباقي عدم التواصل خوفاً من وصمة العار التي قد تلحق بعضهن، إلا أن هناك تواصلاً مع مصابات من مختلف الدول. وذكرت أم علي أن العديد من النساء يكن حاملات للمرض بسبب انتقال العدوى من الرجل. أما فيما يتعلق بالعلاج فلفتت إلى أن وصمة العار قد تتسبب في خوف العديد من اللجوء إلى الأطباء وخصوصاً في ظل صغر مساحة البحرين، مشيرة إلى أن البعض يعزف عن تلقي العلاج أيضاً بسبب الخوف المنتشر في القطاع الصحي من هذا المرض، موضحة أنه على رغم من معرفة العاملين في القطاع الصحي بأن المرض لا يمكن أن ينتقل بسهولة، إلا أن خوفهم ونظرتهم تدفع بالمريض إلى عدم العلاج. وأكدت أم علي أنه لا يوجد طبيب يشرف على حالتهم ففي كل مرة يتم تحويل المرضى على أطباء آخرين، في الوقت الذي تصرف لهم أدوية لمدة ثلاثة أشهر، موضحة أن العلاج ساعدها في السيطرة على مضاعفات المرض لمدة 20 عاماً، مشيرة إلى أن العلاج يجعل مريض الإيدز إنساناً عادياً قادراً على التعايش في الحياة، إلا أن المجتمع في كثير من الأحيان يرفض أن يتعايش مع هذا المريض بسبب وصمة العار التي تلاحقه. وتمنت أم علي تغيير نظرة المجتمعات عموماً اتجاه مريض الإيدز وإلى التخلص من وصمة العار التي تلاحقه فهو مريض كأي مريض آخر.
مشاركة :