إذا كنت من محبي الملاكمة أو حتى لا تحبها، فمن منا لم يشاهد محمد علي كلاي ومايك تايسون، لكن هل تعرف أن تلك اللعبة ليست حديثة كما يعتقد كثيرون، ولها جذور في التاريخ كشفها لنا شريف فوزي المنسق العام لشارع المعز، وذلك ضمن حديثه معنا عن الألعاب والتسلية واللهو فى مصر،خاصة فى العصور الوسطى وحضارتنا الإسلامية.قال شريف فوزي: إذا رجعنا إلى العصر المملوكي بمصر، نجد القلقشندي فى موسوعته التاريخية الضخمة التي وضعها بعنوان "صبح الأعشى فى صناعة الانشا"، يذكر إحدى المكاتبات والتى تشير صراحة الى تلك اللعبة والتحضير للعبها.وعرفت اللعبة فى العصر المملوكى باسم اللكام ايضا، حيث ورد ذكر لها في فصل بأحد مخطوطات الفروسية، وإذا ما قرأنا ما ورد بالمخطوط من كلام عن اللعبة والتدريب عليها نجد تقريبا نفس طرق التدريب الحالية.حيث يذكر المخطوط أنه على اللاعب المتدرب أن يأخذ مخلاة وتملأ بالليف أو التبن،وبها خيط وثيق ويعلقها فى السقف عند صدر اللاعب ويحدفها،وعندما تعود إليه لكمها بيده حتى تروح عنه حتى إذا عادت لكمها مثل المرة الأولى،ثم يتلاقها بصدره وذراعه. وتابع المنسق العام لشارع المعز:وهذا تمام كما نرى الان من تدريب الملاكمين،كذلك وصلت شهرة الملاكمين المصريين فى العصر المملوكى إلى مختلف بلدان العالم الإسلامى، فنرى حكام إيران مثل أبو سعيد بهادر الايلخاني طلب من السلطان الناصر محمد بن قلاوون إرسال ملاكمين مصريين لديهم، لاعجابه بمهاراتهم وشهرتهم، مما يؤكد الحقيقة التاريخية بأن مصر دائما سباقة فى كافة المجالات.
مشاركة :