قال شريف فوزي المنسق العام لشارع المعز أنه إذا كانت جدران المقابر والمعابد الفرعونية سجلا لنواحى الحياة المختلفة فى مصر الفرعونية، فإن القطع الفنية الإسلامية من أخشاب ونسيج ومعادن وزجاج وعاج ومخطوطات قد حفظت لنا كافة مجالات الحياة فى الحضارة الاسلامية ومن بينها الألعاب ووسائل الترفيه. وقال لـ صدي البلد أنه من ضمن وسائل الترفيه هذه لعبة مملوكية لعبت فى مصر فى ذلك العصر،وهى لعبة القرع العسلي أو القرعة العسلية، وهى الترجمة العربية للكلمة التركية"القبق"، وهى من العاب الرماية التى ربما اختص بها العصر المملوكى،وكانت تمارس أما على ظهور الخيل أو بدون ركوب الخيل،وان كانت المهارة هى تسديد السهم أثناء ركوب الخيل ويكون مسرعا.وطريقة ممارسة اللعبة جاءت فى مخطوط المخزون جامع الفنون المملوكى،والذى يتحدث عن التدريبات الحربية،حيث نجد عمودا خشبيا لاعلى، وفى طرفه العلوى تعلق القرعة العسلية،واحيانا تكون القرعة على شكل حلقة من الذهب أو الفضة وعليها حمام، ويتم رميها بالسهام أو النشاب،فمن أصاب القرعة أو طار الحمام يفوز الرامى بالقرعة الذهبية أو الفضية. وقد ذكر المقريزى وصفا اخر للعبة القبق فقال إنها عبارة عن خشبة عالية تنصب فى براح من الأرض،ويعمل دائرة من خشب وتقف الرماة وهنا يتضح أنها ليست للفرسان فقط، وترمى بالسهام في جوف الدائرة.ومن أشهر سلاطين المماليك الذين لعبوا تلك اللعبة الظاهر بيبرس البندقدارى، والتى أنشأ لها ميدان هو ميدان القبق خارج باب النصر، وهو ما يعرف الآن بقرافه أو صحراء المماليك الممتدة بشارع صلاح سالم بشرق القاهرة،وهناك رنك الهدف أو القبق وجد فى القطع الفنية مثل الفخار وغيره.
مشاركة :