كل يوم يتوجه إلى محله فى تلك الحارة الصغيرة المتفرعة من شارع المعز أشهر شوارع القاهرة الفاطمية، حيث المحال والحوانيت القديمة، والمعالم التى شكلها الزمن بحرفية، فأضفت طابعًا خاصًا ميز شارع المعز عن غيره من شوارع القاهرة، وحينما يصل الحاج «حسن عبدالمنعم، ٥٩ عامًا، صاحب محل نحاس» إلى دكانه يبدأ بصف قطع النحاس الفنية بعدما يتناول الإفطار مع عماله، قائلًا: «افتحها علينا يا رب» رحلة استمرت على مدى أعوام طويلة وعنها يقول: «رغم إنى حاصل على ليسانس علم نفس من كلية الآداب بجامعة القاهرة، فإننى عشقت مجال صنع الأوانى النحاسية من زمن بعيد عن جدى وأبى، وتميزت فى صنع المشغولات اليدوية من النحاس، وحاولت تطويره لتناسب مع كل الأعمار والأجيال خاصة أن لدى مصنعًا خاصًا فى منطقة المقاولون العرب: «وفيه يتأتى إلى كل أنواع النحاس أحمر، أصفر، مللى، نصف مللي».ويضيف قائلًا: «المهنة اختلفت عن زمان وهى تحتاج الصبر والدقة والقدرة المالية بسبب تعدد مراحل تصنيعها التى تستغرق أيامًا، فتبدأ بألواح خام، ثم يقسم ويوضع فى المخارط، كى يأخذ الشكل المراد، ثم يتم تبييض ولحام الأنتيكات بالأزير» فيما الأدوات المنزلية المستخدمة باستمرار يتم تبييضها بالسلاستين، مشيرًا إلى أن أجود أنواع النحاس هو «المللي» لذلك يستغرق وقتًا أكبر فى تصنيعه. ويؤكد الحاج حسن أنه لا يمكن الاستغناء عن النحاس، مضيفًا أنه استخدم منذ مئات الأعوام وسيظل استخدامه قائمًا، لأنه يمتزج بالعديد من المواد الخام المختلفة، كما يتم صناعة العديد من المستلزمات منه مثل «الكنكة، والسبرتاية، الفوالات، الطواجن، الطاسة، الأباريق»، لافتًا إلى أن النحاس لا يتناسب مع كل الناس، حيث يقبل عليه الطبقة لمتوسطة وما يعلوها، لأن أقل قطعة نحاس بـ١٥٠ جنيهًا.
مشاركة :