ندد سياسيون وعسكريون وقانونيون فرنسيون، بالهجوم الإرهابي الحوثي بطائرات من دون طيار مفخخة، الذي استهدف محطتي ضخ لخط الأنابيب النفطية في المملكة العربية السعودية. مؤكدين لـ «البيان» أن العمل الإرهابي التخريبي، يؤكد عدائية مليشيا الحوثي وقوى الشر في المنطقة الداعمة لها، ويؤكد للمجتمع الدولي أن المنطقة باتت في خطر، وأن الخطر يهدد المجتمع الدولي والمصالح الإقليمية والدولية والممر الملاحي، وحركة التجارة العالمية. جرس إنذار وقال نيكولا ديدييه أستاذ العلوم السياسية بمعهد باريس للدراسات السياسية، عضو لجنة الشؤون الخارجية بحزب الجمهوريين، إن الحادث الإرهابي الذي استهدف محطتي ضخ لخط الأنابيب النفطية في المملكة العربية السعودية، ليس مجرد حادث عابر، يمكن تجاهله أو اعتباره حادثاً يستهدف المملكة العربية السعودية فقط، إنما هو «جرس إنذار» للمجتمع الدولي ككل، يجب أن يتم التعامل معه بحرص، ووفق حجم الخطر، أولاً، لأنه يمس المصالح العربية والغربية، ويخص حلفاء للغرب في مواجهة عصابات إرهابية هدفها تعطيل الممر الملاحي الدولي. وضرب مراكز إمداد النفط لأغلب دول العالم، وتحويل الخليج العربي لبؤرة صراع، وهذه العصابات الإرهابية الإجرامية، تتمادى في التلاعب بأمن وأمان واستقرار المنطقة، وكذلك مصالح المجتمع الدولي، لمصالح شخصية، وللتحايل على العقوبات الأمريكية، وهذا الأمر كان متوقعاً، ونتوقع الأسوأ، وعلى المجتمع الدولي وقوى التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، التحرك للتصدي لهذا التخريب المتعمد، والاستهداف المخيف لمصالح الغرب، بل وأغلب دول العالم. إرهاب عالمي وأشار فرنسوا سنايدر، الباحث بمركز «لي سكريت» للدراسات الأمنية والعسكرية بباريس، إلى أن المنطقة باتت مسرحاً لعبث المليشيا المسلحة، بما يمثل إهانة للمجتمع الدولي، ومعلوم أن مليشيا الحوثي التي دمرت اليمن، وهددت الملاحة في بحر العرب والبحر الأحمر ومضيق باب المندب، لعبت بورقة وقف الملاحة الدولية، والضغط بورقة المصالح الغربية بالخليج، لانتزاع موقف سياسي لصالحها. وعندما فشلت جميع المحاولات، نقلت أيادي الإرهاب والعبث إلى داخل منطقة الخليج، المنطقة الاستراتيجية الهامة جداً بالنسبة للجميع، وليس لدول الخليج فقط، هذه اللعبة تعد الورقة الأخيرة التي لجأت لها مليشيا الحوثي، بالنيابة عن إيران، أو بتحريض مباشر للضغط على أوروبا وأمريكا، لوقف العقوبات الأمريكية على إيران، ووقف التصعيد العسكري الأمريكي ضد الإرهاب الإيراني. وهذه التصرفات، التي تظن طهران أنها تصب في مصلحتها، هي في الواقع دافع لأوروبا للتحرك لحماية مصالحها، وحماية أمن الحلفاء في الخليج. تهديد للسلام العالمي وأوضح ديدييه هيغواين مدير مركز «جوستين» للمحاماة، أستاذ القانون الدولي بجامعة «سوربون»، أن استهداف ممر الملاحة العالمي أكثر من مرة، ومنشآت النفط في السعودية أو أي دولة أخرى، أمر خطير، يخالف القانون الدولي والمعاهدات والمواثيق، وهي جريمة غير مقبولة، تحت أي مسمى أو مبرر، ومن ثم فإن الأمر لا يخص المملكة العربية السعودية فقط، ولا مجلس التعاون الخليجي، الأمر يخص المجتمع الدولي، والأمن والسلام العالمي ككل. فأبعاد هذه القضية، تتخطى حدود الخليج، وتمس جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، هي مسألة نظام عالمي، يجب أن يُضبط بحزم، قبل أن تنفلت الأمور وتشتعل المنطقة والعالم بالكامل، وعلى الجهات المعنية في الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، إعادة تقييم الواقع وفق المستجدات المطروحة في المنطقة، والتعامل معها على محمل الجد، واتخاذ موقف جماعي ضد هذا العبث المخيف في منطقة الخليج.طباعةEmailÙيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :