عندما انتقل بيب جوارديولا لإنجلترا توقعت صعوبة اندماجه مع الكرة الإنجليزية، تلك التي تعتمد على القوة البدنية والسرعة، وبحق لم يكن موسمه الأول مفروشًا بالورود، ولكن الحظ ابتسم له في الموسم الثاني، بيب مدرب له أدوار فكرية وتكتيكية لتطبيق الضغط العالي، تتحول لما يشبه العملية الحسابية الواسعة المعقدة، شهرته العالمية وتاريخه مع كرة القدم وعلاقته بها التي بدأها لاعبًا غير عادي في برشلونة ومدربًا غير عادي صنع للمستديرة طريقة لعب مختلفة لا تشبه غيرها. ولا عجب فهو أحد اكتشافات يوهان كرويف الذي جعل منه أعظم محور دفاعي ضمن فريق أحلامه، وهو صاحب الأسلوب الفريد الذي يعتمد على الاستحواذ على الكرة وحرمان الخصم منها أطول فترة ممكنة، واللعب السريع والتمريرات القصيرة، وهو أكثر مدرب إحياءً لذكريات الكرة الهولندية الشاملة التي طبقها ملهمه كرويف. وجود جوارديولا مع السيتي شكل منافسة مميزة مع كلوب والريدز الذي زلت قدمه أخيرًا بفارق “نقطة” انتصرت لفريق وهوت بالآخر، فارق النقطة كفارق ألف، تقصي وتبعد وتذل وتهزم. جوارديولا مدرب ذكي ومحظوظ، كلوب مدرب قدير لكنه سيئ حظ؛ لديه طريقة تعتمد الفلسفة الراديكالية كأفكاره السياسية تمامًا، فهو يرى أن الضغط أفضل صانع لعب وأفضل من يصنع الفرص للتسجيل/ التسديد. الصراع بين بيب وكلوب قديم، كلاهما له مذهبه المختلف في كرة القدم يتفقان بقوة التأثير ويختلفان في الحظ. جوارديولا له ثورة تدريبية تجعله مؤثرًا بكافة الدوريات التي درب فرقها، أهلته ليكون صاحب فخامة بنيل الجوائز والبطولات كأكثر المدربين نجاحًا في العالم. سمعته في كرة القدم ساعدته بصناعة نجاحات مع كرة القدم الإنجليزية وها هو يحصد ثمار عمله للموسم الثاني على التوالي بطلاً للدوري الإنجليزي الممتاز مع المان سيتي، وأفضل مدرب رغم وجود منافسة شرسة مع بوتشيتينو “توتنهام” وكلوب “ليفربول” وسانتو “ولفرهامبتون”. الجائزة التي نالها ثلاث مرات متتالية المدرب التاريخي للمان يونايتيد ألسير أليكس فيرغسون. تفوق بيب على كلوب بفارق نقطة لا يعني أن الأخير فاشل، بل إن الأول استخدم ذكاءه أكثر من اللازم، حسنة كلوب في الموسم قيادته للريدز لنهائي الأبطال أمام توتنهام وإطاحته ببرشلونة. ليس مهمًّا بأن تكون “الأفضل” لتفوز، مهم تكون “الأذكى” لتنتصر ويعلو صوتك. قاتل الله الحظ؛ إذا تحول لخصمك المباشر سلم له الراية وامضِ في طريقك المعتاد.
مشاركة :