مروة حسن الجبوري عاش الريال، تسقط برشلونة، عبارات خطت على جدران المدرسة، وجدران اخرى كتب عليها "لا ترمي الاوساخ هنا"، "ممنوع الوقوف امام الدار"، لم تعد ترى من الجدران شيء فكل ما تريد ان تعرفه من الاخبار يمكنك ان تقرا اقرب جدار من الشارع فتعرف فوز الريال ام خسارة برشلونة او عنوان ما، او حتى رقم هاتف البيت المعروض للبيع، ومما يؤسف له ان هذه العدوى (عدوى الكتابة على الجدران) انتقلت الى أبواب وجدران دورات المياه العامة أيضا. بدايات فن الشارعان "الكتابة على الجدران انتشرت في الستينيات عند أنفاق المترو في فرنسا، حيث تراكمت عبارات الاحتجاج والرفض ضد المجتمع الرأسمالي، فكانت ثورة الشباب في مايو 1968، وبعدها انتشرت في المجتمعات العربية الحديثة، وأصبحت تمثل مجموعة من السلوكيات عند بعض الشباب، فقد اعتبرها البعض منفس وحيد لفراغ اوقاتهم وقد يكون الدافع نفسي، ورغم أن هناك العديد من العبارات الجميلة والمفيدة التي يتهافت الشباب لكتابتها، كأشعار نزار القباني، وخواطر عن الحشد. لكن تبقى الظاهرة سلبية ويتوجب فرض القوانين الصارمة للحد منها وذلك حفاظا على متملكات العامة والذوق العام كما وصفها البعض الاخر، فقال عنهم انهم غير عابئين بجمال ونظافة المدينة، أحيانا يستعمل المحتجون البخاخات للتعبير عن آراءهم، لو بحثنا عن هذه الظاهرة لوجدها موجودة منذ قديم الزمان، أيام الحضارة الفرعونية والإغريقية و الرومانية، الا انها تطور الجرافيتي عبر الزمن فاستخدام بخاخ دهان أو قلم تعليم أو أي مواد أخرى. أسباب رئيسية للكتابة على الجدران- دوافع نفسية مكبوتة عند الشباب. - ممارسة السب والشتم بغرض الإساءة إلى صاحب الدار او عن عداوة شخصية. - لا هدف فقط اشباع رغباته والقضاء على الملل. ـ- ابراز موهبتهم عن طريق الرسم والخط كنوع من الدعاية لموهبتهم الدفينة. سبل الحد من العوامل السلبية لظاهرة الكتابة على الجدران - يجب أن تتضافر جهود الجميع من اجل تثقيف افرد المجتمع وزيادة وعيهم للحد من سلبيات هذه الظاهرة. - الحسينيات وذلك عن طريق إلقاء الخطب والمحاضرات التي تحث على عدم إتباع مثل هذه السلوكيات المشوهة للمدن. - وضع بعض اللافتات في الشوارع التي تحث الشباب إلى الابتعاد عن مثل هذه الأعمال والتقليل من شأن الذين يقومون بمثل هذه الأعمال. - استخدام الدعاية الترشدية عن أضرار الكتابة على الجدران، وان هذا السلوك ناتج عن مشاعر وأفكار مكبوتة لم يتمكن صاحبها من إظهارها في صوته، فيجبر المجتمع على تقبله فكرته وكلماته، بالكتابة أو الرسم على الحائط وبعضهم يبدع مع كل هذا. - ضرورة الالتزام بالقانون لحماية المدن من التشويه. في سياق هذا الموضوع استطلعت صحيفة الحدث اراء بعض الشباب حول ظاهرة الكتابة على الجدران؟. حسن احد الشباب المهتمين بالرسم على الجدران انه لا يعارض مثل هذه الكتابات التي يصفها بانها وسيلتهم الوحيدة للتعبير والافصاح عن رفضهم لقضايا معينة، بغض النظر عن جانبها المسيء لجمالية الجدران، (بصمة أمل) تجعل من جدران بغداد أجمل. كريم يجيب على هذا الاستطلاع بقوله: قبل ايام كانت هناك لوحات فنية لمنظمة بصمة أمل في بغداد فقد كانت لوحاتهم الفنية على الجدران في الشوارع جميلة جدا، مما جعل الشوارع أكثر جمالاً، بالإضافة إلى تنسيق الالوان والعبارات الايجابية عن التنمية البشرية، انا مع هذه الظاهرة ان كانت بهذا الجمال، والتي تجعلني أكثر فرحاً بالمرور في هذه الشوارع المميزة. واضاف كريم "كل جدار صورة تحكي قصة وقضية، رغم الفوضى إلا أنها تعبر عن اراء اصاحبها هكذا كان جواب السيدة منى عبد الله اخصائية نفسية، اهتم بهذا الفن المنظمات الانسانية والمؤسسات الخيرية، لأنها أقرب إلى الناس الشعبية، وقربها من الفئات العمرية ولا تحتاج في الكثير من الترجمة، بل تقتصر على الكلمة لتوصل رسالتها إلى الشباب كبرشلونه او ريال او بيت شعر او غزل، و لا يحصل بالمقابل على أي أموال، وعندما ننظر الى الجدران تكاد تسمع انينها وتشتكي لكثرة الرسومات"، وتعتبر من الظواهر السلبية ولها موروثات نفسية واجتماعية أثرت على الشخص ودفعته إلى فعلته، مثل: القسوة المفرطة من المجتمع ونفور الاهل من تصرفاته، وضعف الإرشاد الاجتماعي والديني بين الشباب، وفقدان النوادي الترفيهية وممارسة المهارات كالخط والرسم، اين يذهب الجدران اوراق الشباب فيخط ما يطيب له من دون ردع او خوف، نعم هنالك منظمات ساعدت على تحسين رؤية الشارع بصورة اجمل وانظف، خاصة عندما تقف في لساعات بين ازدحام الطريق، تبتهج عندما تقرا العبارات الجيدة والمفيدة، وتحزن عندما تقرأ ان فلان يحب فلان، تبقى وجهات النظر مختلفة ومترفقه في جميع الاوقات نحترم هذه الآراء ونرجو من المعنيين احترام وجهات الطرف الاخر. خلاصة الموضوع، بيدنا ان نجعل مدينتنا اجمل بالنظافة والعناية بكل محتوياتها من الجدران وابواب الحمامات والمقاعد، الإسلام دين الطهارة والنظافة، فلْنحرِصْ جميعاً على بزوغ صورة الاسلام بصورة النظافة، ونبدأ من تنظيف أبداننا، وثيابنا، ومكان جلوسنا وشوارعنا، لأن ذلك من مصداق قول الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) تنظفوا فان الاسلام نظيف.
مشاركة :