قال طه علي، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن زيارة راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة التونسية، التي تعد من أهم أذرع جماعة الإخوان في الشرق الأوسط، إلى فرنسا تحمل للمتابعين رسالة واضحة، وهي أن الجماعة تعيش مرحلة غير مسبوقة من "الذل".وأوضح في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن التحول في موقف الإخوان من فرنسا، التي طالما وصفها الإخوان بأنها ألد أعداء الثورة التونسية، يؤكد أن الجماعة تسعى لاستجداء أي قوى أوروبية من أجل إنقاذ ما تبقى لها من وجود إقليمي ودولي.وقال: "الجماعة باتت كالغريق، الذي يتذلل لأعدائه قبل أصدقائه، لإنقاذه من مصير مؤكد، سينتهي به إلى زوال تام".وأضاف: "الجماعة تكشف بهذه الطريقة عن أنها تفتقر لأدنى المبادئ الأخلاقية، حينما تسعى للاستغاثة بالغرب، الذي طالما انتقدته، واتهمته بالتآمر على الإسلام"، مشيرا إلى أن تزايد الوعي الشعبي في الدول العربية، ضد الجماعة وممارساتها من أهم أسباب لجوئها إلى الغرب لعلها تجد لديهم صفقة مناسبة، تنتهي إلى الإبقاء على الجماعة ومنع اندثارها كليا.وتابع: "المفاجأة هي ارتفاع معدلات الوعي بين شعوب أوروبا أيضا ضد الجماعة، وهو ما يبدو واضحا في حالة عدم الترحيب الشعبي التي يبديها مواطنو أوروبا كلما زار قادة الجماعة إحدى دولها".وأشار إلى أن تحركات الغنوشي الحالية، تأتي تنفيذا لخطة تم وضعها بالتعاون مع المخابرات التركية، خلال اجتماع عقد لبحث وسائل إنقاذ الجماعة من الانهيار التام، وحضره عدد من القيادات الموالية للإخوان، ومن بينهم أيمن نور، حيث تم الاتفاق على تنظيم جولات إلى برلمانات وعواصم أوروبا، من أجل تخفيف الضغط على الجماعة إقليميا ودوليا.وأتم طه علي بالقول: "لن تتوقف محاولات الجماعة لاستجداء مناصرين، ولن يتراجعوا عن فكرهم العقيم، ويعترفون بأخطائهم".
مشاركة :