بكين - حثّ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الجمعة لدى وصوله إلى بكين، المجتمع الدولي و"أصدقاء" إيران على اتخاذ "خطوات ملموسة" لإنقاذ الاتفاق النووي. وتأتي زيارة ظريف إلى الصين في اطار جولة اسياوية شملت اليابان والهند وفي إطار أزمة خطيرة بين واشنطن وطهران. وقد رفض ظريف الخميس عرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب إجراء حوار لوضع حدّ لتصاعد التوترات التي يتقاذف البلدان مسؤوليتها. وقال ظريف بحسب شريط مصوّر نشرته وزارة الخارجية الإيرانية "يجب أن تتمكن إيران من إقامة علاقات اقتصادية طبيعية إذا كان المجتمع الدولي والدول الأعضاء الأخرى (في الاتفاق) وكذلك أصدقاؤنا مثل الصين وروسيا يريدون الحفاظ على هذا الإنجاز، يجب التأكد عبر خطوات ملموسة من أن الإيرانيين يستفيدون من المزايا" التي نص عليها الاتفاق. والصين هي أحد مستوردي النفط الإيراني الرئيسيين. بعد زيارته اليابان، يُفترض أن يناقش ظريف مع نظيره الصيني وانغ يي مستقبل الاتفاق، الذي انسحبت الولايات المتحدة منه بشكل أحادي منذ أكثر من عام. والحكومة الصينية هي أحد شركاء إيران، إلى جانب ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وروسيا، الذين لا يزالون طرفاً في هذا الاتفاق بعد الانسحاب الأميركي. وفي نهاية نيسان/أبريل، أعربت بكين عن "معارضتها الشديدة لفرض الولايات المتحدة عقوبات أحادية على إيران" يُرجّح أن تؤثر على مشتريات الصين من النفط الإيراني. وقبل بضعة أيام، أعلن ترامب إنهاء اعتباراً من بداية أيار/مايو، الاعفاءات التي كانت تسمح لثماني دول (الصين والهند وتركيا واليابان، وكوريا الجنوبية وتايوان وإيطاليا واليونان) باستيراد نفط إيراني من دون التعرض إلى العقوبات الأميركية ضد إيران. وكثّفت واشنطن الضغط على طهران منذ مطلع أيار/مايو، معززة بشكل جلي وجودها العسكري في الخليج. وفي مواجهة حملة الضغط التي تمارسها إدارة ترامبن تأمل إيران في التمكن من مواصلة بيع نفطها إلى زبائنها الأساسيين خصوصاً الصين ولم تخفِ نيتها إيجاد أساليب للالتفاف عليها. وأجرى ظريف في إطار مساع إيرانية لمواجهة العزلة التي فرضتها واشنطن محادثات مع وزيرة خارجية الهند سوشما سواراج في العاصمة الهندية نيودلهي الثلاثاء بعدما أوقفت الهند مشتريات النفط الإيراني الشهر الجاري في أعقاب عودة العقوبات الأميركية على طهران. وكانت الهند ثاني أكبر مشتر لنفط إيران بعد الصين لكنها أوقفت الواردات بعدما أعادت واشنطن فرض العقوبات على طهران ثم ألغت إعفاءات كانت ممنوحة لثماني دول منها الهند وكانت تسمح لتلك الدول باستيراد بعض النفط الإيراني. وجاءت زيارة وزير الخارجية الايراني في محاولة لاستمالة الهند وذلك بعد العزلة التي بدا يشعر بها حكام طهران مع تدهور المؤشرات الاقتصادية نتيجة انخفاض توريد المننتجات النفطية. ولجأت شركات مصافي تكرير الخام الهندية في ابريل/نيسان إلى زيادة حجم مشترياتها المقررة من النفط من دول أوبك والمكسيك والولايات المتحدة، لتعويض نقص حاد في مشترياتها. وكانت مصادر مطلعة على المحادثات بين إيران والاتحاد الأوروبي اكدت الاثنين، إن طهران تصر على تصدير ما لا يقل عن 1.5 مليون برميل من النفط يوميا، بما يعادل ثلاثة أمثال المستويات المتوقعة في مايو/أيار في ظل العقوبات الأميركية، شرطا للبقاء في الاتفاق النووي العالمي. وأوضحت أربعة مصادر دبلوماسية أوروبية أنه جرت اتصالات بخصوص هذا الرقم خلال اجتماعات عُقدت في الآونة الأخيرة بين مسؤولين إيرانيين وغربيين من بينهم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، لكنه لم يُدون كتابة. وأعلنت إيران الأربعاء أنها جاهزة لجميع السيناريوهات في خضم التوتر المتصاعد مع الولايات المتحدة وقالت إنها جاهزة من المواجهة إلى الدبلوماسية. وقال مسؤول إيراني بارز إن طهران مستعدة لجميع السيناريوهات من "المواجهة إلى الدبلوماسية"، لكن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تتحمل حربا أخرى في الشرق الأوسط. كما نقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء عن وزير الدفاع أمير حاتمي قوله في السياق ذاته، إن بلاده ستهزم التحالف الأميركي الإسرائيلي، مضيفا "سنهزم الجبهة الأميركية الصهيونية". وتابع "إيران لديها أعلى مستويات الاستعداد العسكري الدفاعي لمواجهة أي نوع من التهديد والمطالب المبالغ فيها". وكانت ايران هددت بغلق مضيق هرمز امام الملاحة الدولية.
مشاركة :