أرجأت شركة “سبايس إكس” للمرة الثانية ليل الخميس/ الجمعة إطلاق 60 قمرا اصطناعيا تشكل الدفعة الأولى من كوكبتها المقبلة “ستارلينك”. وجاء في تغريدة للشركة التي أسسها إيلون ماسك أن الأقمار لم تطلق “لتحديث برمجيتها وإجراء عمليات تدقيق إضافية”، موضحة أن فرصة الإطلاق المقبلة ستكون “بعد أسبوع”. وتريد سبايس إكس الاستحواذ على حصة من سوق الإنترنت من الفضاء المقبلة لتتنافس في ذلك مع شركات كثيرة مثل “وان ويب” و”أمازون”. ويأمل إيلون ماسك في أن يستحوذ على 3 إلى 5 بالمئة من السوق العالمية للإنترنت وهي حصة قدرت قيمتها الأربعاء خلال مؤتمر صحافي عبر الهاتف، بحوالي 30 مليار دولار سنويا. وترغب شركة سبايس إكس في توفير شبكة إنترنت فضائي فائقة السرعة لكل مكان حول العالم من خلال مشروعها الطموح الذي أصبح على وشك التنفيذ في أرض الواقع. ويسعى ماسك، لإعادة تحديد طريقة تفكير الناس في الوصول للإنترنت، بحيث لا يعد مرتبطا بالخطوط الأرضية، وتنتقل خدمات إنترنت الأقمار الاصطناعية من خانة الفضول العلمي إلى خدمات قابلة للتطبيق لعشرات الملايين. ومع إبطال هيئة الاتصالات الفيدرالية لمبدأ حيادية الشبكة، تحظى “ستارلينك” بفرصة الحفاظ على هذا المفهوم لزبائنها، أو مواصلة تجاهل المبدأ كما فعل مزودو خدمات الإنترنت الأرضية.وحسب ما ذكر موقع أنفارس الأميركي، تخطط “ستارلينك” لإطلاق كوكبة من 12 ألف قمر اصطناعي، بما يفوق حجم الأقمار الاصطناعية لنظم الإنترنت التي تعمل حاليا، في مدار منخفض نسبيا. وزعم ماسك أن زمن الاستجابة والانتظار، على خلاف الأنظمة الأخرى، سيكون منخفضا بما يكفي للحصول على أوقات استجابة فائقة السرعة واللازمة لألعاب الفيديو. وبإمكان الزبائن الاتصال من أي مكان في العالم في نطاق كوكبة الأقمار الاصطناعية من خلال محطات أرضية. ومن الممكن أن يحقق هذا المنظور إيرادات هائلة تفوق أرباح سبايس إكس الحالية، وتوفير التمويل اللازم للسفر إلى المريخ ليصبح البشر فصيلة تعيش على عدة كواكب. وشارك ماسك صورة للصاروخ فالكون 9 (Falcon 9) المجهز بـ60 قمرا اصطناعيا وهو جاهز للانطلاق. وإذا نجحت الأقمار الاصطناعية الستون، فستمهد الطريق لستارلينك لإطلاق العديد من الأقمار الاصطناعية اللاحقة هذا العام. ويرتبط النظام بمحطة أرضية تتصل بالأقمار الاصطناعية في السماء، باستخدام شعاع هوائي موجه. وتقدمت الشركة في شهر فبراير للحصول على إذن بتركيب مليون محطة أرضية. ووعلّق مارك هاندلي، أستاذ نظم الشبكات بكلية لندن الجامعية، بأن ذلك قد يجعل الاتصال بين أي نقطتين على سطح الكوكب أسرع بمقدار 50 بالمئة. وبالنسبة للنفايات الفضائية، قالت الشركة لهيئة الاتصالات الفيدرالية إن احتمال إصابة أي منها لأي شخص على الأرض “صفر”، حيث من المتوقع أن تحترق الأقمار الاصطناعية خلال الغلاف الجوي. وبإمكان ستارلينك أن توفر للزبائن المليارات من الدولارات، حتى إذا لم يختاروا إنترنت سبايس إكس. وذكر تقرير أن مثل تلك الكوكبة من الأقمار قد توفر للأسر الأميركية ما يصل إلى 30 مليار دولار سنويا، وذلك لأن المنافسة القوية ستجعل الأسعار تنخفض.
مشاركة :