"البلو مون" يطارد "الدبابير" بحثاً عن ثلاثية المجد والتاريخ

  • 5/18/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تكتسب بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم أهميتها من تربعها على عرش البطولات الأكثر عراقة واستمرارية في العالم، حيث تتجه الأنظار اليوم صوب ستاد ويمبلي لمتابعة نهائي النسخة 138 من البطولة بين مان سيتي بطل البريميرليج، وفريق واتفورد الذي أنهى الموسم في المركز الـ 11 في جدول ترتيب الدوري، كما أن كأس إنجلترا تستأثر ببريق خاص كونها تمنح الأمل لجميع الأندية، سواء الكبيرة أو الصغيرة في الفوز بلقبها، ويكفي دليلاً على ذلك أن النادي الأكثر تتويجاً بها هو آرسنال الذي فاز باللقب 13 مرة فقط، ما يؤكد أنها تحمل أعلى درجات الإثارة، ولا تخلو من المفاجآت. مان سيتي يخوض موقعة ويمبلي أمام واتفورد بمعنويات عالية بعد الفوز ببطولة الدوري، ويسعى لإحباط أي مفاجأة من المنافس الملقب بـ «الدبابير»، ولدى السيتي حوافز لا حصر لها للصعود فوق منصة التتويج باستاد ويمبلي العريق، وتسلم الكأس من الأمير ويليام ابن ولي عهد إنجلترا، ورئيس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، كما يطمح البلو مون لرفع رصيده من البطولات في الموسم الحالي إلى 3 بطولات محلية، وهي كأس الرابطة، والبريميرليج، وكأس الاتحاد الإنجليزي ليحقق بذلك إنجازاً تاريخياً غير مسبوق على مستوى كرة القدم الإنجليزية، حيث لم يسبق لأي فريق الفوز بالثلاثية المحلية أبداً. أما عن الأرقام القياسية التاريخية التي يصنعها السيتي لكي يحطمها بنفسه في مشهد كروي لا يتكرر كثيراً، فإن أبرزها سعي الفريق للفوز على واتفورد لكي يرفع رصيد انتصاراته في الموسم الحالي إلى الفوز رقم 50، وهو ما لم يحققه أي فريق إنجليزي في موسم واحد من قبل على مدار تاريخ الكرة الإنجليزية بجميع أنديتها العريقة، والمفارقة المثيرة للإعجاب بالسيتي أنه صاحب الرقم القياسي السابق في عدد الانتصارات في موسم واحد، حينما أنهى الموسم الماضي محققاً 44 فوزاً، وفي رصيده الموسم الحالي 49 انتصاراً، أما عن النادي الأقرب له فهو الجار والمنافس التاريخي في مدينة مانشستر، والذي حقق 44 فوزاً في عام 2009. بالعودة إلى نهائي الليلة، فإن أنظار العالم تتعلق باستاد ويمبلي لمعرفة ماذا إذا كان مان سيتي يسير في الطريق الصحيح لفرض قبضته على الكرة الإنجليزية بجميع بطولاتها، وللتعرف على سقف التحدي الذي رفعه خافي جارسيا المدير الفني لفريق واتفورد، والذي أعلن أنه يريد التأكد من أن السيتي أصبح الفريق الأفضل في العالم في الوقت الراهن أم لا، كما أن اعتذار الأمير ويليام عن حضور زفاف ملكي من أجل تسليم كأس إنجلترا يرفع من درجة الترقب لهذا الحدث الكبير. واتفورد لا يمكن تجاهل قدرات نجومه وعلى رأسهم دولوفيو لاعب البارسا السابق، ودينيي، وكذلك دوكوري، وكابوي، وبيريرا، حيث يملك الخماسي قدرات هائلة تؤهلهم جميعاً للدفاع عن قمصان أفضل أندية البريميرليج، ولدى الفريق دوافع كبيرة لدخول التاريخ، فهو يمثل المدينة التي تبعد عن لندن 25 كم، وتعد المكان الأفضل للسكن لمن يعملون في عاصمة الضباب، ولم يحصل واتفورد طوال تاريخه على لقب كأس إنجلترا، والإنجاز الأفضل له بلوغ المباراة النهائية عام 1984، وبادرت إدارة النادي بدعوة نجوم الجيل الذي بلغ النهائي وصنع للنادي أفضل إنجاز في تاريخ مشاركاته بالبطولة. «بيب تيم» استعاد جميع نجومه، ولديه الأسلحة التي تكفل له تحقيق الفوز، وفي حال كان السيتي في حالته المعتادة فإنه لن يعاني كثيراً في الحصول على لقب كأس إنجلترا للمرة السادسة في تاريخه، والثانية في الحقبة الظبيانية، فقد عاد فرناندينيو، وأصبح دي بروين في أفضل حالاته، وسوف يكون جوارديولا حائراً في الدفع بلاعبين من بين 3 وهم، دي بروين، وجوندوجان، وفرناندينيو، في حين سيكون إيدرسون حامياً لعرين الفريق، وفي الدفاع والكر يميناً، والأكرواني زينتشينكو يساراً، وفي قلب الدفاع الثنائي كومباني ولابورت، وفي منتصف الملعب دي بروين، وجوندوجان، دافيد سيلفا، ، أما المهام الهجومية فهي من اختصاص الثلاثي بيرناردو سيلفا، وأجويرو، وسترلينج. رحيم سترلينج أحد أفضل النجوم في صفوف السيتي في الموسم الحالي، أشار إلى أن جوارديولا صاحب فضل كبير على تطور أداء جميع نجوم الفريق، وكشف النجم الإنجليزي عن أن بيب لديه صرامة كبيرة في التعامل مع الجميع، فهو يستخدم سلاح العقوبات طوال الوقت، ولا يترك شيئاً للمصادفة، كما أنه يعمل على تطوير الأداء الفردي لكل لاعب حسب طبيعة مركزه، والدور الذي يجب عليه القيام به في خطة الفريق. وتابع سترلينج: «ليس سهلاً أن يحقق أي فريق ما يحققه السيتي، نسعى لأن نكون الأفضل في العالم، ولكي ننجح في هذا الطموح الكبير نتمسك بأعلى درجات التركيز والانضباط، لا أريد أن أكشف عن الكثير من العقوبات التي يفرضها جوارديولا في أبسط الأمور التي قد لا يلتزم بها اللاعبون، مجرد التأخر لبضع دقائق عن اجتماع للفريق يجعل اللاعب عرضة للعقوبة، هو يفعل ذلك لكي يتأكد من انضباط الجميع، وعدم تراجع تركيز أي منا». «قمة تكتيكية» ب«عقلية إسبانية» يتحدى خافي جارسيا، المدير الفني لنادي واتفورد بعقليته التدريبية التي تستحق الاحترام، وشخصيته المثيرة للإعجاب مواطنه بيب جوارديولا في نهائي الليلة، صحيح أن بيب أكثر شهرة ومكانة، بل إن البعض يراه الأفضل في عالم التدريب في الوقت الراهن، وهناك من لا يتردد في وصفه بالمدرب الأفضل في التاريخ، إلا أن جارسيا يستحق الاحترام رغم صعوبة المقارنة بينه وجوارديولا. جارسيا يشتهر بالواقعية والهدوء، وهو من أكثر الشخصيات التي لا تحب جنون العظمة أو الغرور، فقد رحل عن تدريب أكثر من فريق في مسيرته التدريبية بقرار شخصي حينما يرى أنه لم يتمكن من تحقيق أهدافه، وهو يشتهر كذلك بفعل كل شيء من أجل حماية اللاعبين، ولا يجد مشكلة في خوض حروب بلا نهاية مع إدارات الأندية التي يتولى تدريبها، أو مع الإعلام من أجل حماية فريقه. ونجح جارسيا في إقناع إدارة واتفورد بتجديد عقده ليصبح أول مدرب يتم التمديد له في آخر 7 سنوات في النادي الذي لم يعرف الاستقرار الفني قبل قدومه، وفي الموسم الحالي حصل على المركز الـ 11 في جدول ترتيب البريميرليج، كما قاد الفريق للوصول إلى المباراة النهائية لكأس إنجلترا بعد غياب واتفورد عن نهائي ويمبلي منذ 35 عاماً، وتعبيراً عن ثقته في نفسه أبدى جارسيا احترامه الشديد لمواطنه جوارديولا، واصفاً إياه بأنه الأفضل في البريميرليج، ولكنه لم يقر بأنه الأفضل في العالم، ليس تقليلاً من شأن بيب، ولكن لأن جارسيا يرى أن هذا الوصف موضع جدل، فهناك الكثير من الأسماء الكبيرة في عالم التدريب، ولكل مدرسته وطريقته، ومن ثم يصعب منح لقب الأفضل في العالم لمدرب بعينه. جارسيا واجه جوارديولا في مباراتين ببطولة الدوري، فاز بهما المان سيتي، إلا أن واتفورد ظهر بصورة جيدة في المواجهتين، وحظي جارسيا بإشادة خاصة من جوارديولا الذي وصفه بأنه أحد أفضل العقول التدريبية في البريميرليج، وفي الوقت الذي يمكن القول إن هناك فارقاً كبيراً في المكانة التدريبية بين جارسيا وجوارديولا، إلا أن الأمور المتشابهة بينهما كثيرة نوعاً ما. أهم المتشابهات بين بيب وجارسيا أنهما من جيل واحد أبدع في ملاعب إسبانيا حينما كانا من بين نجوم الليجا، والمفارقة أنهما لعبا في نفس المركز، وهو لاعب الوسط المدافع، صحيح أن جارسيا دافع عن ألوان أندية متوسطة، مثل بلباو وسوسييداد مقارنة بجوارديولا لاعب البارسا، إلا أنهما من جيل واحد، ولديهما عقلية متقاربة، سواء في جانبها الفكري خاصة أنهما من نفس الجيل، حيث لا يوجد سوى عدة أشهر تجعل جارسيا أكبر عمراً من بيب، فالأخير يبلغ 48 عاماً، أما جارسيا فهو ابن الـ49. البلو مون يسطع بـــ «المعدل المرتفع» عمرو عبيد (القاهرة) يبحث البلومون عن تحقيق ثلاثية تاريخية غير مسبوقة في الكرة الإنجليزية، بينما يأمل واتفورد في الحصول على أول بطولة في تاريخه، بعد محاولته غير الناجحة في نسخة كأس الاتحاد في موسم 1983/‏‏ 1984، التي بلغ فيها المباراة النهائية أيضاً، لكنه خسر اللقب بهدفين أمام إيفرتون، وبرغم الدوافع المختلفة بين الفريقين، في ظل النجاح الكبير والسيطرة على الكرة الإنجليزية والقوة الهائلة التي يتمتع بها السيتي، مقارنة بالدبابير، إلا أن حصادهما يبدو متشابهاً في الطريق نحو نهائي الكأس، حيث فاز كلاهما في 5 مباريات، بنسبة نجاح 100%، بجانب التسجيل في جميع المباريات والحفاظ على نظافة الشباك في 60% منها، وإذا كانت شباك كل فريق استقبلت 3 أهداف فقط خلال المسيرة نحو المباراة النهائية، فإن الهجوم السماوي الكاسح سجل 20 هدفاً، بمعدل 4 أهداف في كل مباراة، مقابل 10 أهداف لواتفورد، بمعدل هدفين في كل مواجهة. وبنظرة عامة للأداء الفني الخاص بكل منهما خلال الموسم الحالي، سيكون على دفاع الدبابير مواجهة الهجوم الناري للسيتيزن، لاسيما أن الخط الخلفي لفريق «هيرتفوردشاير» لم يظهر بالصورة القوية في منافسات الموسم الجاري، باستثناء الصمود في بطولة كأس الاتحاد، مع الوضع في الاعتبار أن الفريق لم يخض مواجهات أمام فرق المستوى الأول في طريقه نحو النهائي، ويمكن استثناء مباراة نصف النهائي أمام وولفرهامبتون، صاحب المركز السابع في البريميرليج، نظراً لقوته، بعد المرور من عقبتي كريستال بالاس ونيوكاسل، وكلاهما يقبع في النصف الثاني من جدول ترتيب الدوري الإنجليزي، وتشير الإحصائيات الفنية إلى أن دفاع الدبابير تلقى الأهداف عبر جميع جبهاته بنسب متقاربة، حيث تسبب الجانب الأيمن في اهتزاز الشباك بنسبة 37.3%، مقابل 32.2% عبر منطقة قلب الدفاع، و30.5% من الطرف الأيسر، وهو ما يعني أن جبهات واتفورد الدفاعية ستعاني أمام عملاق مانشستر، الذي بلغ شباك منافسيه بنسبة 40% من الجبهة اليسرى، ليواجه هذا الطرف القوي أضعف نقاط دفاع الدباباير، كما يأتي عمق السيتي الهجومي في المرتبة الثانية، بالمساهمة في إحراز 37% من إجمالي أهداف الموسم الحالي. من جهة أخرى، يسعى هجوم الدبابير لتوجيه لدغات خاطفة تحقق له المفاجأة، خاصة أنه اتبع ذلك الأسلوب كثيراً في منافسات هذا الموسم، حيث هز الشباك بنسبة 61.5% عبر الهجمات السريعة، بتمرير عدد قليل من الكرات، وسرعة الوصول إلى مناطق الخطورة لدى منافسيه، في ظل الاعتماد على الثنائي، تروى ديني وجيرارد ديلوفيو، وهما أكثر اللاعبين تسجيلاً للدبابير في الموسم الحالي في جميع البطولات، بواقع 11 هدفاً لكل منهما، وسبق للثنائي التوقيع على هدف واحد في شباك السيتي، خلال الجولة 30 من البريميرليج، إذ أحرزه المهاجم الإسباني من صناعة زميله الإنجليزي، ويُعد العمق الهجومي هو السلاح الأخطر لواتفورد، حيث أنتج 44% من أهدافه، مع الاعتماد بصورة متوازنة على الطرفين في إحراز 56% من الأهداف، لكن حظوظ الدبابير الهجومية ستصطدم بقوة دفاع السيتيزن، الذي اهتزت شباكه عبر الجانب الأيسر بمعدل 0.1 هدف في كل مباراة، وارتفع المعدل قليلاً ليبلغ 0.21 بالنسبة لعمقه الهجومي، في حين أن الجبهة اليمنى التي استقبلت أغلب الأهداف في الموسم الحالي، لم تتسبب في اهتزاز الشباك إلا بنسبة 0.3 في كل مباراة! اللجوء إلى التسديد من خارج منطقة الجزاء يبدو حلاً مهماً بالنسبة للدبابير، ومنح الفريق 17% من إجمالي أهدافه، لكن هذا الأمر لا يبدو مقلقاً لدفاع كتيبة جوارديولا، الذي تصدى بقوة للمحاولات بعيدة المدى، ولم تهتز شباك السماوي عبر هذا التكتيك سوى بنسبة 8.7%. ويتفوق السيتي تماماً فيما يتعلق بمسألة الهجوم المنظم، الذي منحه 80% من أهدافه في مختلف البطولات، وهى الوسيلة التي أسقطت دفاع الدبابير في الكثير من المباريات، وتسببت في استقباله 76% من الأهداف في مرماه، وفي ظل التنوع المتوازن بين الهجوم السريع والهجمات هادئة الإيقاع، الذي يظهر على تكتيك السيتي، ستستمر معاناة الخط الخلفي لواتفورد، الذي لم يتمكن من الصمود أمام هذا الأسلوب في كثير من المواجهات.

مشاركة :