أكد خبراء مصريون وجود مساع لإبعاد إيران عن المعركة المرتقبة، بين قوات التحالف الدولي وعناصر تنظيم داعش في الموصل، بعدما دعت قوات التحالف السكان المدنيين في الموصل، شمال العراق، للابتعاد عن مناطق الاختلاط مع عناصر تنظيم داعش «حفاظًا على أرواحهم، من جانبه، قال يسري العزباوي، الخبير في مركز الأهرام: إن التحذيرات التي يطلقها التحالف الدولي للاهالي، ترافقت مع زيارات لزعماء حكوميين وبرلمانيين عراقيين إلى أربيل، ما يعطي مؤشرًا لدور إقليم كردستان في الحملة العسكرية للتحالف الدولي من أجل معركة الموصل، دون مشاركة إيران وميلشيات الحشد الشعبي. وأكد أن المساعي الاستعمارية لإيران، التي أوضحتها تصريحات على يونسي، مستشار الرئيس الإيراني، والانتهاكات والمجازر الطائفية التي تقوم بها الميلشيات الشيعية، المدعومة من إيران، تجاه السنة، ستصعب من مهمة التحالف الدولي لمواجهة داعش، ولفت إلى انتقادات وجهت لسلوكيات قوات الحشد الشعبي في معارك تكريت وبلدات ديالي، بقتل مدنيين وحرق بيوتهم، وقال حسن المصطفى الخبير في الشؤون الإيرانية: إن قادة السنة في العراق، يسعون للتحالف مع إقليم كردستان، لقطع الطريق أمام إيران والحشد الشعبي غير المرغوب فيهما للمشاركة في معارك الموصل. من جهة أخرى حذر خبراء سياسيون وعسكريون من حالة الصمت العربي تجاه التجاوزات الإيرانية سياسيًا وعسكريًا مؤكدين أنها استغلت أحداث ما يسمي بالربيع العربي للتدخل السياسي والعسكري في الشأن العربي وإملاء رؤية غير مقبولة لحل النزاعات في كثير من الدول، وقالوا: إن الدبلوماسية العربية يجب أن تتحرك لفضح المخططات الإيرانية أمام المجتمع الدولي معتبرين استقواء إيران ببرنامجها النووي في التفاوض مع الغرب جعل الكثير من الدول الغربية تغض الطرف عن الدور الإيراني الذي يتلاعب بالمصالح العربية واستقرار دول المنطقة، وقال الخبير السياسي الدكتور سعيد اللاوندي: إن عدم قدرة الدول العربية علي احتواء ما نجم عما يسمي بالربيع العربي كشف عن وجه غير مقبول تلعبه إيران في المنطقة العربية، موضحًا إن السياسة التي يرسمها ملالي إيران والتي تقوم علي نشر المذهب الشيعي ووجود نفوذ للدولة الإيرانية في مختلف العواصم العربية باتت أكثرانكشافًا بعد نجاح دول مثل تونس ومصر في إيجاد حل للعبور من الحالة الثورية، أما الدول التي بها نفوذ للدولة الإيرانية مثل سوريا والعراق واليمن فقد ظلت غارقة في مشاكلها، مؤكدًا أن العبث الإيراني هو الذي يحرك النغمة المذهبية، وأشار إلى أن معظم الدول العربية لم تفرق بين سنتها أو شيعتها عبر التاريخ. ومن جانبه اكد الخبير العسكري اللواء احمد عبدالحليم أن الدول العربية كانت تنظر بعين الاعتبار لإقامة علاقات حسن جوار وتعاون مع ايران خاصة حين يكون هناك وجود قوي للزعماء ذوي الاعتدال في التوجه السياسي مثل الرئيس محمد خاتمي، ولكن يبدو أن هناك رؤية لا يمكن التخلي عنها ترتبط بفكر تصدير الثورة الإيرانية التي دعا إليها الخوميني، وقال: إن الرغبة العربية في حسن الجوار مع إيران تبوء بالفشل سريعًا أمام ظهور الأطماع الإيرانية والتي ترمي الآن للتحكم في باب المندب بدفع جماعة الحوثي للسيطرة علي مقاليد الحكم في اليمن مهددة بذلك الدول العربية في الشمال أو الجنوب، وقال: إن مصر تولي هذا الأمر أهمية قصوى ولن تسمح بوجود قوى غير عربية أو قوى يكون ولاؤها لإيران تتحكم في مضيق باب المندب الممر الرئيس المكمل لقناة السويس ومن ثم يجب أن تكون هناك تحركات عربية مبكرة لتأمين باب المندب، وقال: إن السياسة المصرية واضحة وتقوم علي عدم التدخل في الشأن الداخلي لأي دولة ومعظم الدول العربية تنهج هذا النهج لاسيما دول الخليج ولكن الإضرار بباب المندب خطره شديد على معظم العواصم العربية. وقلل اللواء محمد نبيل فؤاد خبير الإرهاب الدولي في الأمم المتحدة من خطورة التوجه الإيراني للسيطرة علي باب المندب معتبرًا ذلك يمس حركة التجارة بين الدول الكبرى التي لن تسمح بأي نفوذ إيراني إلا أنه أشار إلى أن اقتراب إيران من باب المندب بواسطة جماعة الحوثي التي تستقوي بإيران ربما يكون ورقة ضغط تستغلها إيران في مرحلة التفاوض حول مشروعها النووي مع الغرب. يذكر أن شيخ الأزهر، كان قد انتقد الحكومة العراقية لإشراك عناصر الحشد الشعبي في القتال بتكريت ضد تنظيم داعش، واصفًا الحشد بـ»الميلشيات»، وهو ما دفع وزارة الخارجية العراقية لاستدعاء السفير المصري في بغداد، والقول: إن تصريحات الأزهر حيال «الحشد» تشكل تدخلاً وتؤثر على مستقبل العلاقات بين العراق ومصر. المزيد من الصور :
مشاركة :