إطلاق مبادرة جديدة لإنقاذ حزب الأصالة والمعاصرة المغربي من أزمته

  • 5/19/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أطلق 13 قياديا في حزب الأصالة والمعاصرة (أكبر أحزاب المعارضة) مبادرة جديدة تحت اسم “نداء المستقبل لإصلاح اعوجاجات الحزب”، وتهدف إلى وضع حدّ للصراع الداخلي الذي يشهده الحزب منذ فترة. ونداء المستقبل هي المبادرة الثانية التي يتم إطلاقها بعد إعلان “مبادرة المسؤولية” منذ أسابيع قليلة، أملا في تجاوز الخلافات الحادة التي تعصف بالحزب منذ استقالة أمينه العام السابق إلياس العماري. ويعيش حزب الأصالة والمعاصرة (يمين) منذ أشهر على وقع خلافات حادة بين قادته حول تصوراته وأهدافه، حيث يؤكد بعض قادته على ضرورة جعل الحزب قوة انتخابية قادرة على إزاحة خصمه وهو حزب العدالة والتنمية (الحاكم)، في حين يرى آخرون أن الحزب أضحى حزبا انتخابويا وهو ما أثر سلبا على بنائه التنظيمي. ووقع على المبادرة الجديدة عدد من أعضاء المكتب السياسي والمجلس الوطني، في مقدمتهم فاطمة الزهراء المنصوري التي تتولى رئاسة المجلس الوطني للحزب. وقال الموقعون إن هذا النداء “موجه إلى كل طاقات الحزب وأطره”، وتحدثوا عن “إمكانية تدارك الأخطاء وإصلاح الاعوجاجات والقطيعة مع الممارسات الهدامة؛ وذلك بوضع حد للصراع الداخلي الذي تطبعه الانتهازية والهرولة نحو المواقع والمكاسب”. واقترح النداء ثلاثة مداخل أساسية للخروج من الأزمة التي يعيشها الحزب؛ “أولها إعمال الديمقراطية الداخلية والتدبير الجهوي للحزب كخيار استراتيجي، ثانيها تجديد النخب الوطنية والمحلية والانفتاح على جيل جديد من القيادات السياسية، وثالثها توحيد الصف الديمقراطي الحداثي كمدخل لتحصين مكتسب الانتقال الديمقراطي”.ويتوقع مراقبون أن يبقى النزاع قائما بين مكونات الحزب حتى موعد المؤتمر الوطني المزمع تنظيمه في يناير المقبل على الرغم من محاولات رصّ الصفوف، وقد حمل الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة أسباب هذه الأزمة إلى انشغال بعض القيادات بتصفية الحسابات، فيما وقع التغافل عن “تأطير الأجيال الجديدة الملتحقة بالحزب، وأيضا الابتعاد عن مبادئ الحكامة الجيدة في تدبير الأمور الداخلية”. فيما يتهمه معارضوه داخل التنظيم باتخاذ “قرارات انفرادية”. وأوضح حفيظ الزهري، المحلل السياسي،لـ“العرب” أن الأزمة التي يعيشها حزب الأصالة والمعاصرة هي نتاج عدم القدرة على استيعاب التناقضات الداخلية لكثرة التيارات والولاءات في حين تغيب الممارسة الديمقراطية الحقيقية. ورغم الاعتقاد في عودة إلياس العماري لقيادة الحزب تستبعد مصادر انتخاب حكيم بنشماش على رأس الأمانة العامة للحزب لفشله في إدارة مرحلة ما بعد استقالة الأمين السابق، وأضاف هؤلاء أن كفة المنافسة سترجح لفائدة القيادي محمد الشيخ بيدالله، لما يتمتع به من خبرة دبلوماسية وعلاقات جيدة مع أغلب القيادات وهو ما يحتاجه الحزب حاليا. وتعرض حكيم بنشماس إلى انتقادات حادة من قبل قيادي الحزب بسبب اختياراته لممثلي الحزب بمختلف هياكل مجلس النواب واتهامه بالانشغال بالحسابات والمكاسب الانتخابية على حساب مصالح الحزب. ويرأس بنشماش (52 عاما) حاليا، مجلس المستشارين (الغرفة الثانية بالبرلمان)، وهو عضو المكتب السياسي ورئيس المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة منذ فبراير 2012، والناطق الرسمي باسم الحزب منذ مارس 2014. ويعتقد مراقبون أن الأصالة والمعاصرة سيصعب عليه إعادة تنظيم صفوفه دون نقد ذاتي يشمل كل قيادات الصف الأول والثاني وإعادة بناء مشروعهم السياسي بما يتوافق والتحولات التي تشهدها الساحة السياسية الداخلية والخارجية، وعدم الاكتفاء بتوصيف الحالة الداخلية للتنظيم دون الذهاب بعيدا في تشريح الأزمة. ويستبعد الزهري أن يكون الأصالة والمعاصرة منافسا قويا في الانتخابات مستقبلا نظرا للتغيير الكبير في قواعد اللعبة وإعادة تمركز اللاعبين السياسيين في المشهد السياسي المغربي حيث سيصبح الحزب حزبا عاديا. وأقر الموقعون على نداء المستقبل أن “الأزمة التي يعيشها حزب الأصالة والمعاصرة ليست فقط أزمة تدبيرية وسياسية وتنظيمية شاملة، بل أكثر من ذلك هي أزمة بنيوية تتطلب الشجاعة التاريخية لتفكيكها وتقديم حلول واقعية تستحضر مستقبل أجيال آمنت بهذا المشروع السياسي الوطني الطموح”، كما أكدوا أن “الحزب ليس بحاجة إلى العودة في هذه المحطات المفصلية إلى التسويات التكتيكية”.

مشاركة :