جاء في الأثر أن سيدنا موسى عليه السلام ذهب ليناجي ربَّهُ، وهو في الطريق وجد رجلاً فقيرًا معدومًا، فقال له الرجل: يا نبي الله ادع الله أن يُغنيني. وعندما ناجى موسى ربَّه قال: يا رب العالمين إن عبدك فلانا فقير، وأنت أعلم به منه، يدعوك أن تغنيه. فقال الله: يا موسى إنني سأغنيه عامين. ففرح موسى (عليه السلام) وذهب فَرِحًا مسرورًا ليخبر هذا الرجل، ولما علم الرجلُ بذلك فرح فرحًا شديدًا وذهب ليخبر زوجته، فلما علمت قالت له: وماذا أنت فاعل بهذا المال؟ فقال الرجل: سأشتري دارًا وسأشتري خيلاً وإبلاً، وسأشتري كذا وكذا... فقالت له زوجته الصالحة: ويحك يا عبد الله..!! أمَا تدري أنك تتعامل مع لطيفٍ خبيرٍ إذا قال للشيء كن فيكون؟! فقال لها أشيري عليّ أيتها الزوجة.. فقالت: سنبني دارًا ونجعلُ لها أربعة أبواب، ونجعلُ البابَ الأولَ لإطعام الجائعين، ونجعلُ البابَ الثاني لكسوة العارين، ونجعلُ البابَ الثالثَ لعلاج المرضى والبائسين، ونجعلُ البابَ الرابعَ لسداد ديون المدينين..!! ومرَّ عليهما سيِّدُنا موسى عليه السلام بعد عامٍ فوجدَ المالَ يزيد ويزيد، ثم مرَّ عليهما في العام الثاني فوجد المالَ يزيد ويزيد، ثم مرَّ عليهما في العام الثالث فوجدَ المالَ يزيد ويزيد، ثم مرَّ عليهما في العامِ الرابعِ فوجد المالَ يزيد ويربو ويفيض «يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ» (البقرة:276) فتعجب موسى من ذلك، وقال لا بد أنْ أسال ربي، فسأل ربه قائلا: يا رب العالمين لقد قلتَ بأنك ستغني هذا الرجل عامين اثنين، وها نحن في العام الرابع والمال يزيد ويزيد؟! فماذا حدث؟ فقال الله يا موسى: لقد فتحتُ على عبدي بابًا واحدًا مِن الخير، ففتح هو أربعة أبواب.... أيكون العبدُ أكرمُ مِن اللهِ؟ كلا.. لئن شكرتم لأزيدنكم. ومن هنا يجب علينا أن نتأسى بهذا الرجل وبهذه المرأة حتى نفوز ونحوز رضا الله في الدنيا والآخرة، وننعم بالسعادتين وبالنظر إلى وجه الله الكريم.
مشاركة :