اللواء الرويلي لـ«الجزيرة»: دراسة إكمال الدراسات العليا لنزلاء السجون في المملكة سترى النور قريباً

  • 3/22/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

كشف مدير سجون منطقة الرياض اللواء مساعد بن صلاب الرويلي عن دراسة مطروحة لإكمال الدراسات العليا لنزلاء السجون في المملكة، سترى النور قريباً. وقال اللواء الرويلي لـ»الجزيرة» خلال رعايته يوم الأربعاء الماضي حفل تكريم الطلاب المتفوقين للفصل الدراسي الأول للعام الدراسي 1435/ 1436هـ، وذلك في إصلاحية الحائر جنوب الرياض: لقد بحثنا موضوع الدراسة مع مساعد المدير العام للسجون للإصلاح والتأهيل، وهو يمثل المملكة في برامج التعليم، ووجدنا كل المساعدة، إضافة إلى تخفيض المحكومية عن النزلاء 5 % من المدة في سنة، والدولة تقدم أموراً جليلة في دعم النزلاء ودفعهم للتعليم. وأكد اللواء الرويلي أن التعليم للنزلاء من أهم ركائز الإصلاح، مشيراً إلى أن عدداً كبيراً من النزلاء متغيرون في سماتهم وطبيعة تعاملهم عن بقية النزلاء. وقال: لنا تجارب سابقة في هذا المجال. وقال مدير سجون منطقة الرياض إن التعليم أُثري أدبياً، ونعجز عن الوصف فيه. مشيراً إلى تعاون وزارة التعليم في دعم السجون بكوادر خاصة في المراحل المتقدمة، ومؤكداً حرص السجون في المملكة على دعم مراحل التعليم بشدة من وزارة التعليم والمديرية العامة للسجون، ممثلة في وزارة الداخلية، وتذليل الصعوبات في تقديم المادة العلمية للنزلاء. وقال اللواء الرويلي: النظرية المتبعة في المديرية العامة للسجون بشكل عام التعليم يأخذ منها جزءاً كبيراً، يسانده التدريب المهني والبرامج الاجتماعية، لكن التعليم بالذات نسعى إلى تسليح النزلاء به؛ لأنه سلاح جيد لمواجهة المجتمع، وكثير من النزلاء من فئة الشباب، وهذه الفئة لا بد لنا أن نهتم بموضوع التعليم نحوها. مؤكداً أن حكومتنا الرشيدة أولت التعليم اهتماماً كبيراً، وفي كل سنة يلاحظ اهتمام أكثر. ومن ضمن الاهتمامات أن هذه الاحتفالات سابقاً كان يُنظر لها على أنها خدمة تقدم للنزيل فقط، لكن الآن اكتسبت نوعاً من الاهتمام حتى من إدارة التربية والتعليم؛ فلهم جزيل الشكر لما يبذلونه تجاه النزلاء. وأمر آخر، هو أن الدارسين لهم صفة يتمتعون بها أثناء وجودهم في الإصلاحية، كحرية التنقل وتغير الأجواء، إضافة إلى ترتيبات ضمنية، يتخللها محاضرات لاستغلال وجودهم في أماكن التعليم. وكشف اللواء الرويلي عن أن المديرية العامة للسجون على وشك إطلاق العمل في الإصلاحية الجديدة، وهناك برامج تعليمية متطورة جدًّا، وسيحظى النزلاء بتعليم راقٍ من خلال تلك الإصلاحيات. من جانبه، زف مدير شعبة التأهيل العلمي الرائد مبروك بن خميس الهمامي خلال كلمته أحلى التبريكات والتهاني لإخوانه الطلبة المتفوقين، وقال: «أقول لهم أرفع لكم الإبهام حشمة وتقديراً.. تذكروا حلو الأيام قدام». وقال الرائد الهمامي: هنا موطن من مواطن التنافس والإبداع، الإصلاح ليس محصوراً في برنامج أو مدرسة أو جامعة أو في داعية أو مسجد، الإبداع والتميز متاح للجميع، وفي أي مكان ووقت. وأوضح الرائد الهمامي أن العلم يطرد الجهل، وما زال، لكن إضافة إلى مزايا التعليم جاءت المكرمة الملكية، وهي التخفيض. وقال لإخوانه النزلاء: أنصحكم جميعاً، وأنصح إخوانكم الذين في الأجنحة، بالاهتمام بالتعليم، بدءاً بمحو الأمية، وانتهاء بالتعليم الجامعي. مشيراً إلى أحد النماذج، وهو أحد النزلاء، الذي حصل على مرتبة الشرف الثانية من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في تخصص إدارة الأعمال وهو سجين. وقال مدير مركز البيروني لتعليم الكبار الأستاذ بندر الشايع في كلمته: نحن في هذه الليلة المباركة نتشرف بتكريم الدارسين المتفوقين الذين تميزوا على أقرانهم بالجهد والاجتهاد، وبرزوا خلال الفصل الدراسي الأول، وكذلك تكريم نخبة من الدارسين المتميزين لتعاونهم ومساهماتهم ومشاركاتهم في الأنشطة المدرسية. وقال الشايع إن العمل من أشرف المقامات، وأهله من ذوي المكرمات.. ولا شك أنه ترقى به الأمم، وتكتسب الحضارات، ويسارع الخطى، ويحمل بيديه مشعل العلم والنور، ويضئ دربه بالأمل المشرق، ويحظى بعناق لحظات التفوق.. وها أنت اليوم تحصد غراسك أيها المتفوق، فهنيئاً لك هذا الغرس المبارك. بالأمس بذلت الجهد، واليوم يتحقق الوعد، فأنت تستحق وسام المجد، فهنيئاً لك شرف العلم. وقال النزيل (ن. ق) في كلمته التي ألقاها نيابة عن زملائه المتفوقين: لقد انصرم فصل دراسي في العلم والأدب، تلقينا خلاله صنوفاً من العلم والمعارف وصقل المواهب، وإن العلم أصبح طلبه فرضاً علينا، وتحصيله عبادة، وكنا نجد من المطالعة لذة، وفي الحفظ مسرة، وفي التعب راحة، وكانت النتيجة تفوقاً وتكريماً وفرحاً وسروراً.. وهذه كوكبة حصدت ما زرعت. التعليم والتخفيض النزيل (م. ع. ق) قال: أدرس في الصف الثالث الثانوي. لقد التحقت بالتعليم بداية دخولي الإصلاحية عام 1431هـ في الصف الثاني المتوسط، وقد اجتزت هذه المرحلة، وذلك بفضل نخبة من العاملين الذين قاموا بتشجيعي وحثي على الدراسة. وفي عام 1432هـ التحقت بدورة بالمعهد المهني، واجتزتها، وقد استفدت من هذه الفرصة التي قدمتها حكومة خادم الحرمين الشريفين متمثلة في وزارة الداخلية ووزارة التعليم. وقال: أنا الآن في نهاية المرحلة الثانوية، وقد كان هدفي الأول والأخير الالتحاق بالمدرسة، ومعهد التدريب هو لطلب العلم والاستفادة منه بعد الخروج من الإصلاحية. وقال: في صباح يوم من الأيام سعدنا بالخبر السار الذي تناقلته وسائل الإعلام بأمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - الذي يقضي بتخفيض المحكومية للدارسين بالإصلاحيات في جميع مناطق المملكة بنسبة 5 % عن كل عام دراسي، وكان هذا الأمر أحد الدوافع الرئيسية لي ولزملائي للحرص على التعلم والاستفادة مما تقدمه المدرسة، وكنت أحد المستفيدين من هذه المكرمة؛ فقد تم تخفيض محكوميتي بنسبة 15 %، بما يعادل سنة وشهرين و12 يوماً من إجمالي المحكومية (8 سنوات)، ولم يبقَ لي إلا القليل ثم أغادر الإصلاحية وأنا متسلح بالعلم وما حصلت من الشهادات. فأنصح زملائي النزلاء بالمدرسة بالالتحاق بالتعليم، واستغلال هذه الفرصة، بما يعود عليهم بالنفع والفائدة بعد الخروج من الإصلاحية. لقاءات مع النزلاء وقال النزيل (ع. ع. ق): لقد أنهيت المرحلة الثانوية، والآن سألتحق بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. فقد تعلمت في الجناح المثالي في الإصلاحية الصلاة وعبادة الله التي كنت لا أحافظ عليها قبل دخولي الإصلاحية، كما تعلمت أشياء كثيرة، مثل دورات الطريق إلى الجنة والسالكين. وقد استفدت من دورات المعهد الصناعي؛ إذ حصلت على دورة في صيانة الحاسب الآلي. وقال النزيل (س. ف. س): أنهيت المرحلة المتوسطة، وسوف ألتحق بالمرحلة الثانوية. وإن التعليم قائم في الإصلاحية، وقد تعلمنا الكثير، خاصة حفظ القرآن الكريم، وحصلت على دورات من المعهد الصناعي (تخصص ميكانيكا سيارات)، كما حصلت على شهادة حاسب آلي، ومتقن لعشرة أجراء من القرآن الكريم.. والقادم أجمل. وقال النزيل (ي. أ. ث): الجناح المثالي مهيأ لاستقامة الطالب، وأشكر إدارة الإصلاحية، خاصة الشؤون الدينية ومكتب توعية الجاليات القائمين على الأجنحة المثالية، وأتمنى من السجون في المملكة إقامة الأجنحة المثالية؛ لأن لها فضلاً عظيماً على الشباب.

مشاركة :