في 19 مايو 1925، تحل الذكرى السنوية للداعية المسلم المدافع عن حقوق الإنسان مالكوم إكس، الذي وهب حياته للدفاع عن حقوق الإنسان، وحقوق أصحاب البشرة السوداء ضد عنصرية البيض.مالكوم إكس أمريكي من أصل أفريقي، ولد في 19 مايو 1925 وكان اسمه عند مولده مالكوم ليتل، كانت طفولة مالكوم قاسية حد الحجارة، فقد اغتيل والده المدافع عن حقوق السود، على يد مجموعة من البيض العنصريين، وأعدم عمه دون محاكمة، كما وضعت أمه في مستشفى الأمراض العقلية عندما كان في الثالثة عشرة من عمره، وعندما كان عمره عشرين سنة سُجن بتهمة السطو المسلح.انضم مالكوم وهو في السجن إلى حركة أمة الإسلام بعد أن أعلن إسلامه، واتجه في سجنه إلى القراءة الشديدة والمتعمقة فقرأ مواضيع كثيرة خاصة في تاريخ الرجل الأسود.بعد خروجه من السجن وصعوده إلى الأدوار القيادية في المنظمة بفضل قدراته الخطابية، غير مالكوم اسمه من مالكوم ليتل إلى مالكوم اكس - حرف الإنجليزية X - وكان هذا إجراء معهودًا من قبل المنضوين في تلك المنظمة وهو يرمز إلى الاسم الأخير الذي سلب منهم جراء استعبادهم علي يد البيض، فقد فسر مالكوم الاسم الذي اختاره لنفسه بقوله: "إن إكس ترمز لما كنت عليه وما قد أصبحت، كما يعني ـ في الرياضيات ـ المجهول وغير معلوم الأصل".بدأ مالكوم في طور جديد من حياته عندما قرأ كتابًا في تعاليم الإسلام وعن فريضة الحج فرغب في تأديته فقدر له أن يقوم به عام 1964 فقد أدرك مالكوم أن الإسلام هو الذي أعطاه الأجنحة التي حلق بها فقرر أن يطير لأداء الحج كجزء من هذا الإسلام.بعد فريضة الحج تغيرت أفكار مالكوم عن الإسلام، تلك الأفكار التي كان قد تشربها من جماعة أمة الإسلام التي كان عضوًا فيها، إذ كانت تنتهج هذه الجماعة أفكارًا متشددة ضد البيض، وهو ما لا يتناسب مع دعوة مالكوم ضد العنصرية بكل أشكالها، فقرر مالكوم ترك الجماعة وتغيير اسمه ليصبح الحاج مالك شاباز الذي يشير إلى أصوله الأفريقية ليتابع نضاله ضد التمييز العنصري في أمريكا متسلحًا بالإيمان ناشرًا دين الله في طول البلاد وعرضها.تنامت الخلافات بين مالكوم ومنظمة أمة الإسلام، قامت المنظمة بإعطاء أوامرها بقتل مالكوم إكس، وفي شهر فبراير 1965 خلال محاضرة لمالكوم، نشبت مشاجرة مفتعلة في الصف التاسع بين اثنين من الحضور، فالتفت الناس إليها وحاول الحراس الشخصيون لمالكوم السيطرة على الوضع، فاقترب رجل من المنصة وأطلق النار عليه وأصابه في صدره وبعدها تقدم رجلان آخران من المنصة وأمطرا مالكوم بوابل من النيران فأردياه قتيلًا، أصيب مالكوم بست عشرة رصاصة في صدره، تدفق الدم بغزارة من جسد هذا الداعية ليلقى مصرعه على الفور، وتم القبض على القتلة الذين اتضح بعد ذلك أنهم من رجال منظمة أمة الإسلام.
مشاركة :