يبدو أن الابتكار في مجال دراسة حاجات المستهلكين واتجاهات سلوكهم كفيل بمكافأة المبدعين والتحفيز لمزيد من الابتكار.وربما يمكن لشركة «ستاربكس» العالمية أن تطلق على الصين اسم «السوق المحلية الثانية» بعد الولايات المتحدة، لكن مع تزايد شهية الصينيين لمذاقات الكابتشينو وغيرها، تشكل شركة «لاكين» الصينية نداً عنيداً لهيمنة «ستاربكس» على سوق القهوة في الصين. فقد بدأ تداول أسهم الشركة الجديدة في البورصات الأمريكية الأسبوع الماضي حيث بلغت قيمتها السوقية أكثر من 2.2 مليار دولار، وتهدف إلى بناء أكبر شبكة محال في الصين قبل نهاية هذا العام.وعلى الرغم من النمو الهائل الذي أحرزته «لاكين»على أساس سنوي، لا تزال قزماً أمام منافستها الأمريكية التي تتخذ من مدينة سياتل مقراً لها، والتي افتتحت أول متجر لها في بكين قبل 20 عاماً. فقد ارتفعت إيرادات الشركة الصينية إلى 71.3 مليون دولار للربع المنتهي في مارس. ولكنها قاتلت بعنف من أجل تحقيق هذه المكاسب التي اعتمدت على الخصومات لجذب العملاء وأسفر ذلك عن خسائر بلغت 85.3 مليون دولار خلال نفس الفترة. وكانت نفقات التشغيل في العام الماضي أكثر من ضعف المبيعات.وتخطط الشركة، التي يقع مقرها في شيامن، جنوب الصين، لافتتاح 2500 متجر آخر هذا العام، متجاوزة «ستاربكس». لكن الأرقام الكبيرة لا تحكي كامل تفاصيل القصة. فالشركة الصينية التي تدرك حجم الصعوبات التي تفرضها عليها معركتها مع «ستاربكس»، تسعى للتركيز على منافذ الطلبات الخارجية والتوصيل مقارنة مع متاجر منافستها المخصصة للجلوس وتناول القهوة داخل المحل. أما «ستاربكس» فتسعى لتحقيق النمو السريع من خلال زيادة عدد محالها في الصين لتصل إلى 6 آلاف محل بحلول عام 2023.وأطلقت «ستاربكس» أيضاً خدمات التوصيل السريع حيث أنشأت بالاشتراك مع «علي بابا» خدمات الطلبات الخارجة والتوصيل عبر ألفي محل من محالها في أغسطس/آب الماضي. إلا أن خدمات التوصيل ليست الاختلاف الوحيد بين الشركتين، فبينما تراهن «ستاربكس» على سمعتها وقهوتها الفاخرة تركز «لاكين »على راحة عملائها وقدرتها على تحمل التكاليف المرتفعة وسهولة التواصل مع عملائها عبر تطبيق خاص بالاشتراك مع شركة «تينسينت» عملاق التجارة الإلكترونية الصيني.ولم تكن شهية القهوة لدى الصينيين عشاق الشاي قوية في الماضي لكن الوضع تغير في السنوات الأخيرة. فقد بلغت قيمة سوق شراب القهوة العام الماضي 5.8 مليار دولار صعوداً من 2.7 مليار دولار عام 2014 طبقاً لتقرير يورومنيتور. ومع ارتفاع مستويات المعيشة هناك آفاق واعدة لسوق سريع النمو لكلتا الشركتين ولغيرهما من الشركات المبتكرة حيث تراقب كل من «بيل آكمان» و«بلاك روك» ما يجري عن كثب.
مشاركة :