هل تصمد Huawei الصينية.. أمام الضربات الأمريكية؟

  • 5/20/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

* د. بلقيس دنيازاد عياشي – ضربة أخرى تلقتها شركة Huawei الصينية ستكون من دون شك ذات أثر كبير، وقد تقودها لخسائر لا يمكن تحملها، فقد أعلنت مجموعة Google الأميركية أنها بدأت تعليق علاقاتها مع المجموعة الصينية العملاقة للاتصالات، والتي طالما حذرت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب من خطرها على الأمن القومي الأميركي. وليس هذا فحسب فقد جمدت كبرى شركات التكنولوجيا الأمريكية توريد البرامج والمكونات الهامة لشركة Huawei Technologies، امتثالًا لحملة إدارة ترامب التي تهدد بخنق أكبر شركة تكنولوجية في الصين. وأوردت bloomberg وفق مصادر مطلعة أن شركات صناعة الرقائق بما في ذلك Intel Corp وQualcomm Inc وXilinx Inc وBroadcom Inc أخبرت موظفيها أنهم لن يزودوا Huawei بأي برمجيات أو رقاقات حتى إشعار آخر. هذه التحركات، التي كانت متوقعة، تعوق أكبر مزود في العالم لمعدات شبكات الجيل الخامس، والشركة التي احتلت المرتبة الثانية من حيث مبيعات الهواتف الذكية في العالم. وكانت إدارة ترامب قد أدرجت يوم الجمعة الماضي شركة Huawei على القائمة السوداء – التي تتهمها بمساعدة بكين في التجسس – وهددت بقطع البرامج الأمريكية وأشباه الموصلات التي تحتاج إليها Huawei لصنع منتجاتها. تعطيل الأعمال وتقول bloomberg أن حظر بيع المكونات الهامة لشركة Huawei قد يؤدي أيضاً إلى تعطيل أعمال الشركات الأمريكية العملاقة في مجال الرقاقات مثل Micron Technology Inc، وأيضاً سيؤدي إلى تأخير طرح شبكات 5G اللاسلكية المهمة في جميع أنحاء العالم -بما في ذلك في الصين. وهذا بدوره يمكن أن يضر الشركات الأمريكية التي تعتمد بشكل متزايد على ثاني أكبر اقتصاد في العالم لتحقيق النمو. وتضيف الوكالة أن إجراءات إدارة ترامب يمكن أن يكون له تأثيرات على صناعة أشباه الموصلات العالمية، فشركة Intel هي المورد الرئيسي لرقائق الخوادم للشركة الصينية، وتقدم Qualcomm لها معالجات وأجهزة مودم للعديد من هواتفها الذكية، وتبيع Xilinx رقائق قابلة للبرمجة تستخدم في الشبكات، كما أن Broadcom هي مورد لرقائق التبديل، وهي مكون رئيسي آخر في بعض أنواع الشبكات. ويقول Ryan Koontz، المحلل في شركة Rosenblatt Securities Inc «تعتمد Huawei اعتماداً كبيراً على منتجات أشباه الموصلات في الولايات المتحدة وستتعطل بشكل خطير دون توفير المكونات الأمريكية الرئيسية». استراتيجية Huawei ولكن محللي bloomberg يقولون أنه من المؤكد أن شركة Huawei قد قامت بتخزين عدد كافٍ من الرقائق وغيرها من المكونات الحيوية للحفاظ على استمرار أعمالها لمدة ثلاثة أشهر على الأقل. وتضيف نقلاً عن مصادرها أن شركة Huawei كانت تستعد لمثل هذا الاحتمال منذ منتصف عام 2018 على الأقل، حيث تحتفظ بمكونات أثناء تصميم رقائقها الخاصة. لكن المسؤولين التنفيذيين يعتقدون أن شركتهم أصبحت ورقة مساومة في المفاوضات التجارية الأمريكية – الصينية الجارية، وأنهم سيكونون قادرين على استئناف الشراء من الموردين الأمريكيين إذا تم التوصل إلى صفقة تجارية». تصعيد التوتر ويرى محللون أنه من المرجح أن تؤدي تحركات الشركات الأمريكية إلى تصعيد التوتر بين واشنطن وبكين، مما يزيد المخاوف من نشوب حرب باردة طويلة الأمد بين أكبر اقتصادات العالم. بالإضافة إلى المعركة التجارية التي هزت الأسواق العالمية لعدة أشهر، ضغطت الولايات المتحدة على كل من الحلفاء والأعداء لتجنب استخدام Huawei لشبكات 5G التي ستشكل العمود الفقري للاقتصاد الحديث. وكتبت كونتز: «سيناريو الفشل الشديد لشركة Huawei لشبكة الاتصالات سيعيد الصين إلى الوراء لسنوات عديدة وربما ينظر إليها كعمل حرب من جانب الصين، ومثل هذا الفشل سيكون له آثار هائلة على سوق الاتصالات العالمية». خسائر متوقعة الحملة الشرسة التي شنتها الشركات الأميركية على Huawei من شأنها الإضرار بالشركة بشكل كبير، فلن تتمكن Huawei من الوصول إلى الإصدار العام من نظام تشغيل الهاتف المحمول الذي يعمل بنظام Android من Google، وهو أكثر برامج الهواتف الذكية شعبية في العالم. وقال مصدر قريب من الملف إنه سيكون على شركة Google وقف النشاطات التي تفترض نقل تقنيات ليست عامة (أي غير مندرجة ضمن البرمجيات الحرة والمفتوحة المصدر «اوبن سورس» مما سيضطر المجموعة الصينية إلى الاكتفاء باستخدام البرمجيات المفتوحة المصدر من أندرويد، فيما تقول bloomberg أن Huawei لن تتمكن من استخدام تطبيقات وخدمات خاصة مثل الخرائط والـ Gmail، وتضيف الوكالة أن هذا سيؤدي إلى الحد بشكل كبير من مبيعات الهواتف الذكية من Huawei في الخارج. * دكتوراه في الاقتصاد والتأمينات والبنوك

مشاركة :