لم يقف الشباب السعودي مكتوف الأيدي أمام التطور التقني الهائل الذي يشهده العالم حالياً، وسعى من خلال جهوده الذاتية، وما توفره الدولة من إمكانات لمواكبة هذا التطور من خلال عدة برامج وهيئات تهتم بالابتكار، إلى استغلال مهاراته في عالم الإبداع والابتكار. وظهر في المجتمع السعودي كثير من النماذج الناجحة للشباب الباحث عن الإبداع والابتكار، بهدف إحداث تأثيرات إيجابية وابتكار تقنيات واعدة تعود عليهم وعلى المجتمع بالنفع والفائدة وتسهم في زيادة الإنتاجية، واستثمار المواهب البشرية الوطنية من الشباب في التنمية الشاملة. ويسهم ابتكار ومبادرات الشباب في تطوير وتحسين واقع الشباب في المجتمع السعودي وتعزيز الانتماء والولاء، متى توافر عدد من الوسائل التي تدفع في اتجاه تنمية الإبداع عند الشباب، ومنها البيئة الاجتماعية والاقتصادية والفكرية الحاضنة للشباب مع تنمية قدراتهم وصقلها. ومثال للشباب المبتكر، صمم شاب سعودي بالتعاون مع نظام "شموس" الإلكتروني المتطلب لقطاع الإيواء من قبل وزارة الداخلية، أول برنامج نظام حجز يختص بتأجير الاستراحات في الرياض، على أن يتوسع ليشمل مناطق السعودية خلال ثلاثة أشهر. وقال لـ "الاقتصادية" عبد الله باهبري صاحب فكرة الموقع: إن موقع "لمتنا" يستهدف التسهيل على أصحاب الاستراحات من خلال قائمة بالاستراحات وتصنيفها وأسعارها إضافة إلى توفير الحماية الأمنية لملاك الاستراحات. وأوضح أن فكرة الموقع جاءت نتاج المشكلة الحالية في آلية حجز المستأجرين استراحة في نهاية الأسبوع أو حتى منتصفه وفي الأعياد والإجازات، وتابع: "بعد الاطلاع على أفكار مواقع عالمية حققت نجاحات باهرة فقط بتقديم خدمة إضافية بسيطة تسهل على الناس وتجعل حياتهم أسهل قررنا البدء بالموقع الذي استغرق العمل فيه قرابة ثلاثة أشهر لبرمجته مع آلية الحجوزات الإلكترونية، واخترنا شعاره "لمتكم اليوم أسهل"، لتأكيده على القيمة المضافة التي يوفرها الموقع للمستأجرين بدلا من قضاء ساعات طويلة في اختيار الاستراحة وحجزها". وبين باهبري أن عدد الاستراحات في الرياض بحسب مسح قام به يصل إلى 1000 استراحة بخلاف الاسترحات الخاصة، وأضاف: "تم تصنيف الاستراحات بحسب الخدمات التي تحتويها وتغيير أسعارها وفق المواسم والمناسبات والأيام لتقديم خدمات الحجز للاستراحات بنفس الآلية التي يتم بها حجز الفنادق العالمية، حيث إنه إلى جانب الموقع تم إطلاق مؤسسة ديوان تستهدف إدارة وتشغيل الاستراحات ونقل فكرة وتجربة شركات تشغيل الفنادق إلى قطاع الاستراحات، ما يسهم في تطوير هذا المنتج الترفيهي في السعودية". وأشار إلى أن الوصول إلى ملاك الاستراحات كان صعباً للغاية، وقال: "كثيرون لا يقبلون فكرة التأجير الإلكتروني، خاصة أنه يتطلب عدم قبول التأجير العادي أو تنسيق طلبات التأجير مع الموقع". وأضاف: "فكرة الحماية الأمنية وإعداد قائمة سوداء بالأفراد المسيئين لاستخدام الاستراحات، وتوفير خدمات إضافية للمستأجرين من خلال تقديم خدمات خاصة بالاحتفالات، وطلب وجبات الطعام من خلال قائمة يوفرها الموقع، كل ذلك زاد من قبول الفكرة لدى الطرفين، إضافة إلى أن الموقع سيساعد حراس الاستراحات على الاهتمام بالاستراحة ونظافتها وسيساعد الموقع ملاك الاستراحات الذين لا يجدون من الحراس المؤهلات اللازمة للمقابلة والتفاهم وخدمة العملاء، حيث سيقدم الموقع خدمات ذات معايير عالية في هذا المجال".
مشاركة :