في صباح جميل من أكتوبر الفائت، توقفت أمام أحد متاجر الكتب التي تمتاز بها مدينة كولن الألمانية. وجدت لافتة عريضة في الخارج كُتب عليها: الفائز بجائزة نوبل للآداب، باتريك موديانو. وبجانب اللافتة كان هنالك العديد من كتب باتريك موديانو، أغلبها كان مترجمًا إلى الألمانية، وبعضها إلى الفرنسية، ولم أجد أي ترجمة إلى الإنجليزية. دخلت إلى المتجر وقدّمت نفسي ككاتب أمريكي جاء للزيارة من نيويورك. ثم اعترفت: "إنني أشعر بالخجل للاعتراف بهذا، ولكنني لم أسمع بباتريك موديانو من قبل. هل هو كاتب جيد؟". أجابتني الفتاة في المتجر: "أوه، نعم،" وكمعظم الباعة في متاجر الكتب في أوروبا، كانت الفتاة شابة وذكيّة، قارئة ممتازة، وتتحدث الإنجليزية بطلاقة. "إنه فرنسي وهو كاتب رائع. عليك أن تقرأ له". عدت لأتذكر إحصائية كنت قد قرأتها قبل مدة، صدرت من جامعة روتشستر الأمريكية، تتحدث عن أن نسبة كتب الأدب المترجمة التي تنشر في أمريكا هي 3 فقط من مجموع ما ينشر كل سنة. وغالب هذه الترجمات هي إعادة نشر لعدد من الكلاسيكيات؛ وفقط 0.7 مما ينشر يشكل ترجمات حديثة للروايات وكتب الشعر. فيصبح السؤال الآن: هل هذا العدد المحدود من الكتب الأدبية المترجمة، سببه أن القارئ الأمريكي لا يقبل عليها، أم أن القارئ الأمريكي لا يقرأ الكثير من الروايات وكتب الشعر الأجنبية لأن تتوفر بالكاد في أمريكا؟. هنالك اعتقاد قد يحل هذا السؤال يطرحه غلوسمان: "ربما بسبب التنوع الثقافي الهائل للمجتمع الأمريكي، يبدأ الأمريكيون بالتوهم أنهم يعرفون أكثر عن الثقافات الأجنبية. وهذا يتسبب في خلق عزلة معيّنة".
مشاركة :