وأضاف المصدر الحوثي “العملية هي الأولى التي تستهدف بها قواتنا المسلحة أول هدف في قائمة الأهداف المعلن عنها في مارس الماضي، ليتبقى ضمن بنك الأهداف 299 هدفا” تشمل مواقع عسكرية ومنشآت حيوية في السعودية والإمارات، وفقا للبيان. وفي تصريح لـ“العرب” أكد الباحث السياسي اليمني عبدالله إسماعيل أنّه لا يمكن قراءة التصعيد الحوثي سواء بإطلاق الصواريخ أو استهداف منشآت أرامكو أو الحديث عن بنك الأهداف المعلن مؤخرا من قبل الميليشيات الحوثية بعيدا عن التطورات في المنطقة، مشيرا إلى أن ما تتعرض له إيران من ضغط دولي وإقليمي جعلها تستعين بأدواتها مثل جماعة الحوثي لمحاولة إثبات قدرتها على التأثير والمناورة وتوسيع نطاق المعركة الجيوسياسي، وهو ما ينسجم تماما مع رغبة طهران في عدم خوض مواجهة مباشرة وإنما بالوكالة من خلال أذرعها العسكرية ومن ضمنها الميليشيات الحوثية، التي يبدو أنه ليس لديها مشكلة في إلحاق الأذى باليمن واليمنيين في سبيل تخفيف الضغط على طهران وتشتيت أنظار العالم. وأضاف إسماعيل “نحن أمام أدوار تقوم بها أذرع إيران في المنطقة وهي بعيدة بالتأكيد عن مصالح هذه الأدوات وبلدانها وتصب في صالح النظام الإيراني ومصالحه الاستراتيجية التي لا تعبأ بالحلفاء، وهذه التطورات تفسر كل مواقف الحوثي وتؤكد أنه مجرد أداة إيرانية ليس إلا”. وكشفت مصادر سياسية مطلعة لـ”العرب” عن وجود خلافات بين الجناحين العسكري والسياسي في الجماعة الحوثية حول كيفية التعاطي مع التوتر المتصاعد في المنطقة بين الولايات المتحدة والنظام الإيراني، مع إقدام الجناح العسكري على تنفيذ عمليات عسكرية بناء على طلب مباشر من طهران ومن دون التشاور مع الجناح السياسي حول ردود الفعل والانعكاسات المحتملة لهذه العمليات. ويؤكد مراقبون سياسيون أنّ الحوثيين بصدد خسارة مكاسبهم السياسية التي حققوها من خلال تعاطف الأمم المتحدة معهم ومحاولات إضفاء شرعية على انسحابهم الشكلي من موانئ الحديدة وتقديم ذلك للمجتمع الدولي على أنه تنازل حوثي من أجل تحقيق السلام في اليمن. ووصف المراقبون انقياد الأجنحة العقائدية والعسكرية في الجماعة الحوثية بشكل كامل لرغبات النظام الإيراني وقادة الحرس الثوري بأنه سيلقي بظلاله على المشهد اليمني وسيحوّل الميليشيات الحوثية في اليمن إلى هدف مشروع لأي حرب قادمة في مواجهة المشروع الإيراني في المنطقة.
مشاركة :