الشارقة: أمل سرور «سينما الأطفال.. المسؤوليات والقيم» عنوان حملته الجلسة الرمضانية الثالثة التي نظمها نادي الشارقة للصحافة التابع للمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، بالشراكة مع هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، أمس الأول، في مسرح المجاز بالشارقة. حضر الجلسة الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مجلس الشارقة للإعلام، والدكتور خالد عمر المدفع، رئيس مدينة الشارقة للإعلام «شمس»، ومحمد حسن خلف، مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، وطارق سعيد علاي، مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، وحسن يعقوب المنصوري، أمين عام مجلس الشارقة للإعلام، وعدد من كبار المسؤولين والإعلاميين. وبحثت الجلسة واقع سينما الأطفال في العالم العربي، وتأثير المواد الفنية الموجهة للطفل في صناعة هويته وشخصيته، وناقشت محتوى السينما العربية والعالمية الموجه للطفل، وانعكاسه على بناء شخصيته وقيمه، مؤكدة ضرورة الرقابة على المواد الترفيهية والأفلام الموجهة للأطفال لدورها في تشكيل المفاهيم، وناقش المتحدثون دور أصحاب القرار وصُناع المحتوى في إنتاج الأعمال الفنية التي تزرع في الطفل السمات والصفات البناءة، وتُحدث التأثير الإيجابي في شخصيته، وأهمية دور الأسرة في توجيه الطفل للأعمال الملائمة له، ومدى توافق الأعمال المدبلجة مع عادات وتقاليد المجتمعات العربية. وتحدث في الجلسة التي أدارها الإعلامي سعيد المعمري كل من الفنان المصري عبدالرحمن أبو زهرة، والفنان السعودي خالد البريكي، والمخرجة الإماراتية نهلة الفهد. استهل أبو زهرة حديثه بالقول: إن الأعمال الفنية الموجهة للطفل من أصعب الأدوار بالنسبة للممثل، لما تحمله من مسؤولية كبيرة وأهمية إيصال الرسالة بالشكل الصحيح، والدور الذي ينبغي أن تقوم به تلك الأدوار التمثيلية من ترسيخ للمفاهيم والقيم الإيجابية الصحيحة، ومساهماتها في تنمية قدرات ومواهب الطفل. وأكد أبوزهرة مسؤولية الأسرة في مراقبة المحتوى الذي يتابعه الطفل. أشار إلى ضرورة تربية الصغار فنياً، وتثقيفهم لاختيار العمل الفني المناسب لهم بوعي وإدراك، مشدداً على أن مضمون العمل وتلبية شغف الطفل يعتبران أداة جذب يمكن من خلالها توجيه الرسائل التي تعود بالنفع على الطفل. ولفت أبو زهرة، إلى أهمية الدعم الحكومي لاستثمار المواهب الفنية ودور الجهات المختصة لإنتاج مواد فنية وسينمائية عربية للأطفال تتماشى مع الهوية العربية وتنشر القيم الإيجابية. وثمن خالد البريكي ما يكتنزه العالم العربي من موروث تاريخي حضاري وإنساني بالقول: يمكن البناء على هذا التراث في إنتاج محتوى عربي للأطفال ينمي الوعي لديهم بحضارة أوطانهم عبر سياق درامي، ومادة فنية سينمائية. ودعا البريكي إلى تكثيف البرامج والأعمال الفنية التي تخاطب الطفل للاستفادة من مزاياها كوسيلة إيجابية تجمع ما بين الترفيه والمعلومة، لتسهم في تأسيس الأجيال القادمة، مؤكداً على ضرورة تطوير الصناعة الفنية للطفل التي تروج للقيم العربية وتتناسب مع ثقافتها. وختم البريكي حديثه بالتأكيد على اتفاقه مع عبدالرحمن أبو زهرة على ضرورة الدعم الحكومي والجهات المختصة للإنتاج الفني والسينمائي الموجه للأطفال. وأشارت نهلة الفهد، إلى سلبيات بعض الأعمال المدبلجة التي تتعارض مع قيم وتقاليد وعادات المجتمع العربي، الأمر الذي قد يؤثر في مفاهيم الطفل وتنشئته، لا سيما مع انتشار الأجهزة الذكية وسهولة الوصول إلى المحتوى وتداوله. وأشارت الفهد إلى مسؤولية الأسرة والمنصات الإعلامية في مراقبة المحتوى الموجه للأطفال بشكل عام، والمدبلج بشكل خاص، وأهمية التأكد من مدى ملاءمة العمل لخصوصية المجتمع العربي وتقاليده. وأضافت: النص واللغة يعتبران من العوامل المهمة في محتوى الطفل، ومن الضروري أن يكون ذلك مواكباً للمرحلة العمرية التي تضمن إنتاج عمل فني يتابعه الطفل بشغف، خاصة أن المجتمع العربي يمتلك المواهب القادرة على تقديم نصوص إبداعية للطفل، والأمر لا يحتاج سوى إلى تكاتف الجهود والخبرات في القطاع لخدمة الطفل العربي. واختتمت الجلسة الرمضانية الثالثة بتكريم الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي للمتحدثين وراعي الجلسة «فندق شيراتون الشارقة»، وتم توزيع بعض الجوائز على الفائزين.
مشاركة :