نظم نادي أبها الأدبي مسامرة رمضانية بعنوان "رمضان في بلدانهم" استضاف فيها عدداً من الأدباء العرب من السودان ومصر وسورية واليمن وأدارها الكاتب الصحافي م. علي القاسمي. وتحدث د. إبراهيم أبو طالب عن رمضان في اليمن من عمق المجتمع الشعبي هناك والصبغة الروحية والاجتماعية المميزة التي تغشى الممارسات في هذا الشهر الفضيل، مقدماً نماذج من الابتهالات الدينية والقراءات والأذان. فيما تناول د. محمد سلامة طبيعة المجتمع المصري بما يحمله تاريخياً من الممارسات الفنية والأدبية والثقافية التي يتميز بها الشهر الفضيل في كل أنحاء مصر، ونحَتْ مداخلته منحى البحث العلمي إلى جوار استحضار الوقائع والعادات الاجتماعية والأحداث التاريخية المميزة التي حدثت في شهر رمضان وبعض الممارسات الاجتماعية والشعبية كالمسحراتي وموائد الرحمن. بعد ذلك تحدث أ.د علي هاشم عن رمضان في السودان، وبدأ بالإشارة إلى أن السودان محضن لحضارات عريقة جداً، ومن ثم شهد تنوعاً هائلاً، حيث إن هذا التنوع وهذه الأعراق الضخمة والحضارات المتعددة أصبحت جميعاً ضمن الحضارة الإسلامية، وكونت مشهداً ثرياً وغنياً في شهر رمضان المبارك، واستعرض العادات الاجتماعية التي تكاد تتشابه مع الدول العربية فيما يعرف بالموائد المشتركة للجيران ولأهل الحي، وتفطير الصائمين في الطرق، وإلى جوار المساجد، وبعض الأطعمة والمشروبات التي كان يهواها السودانيون. وبين د. محمد عبدالكريم العدوي الطقوس الرمضانية في سوريا وبادية الشام من أبرزها الابتهالات وتعدد الأذان للمسجد الأموي والموشحات والمسحراتي الذي كان يدور بين البيوت بيتاً بيتاً ويوقظ الناس وينادي الناس بأسمائهم، وتطرق إلى أبرز العادات المتمثلة في الاجتماع على المائدة الرمضانية واجتماع النساء في بيوت الحي وأداء صلاة التراويح جماعة، بحيث يتم أداؤها بالتتابع في عدد من بيوت الحارة أو الحي الواحد، ويسمى البيت -حسب الثقافة الشعبية بالشام- الذي يصله الدور في استقبال النساء لأداء صلاة التراويح "بيت الرشاقة".
مشاركة :