ملتقى الإعلام البترولي يوصي بتأسيس جمعية للإعلاميين «النفطيين»

  • 3/25/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

قال عصام زين العابدين مدير عام الشؤون العامة في شركة أرامكو السعودية، "إن البترول يواجه تحديات عديدة كثير منها مشكلتها إعلام غير دقيق يفتقر إلى المعرفة والدراسة فينقل صورة غير صحيحة على مستوى العالم، فتارة يضخم من تأثيره في البيئة وكأنه مسؤول عن مشكلاتها، رغم أن تأثيره يقل كثيراً عن تأثير بدائل طاقة أخرى كالفحم مثلا، وتارة يثير تساؤلات ساذجة عن قرب نضوبه أو نجاح تقنيات أخرى في الحلول محل مصادره التقليدية، وليس هناك أفضل لمواجهة هذه التحديات من وجود إعلام بترولي واع ومسؤول يدافع عنه ويوضح حقيقة دوره وينقل الصورة الحقيقية عن واقعه". جاءت تأكيدات المسؤول في "أرامكو" على هامش ملتقى الإعلام البترولي الثاني لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذي اختتم أعماله أمس، مشيرا زين العابدين إلى أن دعوة المهندس علي النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية لإنشاء جمعية للإعلام البترولي، ستنمي قدرات الإعلاميين البتروليين ويتبادلون من خلالها خبراتهم ويطورون فيها إمكانياتهم في توصيل صورة هذه الصناعة العالمية، تأتي لتصنع أساساً متيناً لإعلام بترولي مميز ومبدع ويعد بمستقبل مشرق لهذا المجال الإعلامي الواعد. من جهة أخرى، أوصى المشاركون في الملتقى بعدة توصيات أبرزها، العمل على تصحيح صورة دول مجلس التعاون الخليجي في الإعلام العالمي، وإبراز الدور الإيجابي الذي تقوم به دول المجلس نحو استقرار السوق البترولية، وتوفير الإمدادات عند حدوث أي عجز مفاجئ، والإسهام في نمو الاقتصاد العالمي، خاصة اقتصاديات الدول النامية. وتضمنت التوصيات، العمل على إنشاء جمعية مستقلة، بمسمى جمعية الإعلاميين البتروليين، تضم الإعلاميين الخليجيين والعرب والأجانب المختصين بشؤون البترول والطاقة في منطقة الخليج. كما أوصوا أمس، بإنشاء جائزة مخصصة للعاملين المتميزين في الإعلام البترولي، تمنحها الدولة المضيفة، أثناء حفل افتتاح ملتقى الإعلام البترولي، الذي يعقد كل سنتين في إحدى دول الخليج. وأوصى المشاركون أيضا بالعمل على عقد ورش عمل محلية وخليجية، ودورات تدريبية متخصصة في مجال الإعلام البترولي، سواء عبر وزارات البترول والطاقة، أو شركات البترول الوطنية، ومعاهد التدريب الصحفي المتخصصة، وحث وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والإلكترونية في دول المجلس الخليجي، على الاهتمام بتوفير الكوادر الصحفية المختصَّة والمدرَّبة في مجال البترول والطاقة. وشملت التوصيات، التأكيد على أهمية تنظيم المؤتمرات والملتقيات في دول المجلس، التي تركز على شؤون الطاقة والبترول، وإبراز الدور الإعلامي فيها، وحث شركات البترول والطاقة في دول المجلس على إبراز دورها في المسؤولية الاجتماعية، في الجوانب البترولية وغير البترولية، من أنشطة اجتماعية وثقافية واقتصادية. إضافة إلى تهيئة إعلام بترولي متخصص ومواكب للحداثة الرقمية، يعرض طبيعة الصناعة البترولية في دول المجلس، ودورها التنموي، ويبسّط تناول القضايا المتعلقة بالبترول للمجتمع، وتوفير مصادر إعلامية بترولية تؤمن وصول المعلومات الرسمية المتاحة إعلامياً، لوسائل الإعلام، ما يوقف الشائعات والمعلومات غير الصحيحة، وتوطيد العلاقة بين وزارات البترول والطاقة في دول المجلس، وشركات البترول الوطنية من جهة، وبين الجامعات والمراكز العلمية والبحثية. وفي الجلسة الأولى أمس، أكد الدكتور بسام فتوح مدير برنامج النفط والشرق الأوسط في معهد أكسفورد لدراسات الطاقة OIES في المملكة المتحدة، أن بعض وسائل الإعلام الغربية لا تزال "تحشر" السياسة النفطية العربية في إطار عفا عليه الزمن، مبينا أن تغطية المسائل النفطية في الصحافة في السنوات الأخيرة زادت عن السابق. وقال الدكتور فتوح ضمن فعاليات ملتقى الإعلام البترولي الثاني لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية خلال ورقة عمل حول "صورة العرب والبترول في الإعلام الأجنبي"، "إنه يحلو لبعض وسائل الإعلام الغربية وضع السياسة النفطية العربية في إطار معركة مستمرة بين الغرب وبلدان الشرق الناشئة و"أوبك" بدعوى أنها لا يمكن أن تتراجع عن موقفها على الرغم من أن التجارب السابقة تشير إلى خلاف ذلك". وأضاف أن "كلا من وسائل الإعلام الغربية وصانعي السياسات العربية يضطلعون بمسؤولية مشتركة وهي تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة وتجنب تلك التي بدأت في الظهور، وهذه مهمة صعبة بالتأكيد". وأفاد فتوح أن طريقة الترويج للسياسة والتعامل مع وسائل الإعلام الغربية أنتجتها خبرات قديمة ومناهج تقليدية لا تزال جامدة، ما يحول دون تعاملها مع التحديات والتعقيدات الجديدة التي تطرحها سوق النفط، لافتًا النظر إلى أن التحول إلى الوسائط الافتراضية في وسائل الإعلام الغربية يشكل رداً على غياب الثقافة فيما يتعلق بصناعة السياسات في الدول العربية. عقب ذلك أدار عباس النقي الأمين العام لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول "أوابك"، حلقة نقاش بمشاركة المدير العام والرئيس التنفيذي لصندوق "أوبك" للتنمية "أوفيد" الدكتور سليمان الحربش، والدكتور حمزة بيت المال من قسم الإعلام، في جامعة الملك سعود، وديالا صباغ من مؤسسة جولف انتلجنت. وشدد الدكتور سليمان الحربش المدير العام والرئيس التنفيذي لصندوق "أوبك" للتنمية "أوفيد"، على أهمية دور الإعلام البترولي الخليجي في التصدي لمثل هذه التحليلات الخاطئة. وانتقد الدكتور حمزة بيت المال من قسم الإعلام في جامعة الملك سعود أثناء حديثه في الحلقة، الإعلام العربي الذي نقل فكرة التآمر من الإعلام الغربي الذي تناولها بهدف الإثارة الإعلامية، محددًا المشكلة الإعلامية فيما يتعلق بموضوع النفط الآن بالاعتماد المطلق على وكالات الأنباء العالمية. وطالب بضرورة إدارة القضايا الخاصة وتبني سياسة استراتيجية للإعلام البترولي، مؤكدًا أن الخطاب السعودي فيما يتعلق بسياسة النفط مبني على قرارات اقتصادية بحتة. وعدت ديالا صباغ عدم شفافية المعلومات أبرز معوقات نقل الأنباء إضافة إلى الحد من قدرة التحليل نظرًا لفقدان البيانات. وأكد فتوح، وجود سوء فهم في الإعلام الغربي فيما يتعلق بسياسات المملكة النفطية، لافتًا في نفس الوقت إلى وجود استراتيجية في خطاب المملكة ذات بعد سياسي، لأن سياسة المملكة تتماشى مع السياسة العامة للدول الأعضاء في منظمة الـ "أوبك". وفي الجلسة الثانية، أكد الدكتور رمضان الشراح أمين عام اتحاد شركات الاستثمار في دولة الكويت، أنه على الحكومات في دول مجلس التعاون أن تولي موضوع الثقافة النفطية أهمية خاصة في هذه المرحلة الدقيقة في ظل انخفاض أسعار البترول بشكل لم يسبق له مثيل. وأبان الدكتور الشراح في الجلسة الثانية لملتقى الإعلام البترولي الثاني لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية خلال ورقة عمل حول "تأهيل الإعلاميين في مجال البترول والثقافة البترولية في دول الخليج".. "دور الحكومات والشركات والجامعات ووسائل الإعلام"، أنه في ظل غياب تعريف محدد للثقافة النفطية، وما ينبغي أن تتضمنه من مفاهيم تربط المواطن بثروته التي تمثل النسبة الكبرى في جملة الموارد المحلية حتى يتعامل معها بالرشد الاقتصادي المطلوب إنتاجاً واستهلاكاً واستثماراً، فإنه من الضروري أن تتشعب قنوات بعث هذا الفهم في المناهج الدراسية في المدارس والجامعات، وفي الوسائل الإعلامية المختلفة، وفي المؤسسات التي تتعامل مع هذه الثروة أو تشكل النشاط الأساسي لها. وقدم الشراح خلال الورقة مقترحات عامة لترسيخ مفهوم الثقافة النفطية في المجتمع أبرزها تحقيق التكامل والترابط بين المناهج في المراحل الدراسية المختلفة في المدارس والجامعات. من جانبه، قال الدكتور فهد العسكر وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية للدراسات العليا والبحث العلمي في مداخلته "إن هناك مبالغات كثيرة في ورقة الدكتور الشراح، وخلطا بين التثقيف والتخصص". مضيفاً أنه "يجب ألا تحفل الكتب الدراسية بكثير من التفاصيل المتعلقة بالبترول سواء في الإنتاج والأسعار وغيرها"، مشيراً إلى أن الورقة التي ألقيت يوجد فيها جانبان جانب متعلق بالمعلومات العامة والجانب الآخر الذي لا يعنينا كثيراً كإعلاميين المعلومات المتخصصة"، وطالب بوجود مرجعية وطنية لكل قطاع ويجب أن تكون هناك استراتيجية عامة تدعم التوجهات الوطنية في قطاع النفط وكذلك دعم المبادرات الاجتماعية المتعلقة بصناعة النفط وغيرها. وأوضح الدكتور أسامة الجمالي مستشار رئيس مجلس الأمناء في الكلية الأسترالية في الولايات المتحدة الأمريكية أن مجتمعاتنا لا تتقبل الشفافية، حيث إن المعلومات التي يحتاج إليها الإعلامي القليل من الجيولوجيا والفيزياء والكيمياء والاقتصاد. وقال الدكتور محمد الأحمد عضو هيئة التدريس في قسم الإعلام في جامعة الملك سعود "من الصعوبة أن يتم تقرير منهج "نفطي" في المراحل الدراسية، ويمكن أن يوجد مثل هذا المنهج في داخل المقررات مثل المسائل الحسابية". مضيفاً في مداخلته "ليس لدى المؤسسات الإعلامية السعودية إعلاميون متخصصون وأن 95 في المائة من العاملين في الصحف متعاونون والبقية 5 في المائة معارون من مؤسسات أخرى، وليس هناك عمل احترافي 100 في المائة، حيث إن فاقد الشيء لا يعطيه".

مشاركة :