أثارت وثيقة رسمية تم تسريبها للإعلام قبل إقرارها من الحكومة الألمانية الجدل في الأوساط السياسية، خاصة مع قرب انتخابات البرلمان الأوروبي، وهو ما قد تستخدمه الأحزاب الرافضة لسياسة اللاجئين التي تتبعها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ضدها خلال الأيام المقبلة، خاصة من حزب «البديل من أجل ألمانيا» صاحب الاتجاهات اليمينية المتطرفة. وكانت صحيفة «بيلد» الألمانية، كشفت اليوم في تقرير لها أن إنفاق ملف اللاجئين والهجرة بلغ 23 مليار يورو في عام 2018، وأن الزيادة في الإنفاق كانت بمعدل 11 في المائة مقارنة بعام 2017 الذي أنفقت فيه ألمانيا 20.8 مليار يورو. ونقلت وكالة رويترز الوثيقة أيضا، والتي جاءت تحت عنوان «اللاجئون وتكاليف الاندماج» أن الحكومة الألمانية أنفقت ما وصل في المجمل إلى 7.9 مليار يورو في عام 2018 على إجراءات هدفت لإبقاء طالبي اللجوء والمهاجرين خارج منطقة الاتحاد الأوروبي وتحسين ظروف المعيشة في أوطانهم، بزيادة نسبتها 16 في المئة في ذلك العام مقارنة بعام 2017. من جانبها غردت أليس فايدل رئيسة الكتلة البرلمانية لحزب «البديل من أجل ألمانيا»: «حفلة ترحيب باللاجئين غالية الثمن على حساب المواطنين». في حين اعتبرت جيزينا لوتسش المتحدثة باسم الشؤون المالية في حزب اليسار المعارض «أن الحكومة غير مستعدة للتمييز بين الإنفاق المباشر وغير المباشر على اللاجئين، ما جعلها تقدم رقما مرتفعا». بينما دافعت أنيته فيدمان - ماوتس مفوضة الحكومة الألمانية لشؤون الهجرة واللاجئين والاندماج عن محتوى التقرير، مشيرة إلى أن «محاربة أسباب الهجرة، التي تأخذ قسطا كبيرا من إجمالي الإنفاق، تصب في مصلحتنا بقدر الاستثمار في الاندماج الناجح». وفى هذا السياق، انتقدت القناة الثانية الألمانية «ZDF» هذا الرقم المبالغ فيه، معتبرة أنها لم يصب مباشرة في الإنفاق على اللاجئين، بل يمكن في دعم رياض الأطفال، وهو ما قد تستخدمه أحزاب سياسية في الهجوم على ميركل وحكومتها. ومن المقرر أن تقر الحكومة الألمانية في اجتماعها الأسبوعي يوم الأربعاء المقبل بالنظر في هذه الأمر، ومدى تفاعل الولايات الألمانية الـ16 بخصوص تسكين ودمج المهاجرين الذين وصلوا إليها من دول مثل سوريا والعراق وأفغانستان، تسلمت 7.5 مليار يورو من الحكومة الاتحادية العام الماضي بزيادة نسبتها 14%.
مشاركة :