ولرمضان في الأردن طعم جميل، ولهذا ينتظره الأردنيون بفارغ الصبر، حيث أنه شهر تكثر فيه صلة الرحم والمظاهر الاحتفالية كالخيم والسهرات الرمضانية، وانتشار الموائد الخيرية التي تنظمها مختلف المؤسسات الرسمية والأهلية لتقديم الإفطار للمحتاجين. ويتذكر بعض كبار السن رمضان أيام زمان، حيث الجلسات العائلية وزيارة الأقارب والسهرات العائلية التي كانت تمتد لساعات طويلة حتى السحور والتواصل مع الجيران. وتقول التسعينية أم فهمي إن ما يتواجد على موائد رمضان كان معظمه من إنتاج أرضهم وفلاحتها، من القمح والخضروات والفواكه واللبن والحليب والسمن المصنوع من حليب مواشيهم، والعصائر كانت مصنوعة من المشمش والتي يعدونها قبل فترة من قدوم شهر الصيام. وتقول الحاجة سعاد أم ربيع إن العصائر لم تكن أغلبها موجودة في الماضي وكانت تقتصر على عصير عرق السوس لاعتقادهم بأنه يمنع العطش ويرطب الجسم ويعين على تحمل الصيام وخاصة أيام الحر، إضافة إلى بعض الحلويات والتي كانت تصنع يدويا ومنها الهريسة. ويفتقد سامي المعايطة (طبيب) الكثير من طقوس رمضان وأبرزها المدفع والذي كان يمثل نكهة خاصة لبداية تحري هلال رمضان ومدفع الإفطار وحتى العيد، والذي شكل عودته فرحة كبيرة وخاصة بين أهالي عمان. وأشار إلى أن الناس كانت أكثر ألفة ومحبة وكانت تفطر نفس الفطور، غنيها وفقيرها، بسبب الصحون الطائرة التي كانت تدق الأبواب قبيل الإفطار والتي كانت تزيد من الفرحة على مائدة الصائمين وتنوع موائدهم، ولكن اختلف ذلك كثيرا بعد أن فقدت الكثير من تلك الطقوس. وتختلف أم محمد المحسيري برأيها عن رمضان الحاضر، وتقول إنه أجمل وأحلى من حيث تواصل الأهل وكثرة الزيارات، فرمضان اليوم يستعد له بالتزيين والإضاءة الملونة والفوانيس الرمضانية والتي كنا نفتقر لها خلال أجواء رمضان الماضي، مشيرة إلى أن رمضان اليوم تكثر فيه الزيارات والسهرات المتواصلة حتى وقت السحور وبعضها قبيل صلاة الفجر. وتعبر السبعينية أم زكي الشركسي بالقول إن رمضان اليوم أجمل في ظل التطور التكنولوجي، حيث شاشات التلفاز التي تقدم برامج دينية ومعرفية وترفيهية متنوعة، مشيرة إلى أن شهر رمضان له برامجه الخاصة والتي تتميز بطابعها الديني والبرامج الدرامية والتي أصبح بعضها مشهورا يتواصل عرضه لسنوات.
مشاركة :