أعلن فضل الحاسي الناطق باسم قوات «الصاعقة» التابعة للجيش الليبي بقيادة الفريق خليفة حفتر أمس، أن انتحارياً فجّر نفسه في تجمّع للجيش عند منطقة المساكن في مدينة بنغازي، متسبباً بسقوط 6 قتلى و12 جريحاً في صفوف قوات الجيش. وتشهد بنغازي توتراً أمنياً واشتباكات عنيفة منذ أيار (مايو) 2014 بين قوات الجيش وعناصر تنظيمي «أنصار الشريعة» و «مجلس شورى ثوار بنغازي» المتشددين. وأتت العملية الانتحارية بعد يوم على الإعلان عن مقتل القيادي في «مجلس شورى ثوار بنغازي» الملقّب بـ «بوكا». من جهة أخرى، استقبل مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا برناردينو ليون باحتجاجات غاضبة لدى وصوله إلى طبرق (شرق) مساء أول من أمس، ما دفعه إلى البقاء في مطار المدينة حيث اقتصرت لقاءاته على وزير الخارجية الليبي محمد الدايري الذي كان في استقباله مع عدد من النواب. ولم يتمكن ليون من لقاء رئيس مجلس النواب (المنعقد في طبرق) عقيلة صالح بعد رفض الأخير الانتقال إلى المطار لمناقشة تطورات الحوار الليبي الذي يعقد في الصخيرات جنوب الرباط، كما أفادت «بوابة الوسط». وعلمت «الحياة» أمس، أن المسؤولين الذين استقبلوا ليون في المطار وضعوه في أجواء الاحتجاجات خارجه، مشددين على «سلميتها»، كما رافق أفراد من حرس المطار اثنين من مرافقي ليون إلى مكان الحشد لمشاهدة الشعارات المرفوعة، وعاد الاثنان إلى المطار ونقلا الصورة إلى المبعوث الدولي الذي قرر على الأثر المغادرة في طائرته إلى طرابلس حيث اجتمع لاحقاً مع ممثلي المؤتمر الوطني (المنتهية ولايته). وكان المحتجون أغلقوا طريق المطار احتجاجاً على ما وصفوه بمواقف ليون التي تكيل بمكيالين تجاه الأزمة الليبية ومعارضته رفع الحظر عن تسليح الجيش الليبي. وردد المحتجون هتافات تعبّر عن تمسكهم بالجيش «ملاذاً وحيداً لليبيين للخلاص من جماعات الإرهاب والتطرف التي عاثت خراباً وتدميراً وأصبحت تشكل خطراً كبيراً على مستقبل ليبيا وعلى دول الجوار والمنطقة». كما رفض المحتجون الحكومة التي «يروّج لها ليون وقوى الاستعمار التي تريد أن تشرك عناصر من الجماعات الإسلامية في الحكم، خصوصاً أن بينها رؤوساً كبيرة وقادة ميليشيات إرهابية لعبت دوراً أساسياً في إشعال الأزمة الليبية وخراب ليبيا والعبث بأمنها واستقرارها»، كما أفاد لـ «الحياة» أحد الناشطين المشاركين في الاحتجاجات. وأبدى المحتجون تمسكهم بمجلس النواب المنعقد في طبرق «جهة شرعية منتخبة ووحيدة تمثل الشعب»، وعبروا عن رفضهم «حكومة الوفاق» التي يدور الحوار حول تشكيلها». في الوقت ذاته، قررت السفيرة الأميركية لدى ليبيا ديبورا جونز وقف التواصل عبر حسابها على موقع «تويتر»، بعدما أثارت تغريدات لها، سجالات مع أنصار الجيش والرأي العام المؤيد لمجلس النواب في طبرق. وكتبت جونز في تغريدة أنها «خلصت إلى أنه من الأفضل وضع حد لجهود التواصل عبر تويتر، كون هذا الأمر يصرف النظر عن هدفنا في تحقيق السلام والاستقرار في ليبيا». وبررت قرارها بأنها تعرضت إلى «هجمات شخصية ومبتذلة»، مصدرها ما وصفتها بأنها «ميليشيات تويتر». وكتبت في آخر تغريداتها «مع السلامة». وكانت السفيرة الأميركية دانت الإثنين غارة للقوات للموالية للحكومة والبرلمان المعترف بهما دولياً، استهدفت موقعاً في ترهونة على بعد نحو 80 كلم جنوب شرق طرابلس. وأعلنت القوات الموالية للحكومة الليبية أن الغارة استهدفت مخزناً للسلاح، فيما كتبت جونز في موقعها: «إنها أخبار سيئة من ترهونة حيث قتل ثمانية لاجئين أبرياء في غارات. العنف ليس في مصلحة أحد». وانهالت الردود المنددة بهذه التغريدة فور نشرها. وكتب أحد المغردين: «لا بد أنك مجنونة»، فيما قال لها مغرد ثان: «أنت تكذبين»، وشن آخرون هجمات شخصية عليها واستخدموا عبارات مبتذلة، وطالبها البعض الآخر بالاعتذار عن «المعلومات الخاطئة». وردت جونز على هؤلاء قبل أن تعلن قرارها وقف التواصل عبر حسابها: «خالفوني في آرائي، لكن افعلوا ذلك بكرامة».
مشاركة :