بين محاسن الأخلاق وسيئها | عبدالله فراج الشريف

  • 3/26/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

إن المسلم بدينه الذي اعتنقه في الأصل مقبل على محاسن الأخلاق، إن لم تكن فيه جبلة وطبع، حاول اكتسابها ثم تطبّع بها، لأنها لا تقود إلا إلى كل خير، فسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (إن من أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا، وإن أبغضكم إليّ وأبعدكم مني مجلسًا يوم القيامة الثرثارون المتشدقون، قالوا: يا رسول الله قد علمنا الثرثارون ما المتشدقون قال: المتكبرون). فحسن الخلق يقرب العبد من الله، فإذا قرب منه أطاعه، وإذا أطاعه ضمن بإذن الله أن يكون في الآخرة مع سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقمة محاسن الأخلاق البعد عن التكبر والتجبر فهما صفتان يكرهما الله -عز وجل- والتواضع خلق كريم يحبه الله ورسوله -عليه الصلاة والسلام- وهو من أسباب الرفعة في الدنيا والآخرة أليس يقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزًا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله)، وأنت ترى المتواضعين يحبهم الناس ويجلّونهم، كما أن العبد المسلم بأصل دينه يرفق بالناس ويرق لهم، فالله عز وجل رفيق يحب الرفق، وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما خيّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن حرامًا، وقد خاطب ربنا إمامنا وقدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًا غَلِيظَ القَلْبِ لانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِى الأَمْرِ فَإذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ). وكل ما كان من سوء في الأخلاق ينفر الناس ممن اشتهر به، فكيف لداعية يحرص على هداية الناس، ويرجو لهم الخير، وواعظ وظيفته الهداية إلى طريق الخير، أن تكون فيه غلظة، يقسو بلفظه عليهم، ويدعو عليهم، ويُشهِّر بمعايبهم، ولا يخشى الله في ذلك، فإذا به يضيع أجره، ثم يكتسب إثمًا وهو يظن أنه على خير، ولا يتأتى كل هذا إلا بجهل بحقائق الدين ومقاصده، حتى وإن ادعى العلم به، فاحذروا اخوتي سيئ الأخلاق ورددوا الدعاء المأثور: (اللهم اهدني لأحسن الأخلاق فإنه لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت). alshareef_a2005@yahoo.com

مشاركة :