انحيازٌ تام للأوزان الخليلة في أمسية «يوم الشعر العالمي» بأدبي الشرقية. الأمسية التي نظمها النادي في مدينة الدمام مساء الثلاثاء اختارت العودة للقصيدة العمودية الأكثر جماهيرية، عندما قرر المشاركون أن يسافروا بين بحور الشعر، في استعراضٍ «عروضي» تحولت معه اللغة إلى كرنفالٍ طاف عوالم الشعراء من الحب إلى الغربة والتجليات الإنسانية. وفي الضفة المقابلة، سجّلت معظم القصائد، تفاعلاً مؤكداً من ذائقة لطالما تشربت هذا النوع المبجل من القصيد. الشاعر عبداللطيف بن يوسف قرأ مجموعة قصائد في الحب، إلا أنه فضل أن يختم بقصيدة وصفها ممازحاً بأنها «نوع من التكفير عمّا مضى من إمعان في الغزل»، متجلياً في محاكاة مع عوالم كتاب «المثنوي» لمولانا جلال الدين الرومي؛ إذ يقول بن يوسف في قصيدة «هامش على المثنوي: « راحَ يطوي الأرض وهو المنطوي/ عادة في القلب أن لا يرعوي/ مذ غوى أغوى ومذ مال استوى/ فوق حظٍ مائلٍ لايسوي/ لايرى فرقاً/ فها كل الورى/ أجلوا المهوى بخطوٍ ملتوي/ ياطريق الليل ضاع المنحنى/من أنى من دورة الكون الغوي/دورةٌ في دورةٍ في صرخةٍ/ ذاك ما اهتاج الفؤاد المولوي/ يا جلال الدين/ قلبي رائبٌ لي جلال السقم أين المدّوي/لي خليل البحر/ أغري موجهُ/ ثم لا ألقى على الموج روي/لي إذا اقتص الجوى أرباحهُ/بحةٌ تصفوا وحزنٌ منزوي/ رحت لا أمضي وقد أمضي/ وقد يحتويني الليل في مايحتوي. الليلة المنبرية شهدت أيضاً قراءة الشاعر ناجي حرابة جملة نصوص منها قصيدة «محبرة»، وفيها يقول: «ما بين محبرة النشوى وقرطاسِ/ يغشى ملائكة الأشعار وسواسِ/ لاتطلبوا من يد الضامي سوى وهجٍ/سأشعل الحرف من أمطار إحساسي/الهم ناقة أوجاعي/ فلا عجبٌ/ يقضي كليبٌ على أشفار جساسِ. في حين اختار الشاعر عبدالمجيد الموسوي ففضل البوح عن علاقته الروحي بالشعر، قائلاً: «حملت قصائدي في دمي كساعٍ/ يوزع نبضه لي في بَرِيده/سأخلق أحرفي إن لم تهبنِ/ قرابيناً، من الجمل المفيدة/ وأكنس غربتي بفناء يأسي/ لأنسى كل آلامي الشديدة/ سأمتُ بلاغتي وغموض حرفي/ فماعادت تمثل لي عقيدة/ أنا ليلٌ تؤرقني شجونٌ/ وتغريني خيالاتي الطريدة/ أنا سحبٌ ملبدة المعاني/ وحبلى بالمجازات الوليدة/ سأكتم آهتي بفمي قليلاً/ لأغفو بين أحضان القصيدة. ليختم الشاعر مطلق العتيبي، بجملة نصوص منها، نصغي: «جئتُ أرويها على ظمئٍ/ويعزف العمر في شبّاكها نغما/ حمامة القلب، طارت من هناك إلى هنا/ وها بيضها بالريح قد رُجما/حمامة القلب/ تسافر الريح من تحتي وأقبضها والعنكبوت على الجفنين قد هرما.
مشاركة :