عاصفة الحزم... للسعودية درع وسيف | عبدالمنعم مصطفى

  • 3/27/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

عاشت بلادنا.. عاش صناع القرار فيها.. عاش رجالنا البواسل على خطوط النار.. عاش شعبنا العظيم، داعماً لقيادته، مؤمناً بنبل غاياتها، وبسلامة مقاصدها.. عاشت دبلوماسيتنا التي مهدت الأجواء لعاصفة الحزم.. ثم واكبت حركتها.. وأنارت بصيرة العالم بشأنها، لتقيم تحالفاً واسعاً، ما كان بناؤه ممكنا لولا سلامة القرار الوطني، ولولا تماسك الجبهة الداخلية السعودية خلف قيادتها. أداء أوركسترالي رائع، للسياسة وللدبلوماسية ولدرع الوطن وجيشه، استطاعت معه السعودية أن تقود تحالفاً خليجياً اقليمياً ودولياً من أجل الدفاع عن صميم أمنها القومي، ضد تغوُّل قوى اقليمية طامعة في الهيمنة، على حساب نظام إقليمي عربي، بدا للبعض في لحظات مظلمة أنه يتآكل ويترنح ويوشك على السقوط الأخير. تابعت عملية تأهيل المسرح الدولي والإقليمي، لمشهد الضربات الجوية التي تقودها السعودية ضد معاقل الحوثيين الموالين لطهران في اليمن، بمزيج من الاعجاب والفخر، رأيت رئيس الدبلوماسية السعودية، وشيخ دبلوماسيي العالم الأمير سعود الفيصل، يحذر من عمل عسكري اذا واصل الحوثيون تقدمهم باتجاه عدن، وكنت أشفق من دقة الظرف، وصعوبة المهمة، وكذلك من أعباء القعود عن الوفاء بمقتضيات التحذير السعودي، اذا ما تجاهله الحوثيون وحلفاؤهم في المنطقة، لكن سرعة التحرك في توقيت "عبقري" ودقة الضربات بأداء أوركسترالي، وعظمة النتائج المباشرة لتلك الضربات، ثم ما تبعها من إجراءات لفرض حظر طيران شامل فوق اليمن، ، ثم لفرض حصار بحري على الموانىء اليمنية التي استباحتها ايران على مدى العامين الأخيرين، وهو عمل لا تطيقه سوى جيوش قوى كبرى، ثم تواكب ذلك مع تحرك سعودي في الأمم المتحدة، وبيان لسفير المملكة لدى واشنطن يشرح دوافع العمل العسكري بعد استنفاد كافة فرص التسوية او التهدئة مع الحوثيين وحلفائهم.. كل ذلك ما كان يمكن أن يتم لولا أن لدى هذا الوطن قدرات كامنة استنفرها، وخبرات متراكمة قام بتوظيفها، وشباب في مواقع المسؤولية، بث أداؤه في لحظات الخطر رسائل الطمأنينة للشعب السعودي كله أن وطنكم في أيدٍ أمينة، قوية، قادرة، وأن الجيل الذي حمل الراية في وزارة الدفاع أو في وزارة الداخلية وولاية ولاية العهد، قد عمدته الحرب، وصقله الصراع، بعدما تهيأ بالعلم. "عاصفة الحزم" رسالة ملك إلى العالم، ورسالة سلام الى الإقليم، اننا من موقع القوة قادرون على حماية أوطاننا والدفاع عن ترابنا الوطني وصيانة مكتسباتنا، وضمان مصالحنا الحيوية، وهى أيضا رسالة للدنيا، فالسعودية التي لم تسعَ للحرب وعملت على تجنبها، هى أيضا قادرة عليها، ومهيأة بإذن الله لكسبها، ولتحقيق غاياتها النبيلة من ورائها، لصالح استقرار اليمن الشقيق ورفاهية شعبه. " عاصفة الحزم" التي استطاع قائدها سلمان بن عبد العزيز، بناء تحالف إقليمي مدعوم دولياً لخوضها، هى أيضاً رسالة الى كل من يهمه الأمر في هذا الإقليم، أن النظام الإقليمي العربي قائم وقادر بإذن الله على استعادة زمام المبادرة في شأن مستقبل المنطقة وشعوبها، وهى رسالة الى القمة العربية التي تلتئم غداً في شرم الشيخ، بضرورة تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك، وبأهمية صياغة رؤية استراتيجية عربية لمستقبل الإقليم، تصون وحدة التراب الاقليمي لدوله العربية، وتدافع عن المصالح الحيوية للأمة العربية بفاعلية واقتدار. moneammostafa@gmail.com

مشاركة :