مصطفى عثمان: لولا «عاصفة الحزم» لتسلّم الحوثيون اليمن - محليات

  • 10/6/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

ثمن مندوب السودان الدائم في جنيف ومستشار رئيس السودان السابق الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل «الدور الكبير الذي يلعبه مجلس أمناء العلاقات العربية والدولية في الوقوف في وجه محاولات استهداف الوطن العربي واستقراره وكذلك دوره في القضايا السياسية العربية وقضايا الأمن القومي العربي ودعمها». وأضاف عثمان في حوار مع «الراي» على هامش مشاركته في الاجتماع السادس لمجلس أمناء العلاقات العربية والدولية الذي اختتم أعماله أمس ان المجلس يعتبرمنظمة مجتمع مدني وهو آلة ضاغطة إما لصناعة القرار أو إلغائه أو تعديله. ورأى ان «قانون (الجاستا) الذي أقره أخيراً الكونغرس الأميركي اجهاض للحصانة السيادية وانتهاك صارخ للقانون الدولي وإذا تم تنفيذه سيحدث فوضى قضائية وينعكس سلباً على العلاقات الدولية ولن تنجو منه لا أميركا ولا أي دولة أخرى». وقال إنه «لولا تدخل السعودية بقيادة عاصفة الحزم لتسلم الحوثيون اليمن فالمندوب الأممي كان في طريقه لتسليم اليمن للأطراف التي اختطفت الحكم من الشرعية» مشدداً على ضرورة ان يكون لدى العرب إرادة سياسية لمعالجة مشاكلهم بأنفسهم دون اللجوء إلى أي أطراف خارجية. وأكد مندوب السودان الدائم في جنيف ان «آراءه وأفكاره لم تتغير بتغير منصبه، مؤكداً أنه يطالب بضرورة وجود مشروع عربي موحد لمواجهة التحديات الحالية منذ ان كان على رأس الديبلوماسية في بلاده». مزيد من التفاصيل في سياق الحوار التالي...سؤالاً منا وجواباً منه: • كيف كانت مشاركتكم في الاجتماع السادس لمجلس أمناء العلاقات العربية والدولية ؟ - مجلس أمناء العلاقات العربية والدولية برئاسة الأخ محمد الصقر والذي تشرفت بتأسيسه يلعب كمنظمة أهلية دوراً كبيراً جداً في القضايا السياسية وقضايا الأمن القومي العربي ومن مهامه التفاعل مع المنظمات الشبيهة في مختلف أنحاء العالم وابراز الوجه والسياسة العربية ودعمها وكذلك الوقوف في وجه محاولات استهداف الوطن العربي واستقراره. • ما مدى فعالية قرارات هذا المجلس؟ - المجلس منظمة مجتمع مدني والتي تعتبر آلية ضاغطة إما لصناعة القرار وإما لالغائه أو لتعديله وهي تعبر عن وجه الأمة المشرق وتوجهاتها، وتطلع بمسؤولية نقل هذه التوجهات للشعوب الأخرى وكذلك للدفاع عن الأمن القومي للأمة ودراسة قضاياها بشكل عميق، فالمجلس يتشكل من نخب أمنية واقتصادية وسياسية وبالتالي يقدم المشورة والمقترحات لأصحاب القرار فنحن لسنا في مواجهة الحكومات وفي نفس الوقت لسنا منظمة حكومية. • ما أبرز انجازاتكم في المجلس؟ - المجلس تطرق حتى الآن للعديد من القضايا واهتم بها مثل قضية الأمن القومي العربي وقدم فيها بيانات وأفكار ورؤى للمسؤولين في الوطن العربي والمجلس أقام علاقات مع عدد من المؤسسات الشبيهة في روسيا والصين وتركيا والولايات المتحدة، فالمجلس يسعى للانفتاح العربي على افريقيا وآسيا وأوروبا، كما نهتم بتطورات الأوضاع في العالم العربي وتطورات الأحداث الدولية التي تنعكس سلباً أو ايجاباً على الوضع العربي • ماذا عن اقرار الكونغرس الأميركي قانون «الجاستا»؟ - هذا القانون يعتبر اجهاضاً للحصانة السيادية وانتهاكا صارخا للقانون الدولي وإذا تم تنفيذه سيحدث فوضى قضائية وسينعكس سلباً على العلاقات الدولية ولن تنجو منه لا أميركا ولا أي دولة أخرى. والمجلس أصدر بياناً عبر فيه بقوة عن رفضنا لهذا القانون، فالدولة ليست مسؤولة عن تصرفات أفرادها بحسب ما ينص عليه هذا القانون وهذا سيفتح المجال أمام دول تضررت من الممارسات التي قامت بها الولايات المتحدة ففي اليابان بدأ المتأثرون بأحداث القنبلة النووية في هيروشيما وناكازاكي وبعض من تأثروا في الحرب على العراق وأفغانستان بالتفكير في مقاضاة الولايات المتحدة وهذا قد يفتح مجالات كثيرة وبالتالي سيؤثر على الأمن القومي العربي وعلى سياسته واقتصاده وأمنه، وسيضع المجلس خطة لمواجهة أبعاد هذا القانون وشرح سلبياته، ومجلس أمناء العلاقات العربية والدولية يحضر حالياً لعقد مؤتمر جامع تشارك فيه النخب العربية لاحياء التضامن العربي والكرامة العربية والتماسك ومواجهة التحديات التي تواجهنا. • بعد انفصال جنوب السودان عن شماله كيف تقيم الأوضاع به؟ - الجنوب هو من سعى للانفصال عن السودان حيث كان يظن انه الحل لكن المسؤولون في الجنوب تأكدوا بعد الانفصال بأنه لم يكن حلاً فقد شهد الجنوب حربا أهلية قبلية طاحنة وأصبح عدد القتلى خلال السنوات التي تلت الانفصال في 2011 أضعاف من مات طيلة الحرب بين الشمال والجنوب ويحاول من خلال اتفاقية «الايجاد» ايقاف التدخلات الخارجية وادخال السلاح لبعض الاطراف في الجنوب، بالتزامن مع ضرورة وجود دور مكمل للمجتمع الدولي، وهذه رسالة لأولئك الذين يظنون ان تقسيم سورية أو العراق أو اليمن أو ليبيا سيأتي بالسلام. • هل هناك ما تود اضافته؟ - قال أحد الحكماء «ما حك جسمك الا ظفرك» فتولى انت جميع أمرك، فنحن أصبحنا ننظر للخارج لنعالج مشاكلنا ففي فلسطين ننظر للحل من أميركا وهم لن يأتوا بحل ما لم تكن لدينا رؤية لحل قضيتنا فالأصل في قضيتنا ان تبدأ في توحيد الصف الداخلي الفلسطيني وان يكونوا هم الأساس لأي حل فلسطيني لكن ان ينتظروا الحل من أميركا أو فرنسا أو روسيا فلن يحدث ذلك فمنذ أكثر من 30 عاماً والقضية تراوح مكانها والأرض تلتهم والشعب يشرد وهذا سيكون مصير سورية أيضاً وان تركنا الحل هناك لروسيا وأميركا فهم لديهم مصالحهم وكما قالت مندوبة الولايات المتحدة الأميركية في مجلس الأمن (لا تظنوا ان أميركا ستأتي بأبنائها لتقاتل نيابة عنكم في سورية) وهذا يحدث أيضاً في اليمن فقد كان لدينا مبادرة خليجية أحيت الأمل بامكانية معالجة ما يحدث هناك ولكن تم اختطاف المبادرة من مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لدى اليمن جمال بن عمر ولولا تدخل السعودية بقيادة عاصفة الحزم لتسلم الحوثيون اليمن فالمندوب الأممي كان في طريقه لتسليم اليمن للأطراف التي اختطفت الحكم من الشرعية وهذا ما يؤكد انه يجب ان تكون لنا ارادة سياسية لكي نعالج مشاكلنا بأنفسنا وحينها عندما يرى العالم الخارجي حرصنا على حل مشاكلنا بأنفسنا فسيعاونونا أما ان نترك لهم معالجة قضايانا فانهم سيعالجونها بما يتوافق مع مصالحهم.

مشاركة :