كل ما ظن البعض أن الرياضة ومنافساتها وتوتراتها ومنغصاتها والبحث عن مكاسب تتمثل بالفوز وتفادي الخسارة والاندفاع خلف المستديرة ولذة انتصاراتها وتفوق فريق على الآخر سيباعد بين (أهل هذه الرياضة الذين هم جزء كبير ومهم من أبناء الوطن) والاستجابة لما يحرضهم على اتساع دائرة الاختلاف من أجل الهزيمة في مباراة والتأثر بخطأ حكم والانفعال خلف تصريحات إداري محتقن وشرفي منزعج من فقدان النتيجة، جاءت المناسبات الكبرى التي تكشف المعدن الأصيل لأبناء هذا الوطن الكبير والالتفاف حول بعضهم نتيجة حبهم وعشقهم لتراب الحرمين وثقتهم التي لا تتزعزع تجاه قيادتهم، وتجديد الولاء، ويرسم أروع ملاحم الترابط والتماسك والاتحاد ضد مايعكر صفو أمن أرضهم، والرخاء والتقدم تحت لواء قيادة حكيمة وملك حازم ورجل يعد من أهم مصادر الوفاء لوطنه وشعبه والعرب والإسلام ككل. والذي يجعلنا نؤمن أن الوطن وأهله يتميزون بخصال تماسك ربما لا تتوفر لدى أي مجتمع آخر هو أن وسائل الاتصال السريع عبر شبكة التواصل الاجتماعي في (تويتر) كانت إلى ما قبل الساعة ال12 من منتصف ليلة أول من أمس في صراع ونقاشات وتحديات ومناكفات حول الرياضة والثقافة والأدب ومختلف القضايا المحلية والخارجية وتكاد أن تعلوا أصواتهم لو كانوا في مكان واحد، ومجرد أن أعلن الملك الحازم خادم الحرمين الشريفين بداية حملة "عاصفة الحزم" الموفقة بحول الله إلا والتف الجميع على قلب رجل واحد خلف قيادتهم مباركين موقفها ومساندين لها وداعمين لكل تواجهاتها في سبيل الاستجابة للنداء اليمني بإنقاذ الوضع هناك من الفئة الضالة التي لم تحترم أحدا، أو تتقيد بقوانين واتفاقيات، الكل كان يلهج بالدعاء والنصر المبين لصقور الجو ورجالنا البواسل وتوجيه النصائح والتأكيد بالوقوف صفا واحدا وعدم الانسياق لأي صوت يستهدف زعزعة أمن الوطن وينال من مكتسباته، فكان الموقف السعودي المشرق الذي جعلنا نشعر بالفخر والاعتزاز الكبيرين لأسباب عدة أهمها سلامة الموقف وقوة القرار وتأثيره الاستراتيجي وإعلان الموقف السعودي الصامد أمام أي تهديد يستهدف أمن الوطن وحياة الموطن، ثم الالتفافة التاريخية من الشعب الأمر الذي يجعلنا نشعر دائما أن هذا الوطن وقيادته وشعبه يسيران على قلب رجل واحد لا تؤثر فيهم الأزمات، ولاتهزهم المواقف الصعبة، فحفظ الله خادم الحرمين وأيده بنصره ووفق ولي العهد وولي ولي العهد ووزير الدفاع إلى طريق الخير وهزم الأشرار وأهل البغي وزادنا أمناً ورفعة وتقدما.
مشاركة :