التوابل المغربية في رمضان لوحة ألوان تزينها الرائحة الزكية

  • 5/22/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تؤكد فاطمة (35 سنة) لـ”العرب” -والتي كانت تنتظر من بائع التوابل أن يجمع لها توابل رأس الحانوت، التي هي خلطة سرية مكونة من سبعة أنواع من التوابل يجيد خلطها واختيار أنواع توابلها عدد قليل ممن توارثوا هذه المهنة عن ذوي الخبرة- أنها “لا تشتري توابل رمضان أو عيد الأضحى إلا من عطارات محددة، تقصدها في السويقة، فبعضها لديه خلطة غير التي تريدها، كما أن الأسعار في هذه العطارات لا تتغير بمجيء شهر رمضان أو عيد الأضحى”. وذكرت “أن بعض العطارات تغش في بيع التوابل بخلطها مع الدقيق لزيادة الوزن، أو عبر خلطها بشوائب ومواد غريبة وتوابل تالفة أو وضع صبغات عليها، لتبدو زاهية الألوان وجديدة، كالزعفران الحر، والفلفل الأحمر”. يقول بائع التوابل سي سعيد (28 سنة) عن سر خلطة توابل رأس الحانوت، إن “الخلطة مكونة من فليفلة حريفة (فلفل حار) وقرفة، وقرنفل، وجوز الطيب، وإبزار، وكركم، وحبة البركة، وبعض العطارات تضيف إليها الزنجبيل والحلبة، وبعض الأعشاب كالبقدونس والريحان”. وأضاف سعيد “لكل عطارة أوزان خاصة بها لنسب خلط هذه التوابل، فهي تستخدم في أنواع من الحريرة والدجاج المحمر، والشاورمة، والبسطيلة، واللحم المالح والحلو، والسمك النهري أو البحري، وصلصة مرقة اللحم أو الدجاج أو السمك، فلكل لون من الأطعمة نسبة خليط محددة به”. وذكَّر أخصائي التغذية هشام فنيش بأهمية اختيار توابل الطعام من مصادر وحوانيت تتابعها الجهات الرقابية، وألا يتم الشراء من بائعين جوالين أو بسطات عشوائية، وعلل هذا بقوله “لأن بعضها يتم خزنه لفترات طويلة مما يؤدي إلى نمو الكثير من البكتيريا المضرة فيها، فتعرض مستهلكها إلى التسمم، وكذلك بسبب ما تتعرض له من أكسدة في مركباتها الكيميائية بفعل أشعة الشمس، ولأنها مكشوفة ومعرضة للملوثات تتحول إلى مواد سمية، مما يهدد مستهلكها بأمراض المعدة والقولون والكبد والسرطانات، وخصوصا الزعتر، والكركم، والفلفل الأحمر والأسود، والكمون وغيرها. ويجب خزن هذه التوابل في أمكنة باردة وبعيدة عن أشعة الشمس، وغير معرضة للرياح أو للملوثات”. وأضاف فنيش “وللتوابل فوائد طبية كثيرة فهي تساعد في شفاء الكثير من الأمراض، فالقرنفل وجوزة الطيب يستخدمان كمهدئين ومخدرين، ويستخدم الثوم كمعالج لبعض الالتهابات، كما أن خلطات خاصة من القرفة والحبة السوداء والكمون تعالج بعض أمراض الجلد، وكذلك يستخدم الزعفران في الطب البديل لعلاج الأمراض الباطنية والبشرة، ويستخدم الكركم كمادة حافظة”.

مشاركة :