قال الدكتور محمد عبد اللطيف، أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بجامعة المنصورة ومساعد وزير الآثار السابق أن مسجد الأمير عبد القادر بالجزائر من المساجد المهمة،ويكشف وراءه عن تاريخ كبير للجزائر بلد المليون شهيد.وقال عبد اللطيف لموقع صدي البلد:الجزائر رمز الصمود والدفاع عن الشرف والكرامة،ورفض وجود الاحتلال على أراضيها مهما كان الثمن غاليًا،وبالفعل فقد كان غاليًا جدًا وهو مليون شهيد.وأشار إلي أن الجزائر ذلك البلد العربى المسلم لها تاريخ عريق ارتبط بموقعها الجغرافى،وقد بدأ دخول الإسلام إلى الجزائر عن طريق المسلم أبو المهاجر دينار،ثم من بعده على يد القائد العربى الشهير عقبة بن نافع.وظلت الجزائر منارة عالية من منارات الإسلام حتى فى ظل وجود الاحتلال الفرنسى الذى بدأ عام 1830م وقام بنزع أملاك الجزائريين بل أنهم سمحوا فى عام 1870م للمستوطنين الأوربيين بتوسيع نفوذهم إلى المناطق التى يسكنها الجزائريين إلا أن الشعب الجزائرى لم ييأس وكافح وناضل بكل قوة حتى إعلان استقلاله 5 يوليو 1962م.وقد كان من بين المجاهدين الجزائريين الأمير عبد القادر مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة،وقد ولد فى سنة 1807م وفى سنة 1827م صحب والده إلى الحج،فطاف معه عواصم الشرق وتعرف على كبار الشخصيات العلمية والدينية والسياسية،وتمت مبايعته من الجزائريين لقيادتهم فى النضال ضد الاحتلال الفرنسى بدءًا من عام 1833م.وقد ظل يكافح حتى توقف عن الجهاد عام 1848م،ولجأ إلى خارج الجزائر حيث وضع تحت الإقامة الجبرية فى فرنسا من عام 1848م إلى عام 1852م،حيث سافر إلى بورصة عاصمة العثمانيون الأولى سنة 1852م ثم انتقل إلى استنبول عام 1853م ومنها انتقل إلى دمشق وعاش فيها حتى وفاته فى عام 1883م.وقال أن المسجد الذى ينسب إلى الأمير عبد القادر يعتبر أكبر مسجد فى الجزائر،ويتسع لحوالى 15000 مصلى،بالإضافة إلى مساحة واسعة يمكن أن تضم آلاف أخرى،ويقع فى قلب مدينة قسنطينة عاصمة الشرق الجزائرى،ويضم كذلك جامعة العلوم الإسلامية،وهو يعتبر من أكبر المساجد فى شمال إفريقيا.كما يتميز بعلو مئذنتيه وارتفاع كل منهما 120 متر وارتفاع قبته 65 متر،ويتميز بهندسته المعمارية الرائعة ويعد إحدى التحف التى أبدعتها يد الإنسان المعاصر،وتجدر الإشارة إلى أن المهندس المصرى مصطفى موسى الذى يعد من كبار المهندسين العرب هو الذى قام بتصميم مسجد الأمير عبد القادر،وكذلك جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية.