حمى القش: أساطير وحقائق عن الحمى التي تشبه الإنفلونزا

  • 5/22/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

مصدر الصورةGetty Images يأتي الربيع ويبدأ الأنف في الرشح، ويشعر كثيرون بحساسية في الحلق لتؤثر أعراض ما يعرف بـ"حمى القش" على ما يتراوح بين 10 في المئة و30 في المئة من الناس. بي بي سي فحصت الأدلة المتوافرة لمعرفة المعلومات الصحيحة والمغلوطة فيما يتعلق بهذا الأمر. "حمى القش" لا علاقة لها بالقش الإجابة: صحيح! في مطلع القرن التاسع عشر، ساد اعتقاد بأن القش المقطوع حديثا هو السبب في تلك المشكلة، ومن ثم جاء اسم "حمى القش". واستمر هذا الاعتقاد إلى أن اكتشف طبيب بريطاني يدعى جيمس بوستوك كان يعاني من أعراض الحساسية كل صيف أن التعرض للقش ليس السبب. ووجد بوستوك أنه كان يتحسن حين يقصد المناطق الساحلية، لكنه أخطا حين ظن أن الأعراض التي يعاني منها ناجمة عن مرض معين يعاوده مع ارتفاع الحرارة كل صيف. وفي عام 1859 توصل عالم بريطاني يدعى تشارلز بلاكلي إلى وجود علاقة بين حبوب اللقاح وتلك الأعراض، وقيل إنه عطس عندما استنشق باقة من الزهور احتوت على عشب أخضر. وخلص بلاكلي إلى أن حبوب اللقاح هي المسؤولة، وخاصة الأنواع الدقيقة منها التي يحملها الهواء بسهولة. ومع ذلك، لم تتضح له الصورة بالكامل، إذ لم يكن العلماء قد أدركوا دور الجهاز المناعي في الإصابة بالحساسية، وبالتالي كان الافتراض السائد هو أن هناك سميات تحويها حبوب اللقاح وراء ظهور تلك الأعراض. واليوم، ندرك أن الجهاز المناعي لدى أشخاص بعينهم يتجاوب بشكل مبالغ فيه مع أنواع من حبوب اللقاح، إذ يتعامل الجسم مع تلك الحبوب وكأنها فيروسات، وبالتالي تظهر عليه كافة الأعراض المألوفة لحمى القش. لماذا لا نتذكر كثيرا من أحلامنا؟لوس أنجليس: هل هي المدينة الأمريكية الأكثر إبداعا؟مصدر الصورةGetty ImagesImage caption يعاني ما يصل إلى 30 في المئة من السكان من حمى القش مع زيادة حبوب اللقاح في الجو يتجاوز الشخص "حمى القش" مع تقدم العمر الإجابة: صحيح، أحيانا يفترض أن أعراض حمى القش تبدأ في الطفولة وتقل حتى تختفي مع تقدم العمر. وبالنسبة لنحو 50 في المئة من الأشخاص، تقل الأعراض مع تقدم السن، وتختفي كلية لدى 20 في المئة. وقد وجدت دراسة سويدية أن الأعراض تختفي على الأرجح مع بلوغ الخمسينيات من العمر. لكن بالنسبة لبقية الأشخاص تستمر الأعراض من عام لآخر مع موسم انتشار اللقاح في الجو. كما قد يحدث العكس، فالبعض لا يعاني في الطفولة ولا البلوغ من تلك الحمى، ثم تبدأ الأعراض في الظهور في الثلاثينيات والأربعينيات من عمرهم. ومع الأسف، يبدو أن حالات حمى القش في ازدياد في كثير من البقاع. تقل الأعراض بعد المطر الإجابة: صحيح، ولكن حسب كمية المطر ينتظر بعض المصابين هطول المطر على أمل أن يغسل الجو ويقي عيونهم وأنوفهم من حبوب اللقاح. وفي حالة المطر الخفيف إلى المتوسط يتحسن الوضع، لكن قد يؤدي هطول المطر بكثافة لآثار عكسية. فعندما تم تحليل بيانات التأمين الصحي في كوريا الجنوبية ومقارنتها بحالة الجو من يوم لآخر، وُجد أن أعدادا أكبر من المرضى زاروا الأطباء نتيجة معاناتهم من حساسية الأنف بعد هطول المطر بكثافة أو بعد الأعاصير. وقد وجد باحثون أمريكيون حللوا بيانات تتعلق بالجو ومستويات اللقاح خلال 14 عاما أن مستويات اللقاح انخفضت بعد هطول المطر بمنسوب أقل من عشرة سنتيمترات، لكنها ارتفعت حين زادت النسبة عن عشرة سنتيمترات. ويبدو أن الأمطار الغزيرة تثير حبوب اللقاح في الجو، خاصة إذا اقترنت برياح. مصدر الصورةGetty ImagesImage caption هل تقل حبوب اللقاح في الجو بعد هطول المطر؟ تسوء الأعراض خلال النهار الإجابة: ليس بالضرورة! ينصح الأطباء من يعانون من حمى القش بتجنب الخروج خلال النهار حين ترتفع مستويات اللقاح في الجو. لكن للأسف فإن الأمر ليس بهذه البساطة، إذ يعتمد ذلك على نوعية حبوب اللقاح المسببة للأعراض. وفي دراسة بعنوان "كابوس حبوب اللقاح: ارتفاع مستويات انتشارها جوا خلال الليل"، تم وضع أجهزة لالتقاط حبوب اللقاح الدقيقة على سطح أحد الأبنية في بولندا وجرى قياس مستويات خمسة أنواع مألوفة من اللقاح نهارا وليلا. وكانت النتيجة أن مستويات حبوب اللقاح الناتجة عن نباتات من فصيلة الشيح قلت فعلا خلال الليل عن النهار، لكن في حالة حبوب اللقاح الناتجة عن عشب الدمسيسة، كانت مستوياتها أعلى، بينما لم تختلف مستويات لقاح العشب المألوف، ولقاح نبات "جار الماء" كثيرا بين الليل والنهار. ومع ارتفاع درجات الحرارة نهارا يرتفع الهواء حاملا معه حبوب اللقاح. أما ليلا فيهبط اللقاح مجددا، وهو ما يزيد تركيزه قرب الأرض فتزداد الأعراض لدى البعض مع الفجر. وتعتمد المستويات في أوقات مختلفة من اليوم على مدى سهولة انتقال حبوب اللقاح في الهواء ونطاق انتشارها. وبالتالي، تعتمد الإجابة على المنطقة التي يعيش فيها الشخص وأي نوع من الأعشاب ينتشر في محيطها، وأي عشب يثير لقاحه حساسية البعض. مضادات الهيستامين المعالجة للحساسية تصيب بالنعاس الإجابة: صحيح، أحيانا قد تزيل العقاقير المضادة للهيستامين بعض الأعراض بتعطيل عمل الهيستامين الذي يفرزه الجسم حين يتعرض لأجسام غريبة تتمثل في بروتينات اللقاح فيظنها جرثومة عدوى. لكن المشكلة تتمثل في أن الأدوية القديمة المضادة للهيستامين تسبب النعاس. وفي الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، ظهرت مضادات جديدة للهيستامين لا تمر بسهولة عبر الحاجز الدموي الدماغي، وهو ما يقلل من عرض النعاس، أو يختفي العرض الجانبي كلية. مصدر الصورةGetty ImagesImage caption شاع أن العسل يقلل حدة أعراض حمى القش العسل يقلل حدة حمى القش الإجابة: العسل حلو المذاق، لكن الأدلة على نفعه لا تكفي! ينصح البعض بملعقة عسل لتخفيف متاعب حمى القش، لكن هل تفيد تلك النصيحة؟ لم يجر بحث كاف للتأكد من ذلك، لكن أجريت دراسة محدودة في الولايات المتحدة أعطي خلالها المشاركون إما العسل المبستر أو العسل غير المبستر أو بعض الشراب السكري بطعم العسل. ولم يُطلع المشاركون على حقيقة ما تناولوه وطُلب منهم الالتزام بملعقة كبيرة يوميا إلى جانب أي علاج لتخفيف الأعراض. لكن العسل، سواء المبستر أو غير المبستر، لم يقلل من حدة الأعراض. وتوصلت دراسة صغيرة في فنلندا إلى أن المداومة على العسل أحدثت فرقا طفيفا، بينما بدا أن إضافة لقاح شجر التامول للعسل ساهم في تخفيف الأعراض. ومع ذلك، يحذر القائمون على الدراسة من أخذ توصيات نهائية منها، كونها دراسة أولية فقط. يمكنك قراءة الموضوع الأصلي على موقع BBC Future

مشاركة :