أبرزت الصحف السودانية، الصادرة اليوم الأربعاء، بيان تجمع المهنيين، عن ترتيبات للإعلان عن «إضراب سياسي عام»، بعد تعثر المفاوضات مع المجلس العسكري الانتقالي، بشأن تسليم السلطة للمدنيين، وقال التجمع إنه يعمل على استكمال تلك الترتيبات من أجل تحديد ساعة الصفر، وإعلان العصيان المدني والإضراب العام بجداول معينة..وأوضح بيان تجمع المهنيين: انه سيفتح دفتر الحضور الثوري للإضراب السياسي العام، من أجل تمام الوصول للانتصار، وقال البيان: ما تزال نقطة الخلاف الأساسية عالقة بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري حول نسب التمثيل ورئاسة المجلس السيادي بين المدنيين والعسكريين، ونعمل من أجل الوصول لاتفاق عاجل ومرضٍ يلبي طموحات الشعب السوداني ويحقق أهداف ثورة ديسمبر المجيدة، وستواصل اللجان الفنية بين الطرفين أعمالها. خيارات المرحلة ونقلت الصحف عن عضو وفد التفاوض بقوى الحرية والتغيير، محمد ناجي الأصم، استعدادهم وجاهزيتهم لاستخدام خيار سلاح الإضراب والعصيان المدني حال عدم وصولهم مع المجلس العسكري لاتفاق بشأن تسليم السلطة لحكومة مدنية..وقال الأصم في تصريحات لصحيفة «آخر لحظة»، إنّ جميع الخيارات أمامهم متاحة، وعزا تعثر المفاوضات لتمسك الطرف الثاني برئاسة مجلس السيادة، بجانب تقليل نسبة المدنيين في المجلس وهي ذات المطالب التي رفعتها قوى الحرية والتغيير من اليوم الأول.ولفت إلى استمرار المباحثات بينهم والمجلس العسكري عبر اللجنة الفنية المشتركة المكونة من الجانبين.وأكّد استمرار الاعتصام ومواكب الحراك السلمي من خلال الاستمرار في وضع جداول زمنية للعمل الجماهيري. حميدتي يتوعد المضربين عن العمل وأشارت الصحف السودانية، إلى توعد نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي، الفريق محمد حمدان دقلو حميدتي، كل من يعتزم الاضراب في المؤسسات بأن لا مكان له في المؤسسة التي يعمل بها.. وقال حميدتي في مخاطبة تم بثها عبر تلفزيون السودان رداً على التلويح والتعبئة للإضراب العام للضغط على المجلس الإنتقالي: «أي زول يضرب عن العمل يمشي بيتهم طوالي وجاهزين بالبدلاء والحكاية ما زي زمان، أي زول أضرب يمشي بيتو على طول مايرجع تاني للمؤسسة الكان فيها، ولايمكن أن تكون ضد عمل إنساني، تترك مريض في عملية وتضرب عشان الناس ديل، هذا كلام عيب وغير صحيح. مضيفاً لانمنع حرية التعبير، وإذا حصلت أي حاجة تفاهموا بالحسنى»..وكانت قوى الحرية والتغيير، قد بدأت حملة عبر مواقع التواصل لتهيئة العاملين بالمؤسسات الحكومية والخاصة لإضراب عام، للضغط على المجلس العسكري، في حال عدم تحقيقها مطالبها على طاولة التفاوض. الفريق أول «قوش».. الحقيقة الغائبة وتناولت الصحف جانبا من شخصية الفريق أول صلاح عبد الله قوش، مدير جهاز الأمن والمخابرات السابق، بعد أن تصدر المشهد كمتهم تطارده النيابة بمزاعم (الثراء الحرام)..وذكرت صحيفة «السوداني»، إن المطالبات بملاحقة قوش انطلقت من ثلاث منصات بحسب المراقبين، الأولى من منصة إعلامية ومواقع إسفيرية خاصة بالإسلاميين الذين ظلوا طيلة الفترة التي تلت إسقاط النظام يتهمونه (بالخيانة) والعمل على تصفية التجربة الإسلامية.. والمنصة الثانية من الفريق طه عثمان – غريم قوش – ويحركها من وراء ستار للتضييق على قوش ووضعه قيد الإقامة الجبرية تمهيداً لسجنه ومحاكمته لاحقاً.. أما المنصة الثالثة فمن قبل قوى الثورة التي تطالب بتوقيف الرجل والتحقيق معه حول مقتل شهداء الثورة الذين سقطوا برصاص القوات النظامية والمليشيات، إبان التظاهرات.. ووصفت مصادر عدَّة في حديثها لـصحيفة (السوداني) العلاقة بين قوش والمنظومة السياسية للنظام السابق، بأنها كانت متوترة ويحيط بها التربص المتبادل، وأن العلاقة بين قوش والرئيس المخلوع عمر البشير شهدت في الأيام الأخيرة توتراً شديداً، بسبب ما قالت المصادر إنها لتقارير من جهة “ما” تحدثت عن علاقة وطيدة بين الفريق قوش وقائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو، بجانب اتصالات قوش بتجمع المهنيين السودانيين والشخصية الأبرز فيه د. محمد يوسف أحمد المصطفى، فضلاً عن اتصالات أجراها قوش مع قيادات الحزب الشيوعي، والمؤتمر السوداني والبعث وحزب الأمة القومي.. وقال المحلل العسكري، د. محمد إلياس، المقرب من المؤسسة العسكرية، للصحيفة، إن الرئيس المخلوع عمر البشير، طلب من الفريق قوش فض الاعتصام بالقوة، غير أن قوش تصدى لطلبه بحزم ورفض شديد لما سيترتب على ذلك من أحداث كارثية ستعصف بالبلاد وتمزق وحدة أبنائهان وخرج قوش من مكتب البشير وهو أكثر قناعة بضرورة إزاحة البشير ونظامه عن السلطة، خاصة بعد اشتباك لفظي وقع بينه وأحمد هارون الذي كان مصراً على تنفيذ القرار الأمر الذي دفع قوش لإنذاره بعدم تدخل أي جهة مدنية أو كتائب مليشيات مسلحة لفض الاعتصام. وقال الياس إن قوش أخطر هارون بأنه حال أقدموا على فض الاعتصام فإن جميع القوات النظامية ستواجههم بالردع المسلح. الحزب الشيوعي يغرد خارج السرب وتساءلت الصحف:هل يغرد الحزب الشيوعي خارج السرب؟ في أعقاب بيان أصدره الحزب قبل انتهاء جولة التفاوض أمس الأول بساعات، وأوضح فيه أنه على موقفه المبدئي من حصول الأغلبية والرئاسة المدنية في مجلس السيادة للقوى المدنية، ولن يقبل بأي تراجع عن الموقف الذي تدعمه جماهير شعبنا، التي قدمت التضحيات الجسام خلال الثلاثين سنة الماضية وفي ثورة ديسمبر 2018 وفي اعتصامها في العاصمة والأقاليم، وأنهم على ثقة بأن جماهير الشعب سوف تواصل نضالها من أجل الحكم المدني ووقف الحلقة الشريرة من الانقلابات العسكرية بتصعيد الاعتصامات في العاصمة والأقاليم.. وقال المحلل السياسي، أسامة عبدالماجد، لـصحيفة (السوداني)، إن موقف الحزب الشيوعي جزء من التكتيك السياسي في إدارة التفاوض مع المجلس العسكري، ويرى عبدالماجد، أن لدى الشيوعي تخوفات شديدة من الدولة العميقة لأنه يرى أن الحركة الإسلامية اخترقت المؤسسات العسكرية والتنظيمية منذ سنوات طويلة. تنفيذ وقفات احتجاجية تمهيدًا للإضراب الشامل ونشرت الصحف السودانية، تقارير وتحليلات سياسية ومتابعات وأخبار مهمة، في صدر صفحاتها الأولى، تحت عناوين : المجلس العسكري يطلب مهلة 48 ساعة للتشاور حول مقترح لقوى الحرية و التغيير..مقترح جديد لتقريب وجهات النظر بشأن مجلس السيادة بالسودان يمنح الرئاسة للعسكريين..«تجمع المهنيين» يرتب للعصيان والإضراب السياسي..«الترويكا» تحذر من نتائج لا تؤدي لحكم مدني بالسودان..مطالب بإقالة مدير الأمن على خلفية تفتيش منزل قوش..«قوى التغيير» تتبنى موقفا جديدًا واستئناف المفاوضات غدًا.. ضبط شبكة بزي عسكري تستعد لتنفيذ مهام خاصة..تنفيذ وقفات احتجاجية تمهيدًا للإضراب الشامل.. حميدتي: «أي زول يضرب عن العمل يمشي بيته وما يرجع».
مشاركة :