للمرة الأولى منذ عقود تتزامن رحلة الحج لكنيس "الغريبة" جربة التونسية مع رمضان. وينتظر وصول 8000 آلاف شخص من فرنسا وإسرائيل وروسيا وبريطانيا وغيرها لأداء مراسم الحج إلى الغريبة، الذي تراجع عدد زواره بعد تعرضه لاعتداءين. من طقوس الحج لكنيسة الغريبة في جربة (أرشيف) بدأ مئات من اليهود من أنحاء العالم يتوافدون على كنيس "الغريبة" الذي يعود الى أكثر من 1500 عام وهو الأقدم في أفريقيا، بـ "جربة"، في موسم سنوي يشهد مظاهر احتفالية في الجزيرة الواقعة في جنوب شرق تونس. وتتزامن الزيارة، التي تستغرق يومين هذه السنة مع شهر رمضان، للمرة الأولى منذ العام 1978، وقد برمج المنظمون مائدة افطار جماعية بهذه المناسبة. وشددت السلطات الأمنية في تونس من إجراءاتها في الجزيرة قبل انطلاق احتفالات كنيس الغريبة وأحاطت وحدات أمنية وعسكرية بالجزيرة، فيما شوهدت دوريات مشتركة ومدرعات تجوب الشوارع الرئيسية. وفرضت الشرطة إجراءات تفتيش دقيقة عند مدخل الجزيرة وفي كنيس الغريبة. طقوس الحج إلى الغريبة ووصل صباح الأربعاء (22 أيار/ مايو 2019) المئات للصلاة في الكنيس وأشعلوا الشموع وكتبوا أمانيهم على البيض وسط تعالي الزغاريد، بينما فضل آخرون تناول شراب "البوخا" المستخرج من ثمرة التين. وقام رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد بزيارة الأربعاء "للغريبة" بصحبة وزير السياحة التونسي رونيه طرابلسي، أول وزير يهودي يشغل المنصب منذ الاستقلال وقيام الجمهورية. وقال رئيس الوزراء إن "ثقافة التسامح والانفتاح على الآخر تضمن القدرة على تنمية روح المواطنة والديمقراطية وتقوية العلاقات الاجتماعية بين الافراد والمجموعات وتعزز الشعور بالانتماء الى هذا الوطن العزيز". وتقترن زيارة الغريبة بإحياء طقوس الاحتفال الديني اليوم الأربعاء وتستمر حتى غدٍ الخميس لكن الاحتفالات بشكل عام تتواصل حتى نهاية الأسبوع. وتتضمن الطقوس إيقاد الشموع وطلب البركة من الحاخام فيما تكتب النسوة الأماني على البيض ومن ثم وضعه في قبو بالمعبد. كما تتضمن الاحتفالات طقوسا أخرى كاحتساء نبيذ "البوخا" التقليدي والغناء والقيام بـ"الخرجة" إلى الساحة الأمامية للمعبد. ويعد موسم الحج إلى كنيس الغريبة، مقدمة لموسم الذروة للقطاع السياحي الصيفي في جزيرة جربة كما في باقي المنتجعات السياحية في تونس. كنيس الغريبة في جربة التونسية عودة الزائرين بعد تراجع طويل وينظم اليهود التونسيون مراسم الحج للغريبة سنويا، ويقدر عدد أفراد الطائفة اليهودية في تونس اليوم بنحو 2000 شخص وغالبيتهم سكان جزيرة جربة وتونس العاصمة، وكان عددهم يناهز مائة ألف قبل استقلال تونس عام 1956، حيث هاجر أغلبهم نحو أوروبا وإسرائيل مع اندلاع الحروب العربية الإسرائيلية. وينتظر أن يشارك هذا العام حوالي ثمانية آلاف زائر من الحجيج اليهود من أنحاء العالم، لأول مرة منذ أحداث الثورة عام 2011. وسيصل هؤلاء من فرنسا وإسرائيل وروسيا وبريطانيا وغيرها. وكانت الهجمات الإرهابية، التي هزت تونس تركت أثرها من حيث الاقبال على هذه الزيارة في السنوات القليلة الماضية. وكان كنيس "الغريبة" تعرض لاعتداءين الأول عام 1985 والثاني في نيسان/ أبريل 2002، وهو أحد أكثر الهجمات الإرهابية دموية في تونس إذ أوقع هجوم استخدم فيه متشددون موالون لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي صهريجا محملا بالوقود، 21 قتيلا من بينهم 14 سائحاً ألمانيا. ص.ش/أ.ح (أ ف ب، د ب أ)
مشاركة :