تراجع احتمالات حرب شاملة بين إيران والولايات المتحدة

  • 5/22/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بدا أن طبول الحرب، التي كانت تقرع على مدى أيام، قد توقفت، رغم أن زوال التوتر في المنطقة لا يزال يحتاج إلى مبادرات تبعد احتمال الحرب بشكل نهائي. تراجعت أمس احتمالات وقوع حرب شاملة بين إيران والولايات المتحدة إلى حدها الأدنى منذ أيام، عقب تصريحات لوزير الدفاع الأميركي بالوكالة باتريك شاناهان، أعقبت إفادة قدمها للكونغرس حول التطورات، وكذلك تصريحات إيرانية جازمة بعدم نيتها شن اعتداء مباشر أو عبر وكلاء على الولايات المتحدة. وقال شاناهان، بعد جلسة إحاطة مغلقة للنواب حول التوترات المتصاعدة مع إيران، إن الولايات المتحدة لا تسعى إلى خوض حرب ضد إيران، مضيفا أن تعزيز الوجود العسكري في الشرق الأوسط كان يستهدف الردع. وأكد شاناهان جازما: "لسنا على وشك الذهاب إلى حرب لقد قمنا بردع هجمات من خلال إعادة تهيئة أصولنا"، مضيفا: "نحن في فترة لا تزال فيها المخاطر مرتفعة، وتقتضي مهمتنا التأكد ألا يخطئ الإيرانيون في الحسابات". وأكد الوزير بالوكالة جدية المعلومات الاستخبارية، التي استندت إليها الإدارة الأميركية لتبرير إرسال حاملة طائرات وقاذفات "بي 52" وبارجة وبطارية صواريخ باتريوت، من أجل التصدي لتهديدات إيرانية محتملة. وقال الوزير الأميركي: "لقد تحدثنا عن تهديدات ووقعت هجمات"، في إشارة إلى "الأعمال التخريبية" ضد 4 سفن سعودية وإماراتية ونرويجية في المياه الإقليمية الإماراتية قبالة ميناء الفجيرة. وتابع: "ما أريده هو تأكيد موثوقية المعلومات"، مشيرا إلى أن "إجراءاتنا كانت حذرة جدا، وقد تمكنا من درء مخاطر وقوع هجمات ضد أميركيين". وعن تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترامب خفف فيها من وقع التهديد الوشيك الذي قد تشكله إيران قال شاناهان: "هناك خطر ونحن نتولى التعامل معه"، متابعا: "لا يعني ذلك أن التهديدات التي حددناها قد زالت. أعتقد أن ردنا الحذر قد أعطى الإيرانيين الوقت للتفكير". ويبدو أن كبار مسؤولي الإدارة الأميركية أخذوا يخففون من حدة لهجتهم بعد أسابيع من التهديدات لإيران. وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أمس الأول إن الولايات المتحدة لم تتوصل إلى "استنتاج نهائي" يمكن عرضه علنا حول اعتداءات الفجيرة، مضيفا: "الأهم هو أننا سنواصل اتخاذ إجراءات لحماية المصالح الأميركية، والعمل لردع إيران عن السلوك السيئ في المنطقة، والذي يهدد بحق بتصعيد الوضع بحيث ترتفع أسعار النفط". والمح بومبيو إلى أن واشنطن قد تؤيد التفاوض مع طهران حول الافراج عن سجناء، وهو ما اقترحه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف خلال زيارته لنيويورك قبل جولة التصعيد الحالية. وقال الوزير الاميركي إن هناك "تلميحاً فقط" بأن إيران تتحرك باتجاه الافراج عن المواطنين الأميركيين السجناء، لكن من دون الكشف عن تفاصيل، مضيفا: "مجرد إجراء صغير لبناء الثقة هو أمر جيد، ولذلك إذا أفرجوا عن هؤلاء الأميركيين المحتجزين ظلما فإن ذلك سيكون أمرا جيدا". فلاحت بيشه من ناحيته، أكد رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني فلاحت بيشة أن إيران لن تخوض "تحت أي ظرف من الظروف" حربا مع الولايات المتحدة، لا مباشرة ولا بالوكالة. ونقلت عن فلاحت بيشه قوله "لن ندخل الحرب تحت أي ظرف من الظروف"، مضيفا: "لا يمكن لأي جماعة أن تعلن أنها تدخل في حرب بالوكالة عن إيران". وأعرب المسؤول الإيراني عن رفض بلاده اتهامات شركة التأمين النرويجية لطهران بالمسؤولية عن تفجيرات الفجيرة، مشيرا إلى أن بعض اللاعبين في المنطقة يسعون إلى زعزعة أمن الخليج الهش لتحقيق مصالحهم، موضحا أن طهران بانتظار إعلان نتائج التحقيقات. وجدد فلاحت بيشه التزام إيران بمعادلة "لا حرب ولا تفاوض"، التي وضعها المرشد الأعلى علي خامنئي، مطالبا مسؤولي البلاد بـ "التحرك لإدارة الأزمات". وأتت تصريحات بيشه لتتوافق مع ما أدلى به، أمس الأول، وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، الذي قال في مقابلة مع شبكة CNN الأميركية: "ليس من مصلحة إيران التصعيد. قلنا بوضوح شديد إننا لن نكون من يبدأ بالتصعيد، لكننا سندافع عن أنفسنا". وأضاف: "ستكون هناك تداعيات مؤلمة بالنسبة للجميع، إذا حصل تصعيد ضد إيران، هذا أمر مؤكد". بوارج وفيديو في غضون ذلك، أعلنت وكالة "فارس" المقربة من الحرس الثوري، أمس، أن الجيش الإيراني يستعد لإرسال قطع من الأسطول الحربي رقم 62 إلى المياه الدولية، خلال الأيام المقبلة. وذكرت أن الأسطول كان قد أنجز مهمات لحماية السفن التجارية وناقلات النفط الإيرانية إلى مياه خليج عدن. في المقابل، نشر فريق التواصل التابع لوزارة الخارجية الأميركية، مقطع فيديو لعمليات مشتركة للقوات البحرية الأميركية الموجودة في منطقة عمل الأسطول الخامس، تتقدمها حاملة الطائرات، ابراهام لنكولن. وقال فريق التواصل في تعليق على مقطع الفيديو الذي نشره: "حاملة الطائرات الأميركية ابراهام لینكولن وقوة المهام القاصفة وسفينة الهجوم البرمائية كيرساج تنفذ عمليات مشتركة في بحر العرب من أجل زيادة القدرة القتالية والاستعداد البحري، ولردع الأعمال المزعزعة للاستقرار التي تهدد قوات ومصالح الولايات المتحدة في المنطقة". السعودية وفي الرياض، أعلن مجلس الوزراء السعودي عقب جلسة برئاسة الملك سلمان بن عبدالعزيز، مساء أمس الأول أن المملكة تسعى إلى السلام في المنطقة، وأنها ستفعل ما في وسعها لمنع نشوب أي حرب. وأكد المجلس "حرص المملكة على كل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة من خلال دعوة خادم الحرمين الشريفين لأشقائه قادة دول مجلس التعاون ل وقادة الدول العربية لعقد قمتين خليجية وعربية طارئتين في مكة المكرمة نهاية مايو الجاري". وشدد المجلس في بيان على "أهمية القمتين الطارئتين للتشاور بين قادة دول مجلس التعاون والدول العربية، وبحث تصرفات النظام الايراني ووكلائه والعمليات الإرهابية والتخريبية، وتداعياتها الخطيرة على السلم والأمن الإقليمي والدولي وعلى إمدادات واستقرار أسواق النفط العالمية". وقال وزير الإعلام السعودي تركي الشبانة، في البيان، إن مجلس الوزراء اطلع على جملة من التقارير عن تطورات الأوضاع على الصعيدين الإقليمي والدولي ومختلف الجهود بشأنها. وجدد في هذا السياق "تأكيد المملكة على السلام في المنطقة، والتي لا تسعى إلى غيره، وستفعل ما في وسعها لمنع قيام أي حرب، مشيرا إلى أن يد السعودية ممتدة دائما للسلم وتسعى إلى تحقيقه، وترى أن من حق شعوب المنطقة بما فيها الشعب الإيراني أن تعيش في أمن واستقرار، وأن تنصرف إلى تحقيق التنمية". وطالب الشبانة المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته بـ "اتخاذ موقف حازم من النظام الإيراني لإيقافه عند حده، ومنعه من نشر الدمار والفوضى في العالم أجمع، وأن يبتعد ووكلاؤه عن التهور والتصرفات الخرقاء، وتجنيب المنطقة المخاطر، وألا يدفعها إلى ما لا تحمد عقباه". وأعرب المجلس عن أمل المملكة وتطلعها أن تحقق الدورة الـ14 للقمة الإسلامية العادية لمنظمة التعاون الإسلامي التي تستضيفها المملكة في 31 الجاري تحت شعار (قمة مكة... يداً بيد نحو المستقبل) موقفا موحدا تجاه مختلف القضايا والأحداث الجارية في العالم الإسلامي.

مشاركة :