رصدت شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية، احتمالات الحرب بين إسرائيل وإيران، على خلفية الضربات الأخيرة التي نفذتها الدولة العبرية على مواقع إيرانية في سوريا، ردًّا على ما قالت إنه هجوم صاروخي أطلقته الجمهورية الإسلامية. ونقلت الشبكة -في تقرير ترجمته "عاجل"- عن أحمد مجيدار مدير مشروع Iran Observed Project في معهد الشرق الأوسط؛ قوله: "في حين أن الطرفين لا يريدان حربًا شاملة، فإن سوء التقدير والإفراط في التصرف، قد يؤديان إلى وضع أخطر يؤدي إلى نشوب حرب أوسع بين العدوين اللدودين؛ ما يدفع منطقة الشام نحو مزيد من الفوضى وعدم الاستقرار". ومضت الشبكة تقول: "توقع محللون مزيدًا من التصعيد عقب انسحاب الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق النووي الإيراني؛ الأمر الذي سيعيد فرض العقوبات الأمريكية على طهران. من المحتمل أن تكون هذه الخطوة قد مكنت المتشددين في الجمهورية الإسلامية، وأزالت حوافز ضبط النفس ضد المصالح الإسرائيلية والأمريكية في المنطقة". ونقلت عن "ريان تيرنر" كبير محللي المخاطر في مجموعة "بي جي آي"، قوله: "هذه الغارات، التي لم يتم الرد عليها بشكل كبير خلال عام 2018، من المرجح أن تثير ردًّا مباشرًا بعد قرار ترامب الخروج من الاتفاق النووي". واتفق معه في الرأي "بهنام بن تاليبلو" -وهو باحث في مؤسسة أبحاث الدفاع عن الديمقراطيات، التي تتخذ من واشنطن مقرًّا لها- واصفًا الهجوم الصاروخي الإيراني بأنه تصعيد ملحوظ من جانب إيران، فضلًا عن أنه مؤشر على نمو التسامح مع المخاطر في المسرح السوري. وقال تيرنر: "يجب أن نكون مستعدين لضربات جوية مستمرة وتبادل لإطلاق النار على طول الحدود"، موضحًا أن الإرهابيين والهجمات الإلكترونية التي تستهدف المصالح الإسرائيلية، لا يمكن استبعادها. وفي غضون ذلك، فإن إسرائيل ستصعد -على الأرجح- حملتها الجوية ضد الأهداف الإيرانية. واتفق معه السفير الأمريكي السابق "جيمس دوبينز" -وهو زميل بارز في مؤسسة "راند"- قائلًا إن الحرب الشاملة لا تزال أقل احتمالًا. وتابع بقوله: "من المرجح أن تواصل إيران وإسرائيل الصدام في سوريا. يبدو أن الضربات من إسرائيل ضد إيران أو العكس هي أقل احتمالًا، رغم أنها ممكنة إذا أصبح الصراع المحلي أكثر كثافة". وفي الوقت الذي لا تزال فيه إمكانية اندلاع حرب شاملة مطروحةً، يرى معظم المحللين الإقليميين أن الصراع مستمر في شكل مناوشات محدودة، وهو ما تراه شركة الاستشارات Eurasia Group محتملًا بنسبة 65%. ويرجع ذلك بنسبة كبيرة إلى إدراك إيران ضعفها عن الانتقام الشديد من إسرائيل أو الولايات المتحدة. وتضع مجموعة "أوراسيا" احتمال وقوع صراع رئيسي بنسبة 35%؛ حيث تتسبب الهجمات الإيرانية المتصاعدة في ضربات جوية إسرائيلية مطولة في محاولة لتوجيه ضربة قاضية إلى وجود إيران. وقالت "أوراسيا": "قد تطلق إيران صواريخ متوسطة المدى على إسرائيل، أو تهاجم مواقع عسكرية على طول حدود الجولان بقوات خاصة. ولتأمين المنطقة الحدودية، قد تحكم إسرائيل السيطرة الفعلية على المناطق المتمردة في مرتفعات الجولان السورية عبر القوة الجوية والقوات البرية المحدودة". ومضت الشبكة الأمريكية تقول: "في حين أن الحرب الشاملة ستكون مكلفة للغاية للجانبين، وتزعزع الاستقرار في المنطقة، فإن أهداف الخصمين غير ممكنة.. إيران مصممة على إقامة وجود استراتيجي دائم في سوريا، وهو ما يعتبر لعنة على إسرائيل". وقال "بن تاليبلو": "إنه سؤال مفتوح عما إذا كانت قوة (فيلق القدس) التابعة للحرس الثوري الإيراني ستستمر في استهداف إسرائيل مباشرةً، وإذا كان هذا يشكل حالة طبيعية جديدة في سوريا".
مشاركة :