دعت الولايات المتحدة يوم الأربعاء إلى وقف إطلاق النار مجددا في سوريا بينما احتدمت الاشتباكات بين أطراف متنافسة في شمال غرب البلاد، حيث شنت الحكومة هجوما على آخر معقل كبير للمعارضة. وبدأ الرئيس بشار الأسد هجومه أواخر الشهر الماضي قائلا إن المعارضة انتهكت وقفا لإطلاق النار، مما أسفر عن نزوح عدد كبير من المدنيين الذين فروا من القصف الذي استهدف إدلب وعددا من المناطق المجاورة لها. وقالت واشنطن إنها ترى دلائل على أن الأسد استخدم غازا ساما في أحدث هجوم. وينفى الأسد مثل هذه المزاعم منذ بدء الحرب. وقال الممثل الأمريكي الخاص بسوريا جيمس جيفري “ما نحتاجه حقا في إدلب وباقي أنحاء البلاد هو وقف إطلاق النار”. وأضاف أمام لجنة بمجلس النواب “لذلك فنحن نشارك بشكل كبير في محاولة لوقف هذا”. بيد أن وسائل إعلام سورية رسمية والمعارضة والمرصد السوري لحقوق الإنسان قالوا إن القتال استعر اليوم الأربعاء مع سعي المعارضة لصد تقدم الجيش في مواجهة قصف عنيف. ونزح نحو 180 ألف شخص بسبب الضربات الجوية والقصف والقتال المستمر منذ أسابيع، مما أثار مخاوف من كارثة إنسانية جديدة. وعبر كثير من النازحين الذين يعيشون في خيام على الحدود التركية عن غضبهم وإحباطهم لأن تركيا لم تبذل جهدا أكبر لمساعدتهم. وقال أبو عبد الله، وهو واحد من آلاف النازحين السوريين، “يا أخي نظل تحت القصف، تحت الشجر هيك، صار لنا سبع سنين قصف وضرب”. * معارك أرسلت المعارضة المسلحة المدعومة من تركيا تعزيزات يوم السبت إلى خطوط المواجهة في معقلها الذي تسيطر عليه هيئة تحرير الشام المتشددة. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا أن شمال غرب سوريا الذي تسيطر عليه المعارضة تعرض اليوم الأربعاء لمئة ضربة جوية على الأقل. وأوردت وسائل الإعلام السورية الرسمية أن الجيش صد هجوما كبيرا من فصائل المعارضة في مناطق عدة، مما أسفر عن مقتل عدد كبير منهم. وقالت المعارضة إنها سيطرت مجددا على بلدة كفر نبودة الصغيرة التي كانت الحكومة أعلنت هذا الشهر استعادة السيطرة عليها. وقال النقيب ناجي مصطفى المتحدث باسم الجبهة الوطنية للتحرير المدعومة من تركيا “هناك عدد كبير من القتلى لقوات الاسد … هناك العديد من الجثث لا تزال ملقاة في الاراضي داخل المدينة”. ويحصل الأسد على دعم من طهران وموسكو في هذه الحرب المستمرة منذ ثمانية أعوام. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الجيش السوري صد اليوم الأربعاء ثلاث هجمات كبرى نفذها 500 مقاتل كانوا على متن سبع دبابات ونحو 30 شاحنة محملة بالمدافع الرشاشة. وجرى التوصل إلى هدنة في شمال غرب سوريا العام الماضي بموجب اتفاق روسي تركي استهدف الحيلولة دون هجوم واسع النطاق للقوات الحكومية. لكن روسيا عبرت عن إحباطها الشديد مما قالت إنها انتهاكات لهذا الاتفاق. وأقام الجيش التركي مواقع على امتداد خط المواجهة العام الماضي لمراقبة مدى الالتزام بهذا الاتفاق. وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أمس الثلاثاء إن بلاده لن تخلي تلك المواقع رغم ما أفادت به تقارير في وسائل الإعلام التركية الرسمية من أن الجيش السوري نفذ هجمات قرب أحد هذه المواقع. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الثلاثاء إنها ترى دلائل على أن الحكومة السورية ربما شنت هجمات بأسلحة كيماوية، بما فيها هجوم مزعوم بغاز الكلور في شمال غرب سوريا يوم الأحد. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إنه يجب النظر في هذه المزاعم الجديدة. وقال مصطفى إن الجيش استخدم غاز الكلور عند قصف كباني عند خط المواجهة بمنطقة جبلية في شمال غرب الجيب الذي تسيطر عليه المعارضة، مما تسبب في أعراض اختناق بين بعض المقاتلين الذين عولجوا في مستشفى ميداني. بيد أنه قال إنه لم يتسن توثيق الحالات بشكل مناسب بسبب شدة القصف. وقالت إيطاليا يوم الأربعاء إنه تم إطلاق سراح رجل إيطالي ظل مسجونا في سوريا لنحو ثلاث سنوات.
مشاركة :