«هل يمكنك أن تأخذ بيب معك في سيارتك إلى مقر إقامته في وسط المدينة؟ نحن لا نستطيع مساعدته للخروج من الزحام الجماهيري في هذه الاحتفالية»، هذه هي الكلمات التي قالها رجال الأمن لمشجع لفريق مان سيتي، كان يتأهب للتحرك بسيارته عقب نهاية احتفالية البلو مون مع أكثر من 100 ألف مشجع، بالثلاثية التاريخية في شوارع مدينة مانشستر. وعلى الفور استجاب المشجع، الذي يدعى مارك هيلتون، بل إنه رحب بهذه المهمة بسعادة غامرة، وكان الرد السريع منه: «آخذه معي في سيارتي؟ أنا أستطيع أن أحمله فوق كتفي حتى مقر إقامته»، وهي كلمات تؤكد شعور المشجع بالسعادة الغامرة، فقد أتيحت له الفرصة أخيراً للحديث مع المدرب الأسطوري لمان سيتي، والتقاط بعض الصور معه، بل إن المشجع أصبح نجماً بالصدفة، فقد انتشرت صوره في مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية، بل إن قنوات تلفزيونية حرصت على الحديث معه. المشجع الذي أصبح نجماً هو الذي أنقذ جوارديولا من الزحام الجماهيري، والمفارقة أن المدرب الإسباني كان يريد أن يمشي على قدميه وصولاً لمكان إقامته، إلا أن رجال الأمن رفضوا هذا الأمر بصورة قاطعة خوفاً عليه، باعتباره الشخصية الأكثر شهرة بين الملايين الذين يقطنون في مدينة مانشستر في الوقت الراهن. وبالعودة إلى الاحتفالات فقد يشعر البعض بالدهشة حينما يشاهد الصور ولقطات الفيديو القادمة من مدينة مانشستر، والتي ترصد احتفالات مان سيتي مع أكثر من 100 ألف من جماهيره في شوارع مدينة مانشستر بالثلاثية التاريخية، إلا أن البعض الآخر ممن يدركون أن مان سيتي أكثر شعبية داخل المدينة من الجار الكبير مان يونايتد لن يشعروا بالدهشة من هذه المشاهد، وجاءت الاحتفالات بالثلاثية التاريخية التي حققها الفريق بالحصول على الدوري وكأس إنجلترا وكأس الرابطة، لتجعل مدينة مانشستر تسبح في أمواج الفرح الأزرق، أو بالأحرى الفرح السماوي، وتحمل هذه الاحتفالات، بصخبها والآلاف ممن شاركوا فيها، مؤشراً جديداً على شعبية السيتي في مدينته. مدينة مانشستر، أو مانشستر سيتي، لا فارق بين اسم المدينة واسم النادي الذي يمثلها، وعلى الرغم من الشعبية الكبيرة والتاريخ الحافل بالإنجازات لمان يونايتد، إلا أن السيتي هو نادي المدينة الأول، سواء ما يتعلق بالاسم أو الهوية أو القاعدة الجماهيرية، وتحديداً داخل مدينة مانشستر، في حين ترتفع شعبية اليونايتد أكثر إذا أخذنا في الاعتبار «مانشستر الكبرى» أي مدينة مانشستر وجميع المدن والأحياء الخارجية التي تنتمي إليها، ويطلق عشاق السيتي على أنفسهم لقب «المواطنون»، أي أهل مدينة مانشستر من السكان الأصليين. كما أن سباق الشعبية على المستوى العالمي يتحرك بقوة في الآونة الأخيرة، بفعل البطولات التي يحصدها البلو مون، فقد حصل على 12 بطولة في عهد أبوظبي، منها 4 بطولات للدوري، مقابل 3 بطولات لليونايتد، صحيح أن الشياطين الحمر من بين الأكثر شعبية على المستوى العالمي، إلا أن إنجازات السيتي في السنوات الأخيرة، وكرة القدم الجذابة التي يقدمها، وكثرة النجوم أصحاب المواهب والقدرات الخاصة ترفع من شعبيته بصورة لافتة على المستوى العالمي في الآونة الأخيرة، ومن بين هذه المؤشرات أن منصات السوشيال ميديا للنادي تجاوز عدد من يتابعونها حاجز الـ65 مليون مشجع. موكب النصر، أو موج الفرح الأزرق لم يكن مجرد احتفالية عادية، بل هو مؤشر جديد على أن مدينة مانشستر احتفظت بتألقها الكروي، ولم يكن تراجع مان يونايتد سبباً في خروجها من سباق التنافس مع العاصمة لندن على الزعامة الكروية في إنجلترا، ففي الوقت الذي تراجع يونايتد بقوة، ظهر السيتي ليحمل كبرياء المدينة الكروي، ويستمر في حصد البطولات على حساب جميع عمالقة عاصمة الضباب. وخلال مسيرة الانتصارات للبلو مون في قلب مدينة مانشستر، ظهر القائد فينسينت كومباني للمرة الأخيرة بقميص لا يمكن لعشاق السيتي نسيانه، فقد كتب على قميصه «لا تسدد»، وهي الكلمات التي قالها له رفيق دربه أجويرو في مباراة الفريق أمام ليستر سيتي، والتي حسمها السيتي بصعوبة بالغة بتسديدة صاروخية من كومباني، والمفارقة أن بعض اللاعبين ومن بينهم أجويرو هتفوا لا تسدد لا تسدد، ولكنه فعلها وأحرز هدف حسم لقب الدوري للموسم الحالي. صحيفة «مانشستر إيفيننج نيوز» قالت: إن كومباني الذي يستحق وبجدارة لقب أعظم قائد في تاريخ السيتي، لم يكن يظهر للجماهير للمرة الأخيرة، بل إنه سوف يعود في سبتمبر المقبل للظهور بقميص السيتي من جديد في مباراة أساطير السيتي ونجوم البريميرليج، والتي تقام 11 سبتمبر المقبل.
مشاركة :